بسم الله الرحمن الرحيم، فقد هالني ما قرأت في هذه المشكلة: رهاب الرجال ـ أفش شعري: متابعة ثانية وهالني مثله المشاركة عليها أفش شعري: صامتة وراغبة بالصراخ، ولا أملك إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل إليه المشتكى وهو أرحم الراحمين خلق الخلق وهو بهم خبير رحيم. وأقول لأختيَّ ومن تعاني مثلهما لكما الله ففرا إليه وعليه توكلا فإنه سميع قريب مجيب، أوصيكما بالتقرب إليه والالتجاء له فهو القائل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) صدق الله العظيم، وهو القائل (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) صدق الله العظيم وتذكرا أن بعد هذه الحياة حياة أخرى ليس فيها ظلم ولا استعباد بل هي دار العدل المطلق قال العلي القدير ولا يظلم ربك أحد فان لم تقدرا على رفع الظلم في الدنيا فقد وقع أجركم على الله وأحسنا لمن أساء واعفوا عمن ظلم. ولا تيئسا من المحاولة ثم المحاولة ثم المحاولة واستضيئا بسير العظماء الذين جالدوا وقهروا ظروفهم وأنتجوا ثورات اجتماعية أو علمية أو اقتصادية حتى وصلوا لما وصلوا إليه وما أكثرهم في تاريخنا الإسلامي وفي التاريخ الإنساني بعامة. وها هو الفضاء الالكتروني متاح لكما وهذه نعمة محروم منها الغالبية العظمى من قرنائكما فهو باب لنهل المعرفة وتنمية الثقافة وصقل الشخصية فلديكم المكتبات الشاملة وساحات الحوار الجادة وكل ما يخطر بالبال فأحسنا استغلاله يكن عونا لكما بإذن الله. وأخيرا لدي اقتراح لإخواننا المستشارين زادهم الله علما وجازاهم بكل معروف يقدمونه للمسلمين أقول تكرر كثيرا وجود ظرف قاهر لا يستطيع معه محتاج لمعونة الطبيب النفسي من الوصول إليه فهل إلى سبيل من فتح باب العلاج النفسي عبر الانترنت؟ وأقصد بذلك برامج المحادثة سواء منها الصوتي أو مع الفيديو وهي متاحة وأداؤها جيد ومرشح للتحسن ولو لم يكن هذا العلاج مجانيا لأنه كما أظن يحتاج لأخذ وقت طويل من الطبيب حتى يوجد للطالب فسحة وإن لم تكن بكفاءة الاتصال المباشر لكنها حتما أفضل من لا شيء وأنا على ثقة بأن كثيرين مستعدين لطرق هذا الباب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 31/12/2003
الأخ العزيز،أهلا وسهلا بك، ونشكرك على مشاركتك القيمة الداعمة، وعلى إطرائك النبيل لموقعنا مجانين، الحقيقة أن حالة كثيرات من فتياتنا العربيات هي بالحق حالة تدعو للرثاء، كما يتضح من أصل المشكلة المشار إليها ومتابعة صاحبتها الأولى معنا: أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة !! / أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة متابعة ورغم أنك اعتبرت كون الإنترنت متاحة لصاحبتي هاتين المشكلتين بمثابة النعمة، ونحن معك في الحقيقة، إلا أننا نرى فيه في نفس الوقت إشارة على التناقض العجيب الذي تعيشه مجتمعاتنا وأسرنا العربية من المحيط إلى الخليج، فأما ما هو ظاهر في نموذج اللواتي فششن شعورهن، ومنهن حتى الآن اثنتان من الخليج وواحدة من مصر وواحدة من الأردن كما يمكنك أن تقرأ في الرد الذي ظهر على استشارات مجانين بعد إرسالك لهذه المشاركة الحنون، وذلك تحت عنوان: بدلا من البرد والخجل: أفش شعري ونصرخ معا والتي أطلق أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، صرخات أو طلقات متتالية، وإن سماها أسئلة، لكنه دعا الجميع إلى الجهاد المدني، باعتباره ملاذنا الأخير لتغيير أحوال ذكورنا وإناثنا كبارًا وصغارًا.ففي نموذج فش الشعر هذا نجدُ إناثا محرمات من حق الشعور بأنهن من بني الإنسان في بيوتهن ومجتمعاتهن، ولكنهن يدخلن الإنترنت ويستطعن الاتصال بالآخرين من خلالها، كما أنهن يستطعن بالطبع استخدامها في بناء كيانهن المعرفي، وهنا تناقض في الأولويات، فقبل أن تكونَ للإنسان القدرة على دخول الإنترنت تفترضُ مكاسب وحقوق هن محرومات منها. وأما النموذج الذي ظهر على صفحتنا أيضًا وأشرنا من خلاله إلى هذا التناقض العجيب فكان نموذج الذبذبة والاستعجال، وهذا النموذج أيضًا موجود بوفرة _خاصة_ في المغتربات في مجتمعاتنا، ويمكنك أن تطلع على قسط منه من خلال تصفح: مذبذبة ومستعجلة: هندي ومشاكل أخرى ! متابعة ثانية وأما أصل هذه المشكلة، ومتابعة صاحبتها الأولى معنا فهما على الرابطين التاليين: مذبذبة ومستعجلة: هندي ومشاكل أخرى! ومذبذبة ومستعجلة : هندي ومشاكل أخرى ! متابعة ونفس النموذج تقريبا تجده في المشكلات التالية ومتابعات صاحباتها: الانحراف احتمال وارد في غياب الأهل / الانحراف احتمال وارد في غياب الأهل متابعة / متمردة ترفض الخضوع لرجل / متمردة ترفض الخضوع لرجل متابعة / عاشقة الأكشن جريئة وتبحث عن الحنان / من النت إلى الجوال : عجائب الخليج العصري. فما بين أسرٍ عربية مسلمة تعتبر الفتاة ذنبا لابد من إخفائه ولو بالدفن حيا وبين أسرٍ عربية مسلمة أيضًا تستغل فتياتها مع ترك الحبل على الغارب لهن، فتجدهن إذا اضطربت سلوكياتهن عجزت مجتمعاتنا عن توفير العلاج المناسب لهن؟ وكلا من النموذجين يملك الوصول إلى الإنترنت بكل ما تعنيه من نعمة ونقمة في نفس الوقت، فهي أي الإنترنت كالمطية يقودها راكبها أينما يشاء! ما رأيك الآن؟ وهل ترى معي أن علاقة ما توجد بين هذين النموذجين؟ فنحن إما أن نئد الأنثى قهرا وسجنا وإما أن نئدها ضياعا وانفلاتا!! وفي الحالتين تعجز مجتمعاتنا العربية على اختلافها عن احتواء متطلبات الإنسان وعن الوفاء باحتياجاته، ليست لدينا خطط أصلا ولا إدراك شامل لأي شيء!! فما رأيك الآن يا أخي؟ ألا ترى أن الأمر يحتاج إلى ما هو أشد من المواساة، وتقبل الوضع القائم على فساده، ألا يجب علينا وعليهن -خاصةً من فششن شعورهن- السعي من أجل التغيير، ألا ترى ذلك ، ألا ترى معي أن مجتمعاتنا تحتاج إلى إعادة ترتيب لكل شيء بما في ذلك أفكار الناس في الشارع، فهل من سبيل لذلك بعد الاستعانة بالله عز وجل والسير على هدي كتابه وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، غير أن نتخذ الجهاد المدني سبيلا لنا، أنا في انتظار معرفة رأيك يا أخي العزيز. بقيت نقطة أخيرة أشرت إليها وهي محاولة إجراء نوع من العلاج النفسي عن بعد، ونحن معك وربما استطعنا في يوم ندعو الله أن يكونَ قريبا أن نطبق ذلك سواء في صفحة مشاكل وحلول للشباب على إسلام أون لاين، أو استشارات مجانين على موقعنا هذا، ولكن الأهم أصلا هو محاربة الوصمة الغريبة عن مجتمعاتنا والتي تلصق بالطب النفسي وعلم النفس، وعلى أي حال نحن نفتح معك بابا للنقاش في هذا الأمر، وأهلا وسهلا بك دائما فشاركنا بآرائك.