الأساتذة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في الحقيقة لدي سؤال هو, كيف نتجنب حب أي شخص لدرجة التعلق؟ في حال وجود التعلق كيف نستطيع أن نعرف ما أسبابه؟ وكيف نعالجها؟ أنا أحب خطيبي لهذه الدرجة وأشعر أن أي خروج له من حياتي يعني نهاية هذه الحياة, وحب التملك له يسيطر علي فأشعر أنني أريده أن يترك الدنيا ويقعد إلى جانبي, حتى عمله لم أعد أحبه, حتى أصدقاءه أصبحت أتضايق منهم, بالإضافة إلى غيرتي الشديدة وفوق العادة من النساء رغم التزامه الشديد وتدينه وثقتي العميقة بحبه لي واقتناعه بي, حتى أنني أغار من حوريات الجنة وأشعر بنيران تأكلني لو تخيلت أن عنده حورية واحدة..... أنا طبعا أعاكس نفسي وأحاول أن أشجعه على علاقاته الاجتماعية وعلى عمله ولم أبح له بذلك لمعرفتي بخطأي لكن يجب أن أجد حلا, بالإضافة إلى شكي الدائم بأنه من الممكن بأي لحظة أن ينساني وأنه إن تأخر علي قليلا لظروف عمل أو أي شيء آخر فيبدأ قلبي بالشك بأنه يشعر أنه نادم على ارتباطه بي وهذا الشيء الوحيد الذي صارحته به وتضايق لأنه دوما يقول لي أنت مني بمنزلة الروح من الجسد.... هذه الأمور الأربعة, التعلق, حب التملك, الغيرة والشك, ما أسبابها وما علاجها؟؟ ويا حبذا لو كانت هناك كتب لمؤلفين معروفين لديكم فتدلوني عليها فأقرؤها؟ أريد أن أكون زوجة حكيمة وعاقلة ومحبة وحنونة والحمد لله لدي صفات جيدة فلا أريد لهذه المشاعر السلبية أن تغطي عليها.... أريد أن أكون حواء, أي تحتوي زوجها وحبيبها ولا تثقله بما ذكرت.... أريد أن أكون الشريكة والصديقة....... والأم الرؤوم, فأنا لا أريد الإنجاب خوفا من أن يحب بناته أكثر مني, هل يوجد هكذا تفكير؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله أنا أكتشف بنفسي أشياء, ولكن دوما الآية الكريمة,"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" تعزيني بأنه لابد وهناك أمل من إصلاحي, وأدعو الله أن يجعلنا دوما نرى عيوبنا ويساعدنا في إصلاحها........ ودمتم 17/01/2004
الأخت العزيزة أهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، يصعب على تشخيص حالتك بدقة من خلال ما كتبته، المهم أنت تتساءلين كيف نعالج مشكلة التعلق بالغير، وأقول لك أن الأمر يتطلب منك أولاً الرغبة في التغير وثانياً بذل بعض الجهد. وسأحاول فيما يلي أن أتناول مشكلتك من أكثر من جانب: أولاً الغيرة: من الطبيعي أن نلحظ بعض الغيرة وكثير من التعلق بين المحبين، ولكننا في مصر نقول "الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"! لقد تحولت المشاعر الطبيعية إلى مشاعر مرضية!! فشدة الغيرة وشدة التعلق ليست في صالحك أو في صالح علاقتك بخطيبك، ليست في صالحك لأنها تزيد من قلقك وتوترك وغيرها من المشاعر غير المريحة إلى قلق وعدم رضا، وتزيد من الأفكار السلبية. إلى متى ستستطيعين تحمل عدم البوح له بكل هذه الغيرة والشك؟ هل ستخفينها عليه بعد الزواج؟ بعد أن تعيشي معه تحت سقف واحد؟ ما لديك من مشاعر حب التملك سيؤثر على علاقتكما بعد الزواج حينما يشعر أنه استقر ويزداد انشغاله بعمله. ثانياً غيري أفكارك: تحدثي مع نفسك واستعيني بصديقة مقربة لتعينك على تكذيب هذه الأفكار، وتذكري أنها مجرد أفكار باطلة وليست حقائق، وقللي من الانفراد بنفسك والشرود مع مثل هذه الأفكار. ففكرة مثل "أي خروج له من حياتي يعني نهاية هذه الحياة" ناقشي مع صديقتك أنها فكرة مبالغ فيها، فإذا خرج من حياتك فعلاً قد تتعبين بعض الوقت وبعدها ستبدئين من جديد وستصبحين بعد هذه الخبرة أكثر نضجاً وستكتشفين أنك تستطيعين الحياة بدونه و.......... ثالثا نمي ثقتك بنفسك: إن الأفكار التي لديك مثل "أشعر أنه نادم على ارتباطه بي" يكمن ورائها أفكار تعبر عن نقص تقديرك لذاتك ومن ثم أنت في حاجة إلى تقوية ثقتك بنفسك، ولتفعلي ذلك يمكن أن تسألي نفسك وتسألي خطيبك ما هي الإيجابيات التي يراها فيك واكتبيها واقرئيها من وقت إلى آخر، وتذكري أن الكمال لله وحده فالرجل لا يختار المرأة الأفضل ولكن الأنسب بالنسبة له، فبالرغم من أن حوله أخريات اختارك أنت وأحبك أنت فأصبح يكرر لك " أنت مني بمنزلة الروح من الجسد.." ورأى أنك أنت الأنسب. رابعاً قللي التعلق به: إن زيادة التعلق بشخص آخر –أياً كان هذا الآخر- يشير إلى زيادة الاعتمادية عليه، حيث الاعتماد عليه كمصدر وحيد –أو شبه وحيد للحصول على الحب والاهتمام والرعاية، وهذه الاعتمادية قد تكون علامة على نقص النضج فنحن نلاحظ أن الطفل الصغير يعتمد على أمه في تلبية احتياجاته المادية والوجدانية وكلما كبر هذا الطفل كلما زادت استقلاليته. فأين هي استقلاليتك؟ أين الجوانب الأخرى في الحياة؟ أين أصدقائك وأسرتك وهواياتك وغيرها من الأمور التي تثرى حياتنا وتسعدنا؟ أعتقد أن الحل في أن تبدئي في الاعتماد على مصادر أخرى للحصول على الحب والاهتمام والمساندة (مثل أسرتك وأصدقائك) فإذا ما قل نبع أحد هذه المصادر لا تتوقف حياتك لأن لديك مصادر أخرى كثيرة. خامساًً اشغلي وقتك بما يفيد: كل يوم يمر من عمرنا لا يعود مرة أخرى، فلا تهدري عمرك فيما يزعجك ويعكر صفو علاقتك بزوج المستقبل، اشغلي وقتك بأشياء تحبين عملها وبالعمل الصالح الذي يفيدك ويفيد الناس، ورفهي عن نفسك من وقت لآخر. سادسا: راجعي ما كتب في الروابط التالية: الغيرة: ماضي الرجل والثقة بالنفس / الغيرة والشك والنكد الزواجي / الغيرة : ماضي الرجل والثقة بالنفس / حبٌّ أم تعلق : سؤال الماضي والحاضر / الغيرة والاكتئاب أخيراً: إذا لم تنجح معك كل هذه الوسائل أنصحك باستشارة معالج نفسي، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.