آثار تحرش السلام عليكم.....أحب في البداية أن أخبركم إنني قد أرسلت لكم في السابق مشكله لا أحب أن أشير إليها الآن ولكن أحببت أن أنبه إلى أمر وهو أنني أعاني من عدة مشاكل مختلفة وقد قررت أن ابعثها لكم كلا على حدا فلا تظنوا أنني أتسلى وأؤلف مشاكل ولكن حياتي هكذا ولم أجد بعد الله من ألجأ إليه غيركم فلا تسأموا مني. تعرضت في بداية سن المراهقة لتحرش من أحد محارمي وفي البداية فسرت تصرفه على أنه اهتمام وحب وحنان وخاصة أنني كنت أعاني من حرمان من هذه الناحية وكانت حركات قريبي غير واضحة، ولكن مع مرور الوقت وكون هذه الحركات أصبحت واضحة فوجئت وصدمت خاصة أنني كنت سعيدة وظننت أنني وجدت إنسانا يحن على أخيرا. وانهد حلمي, شكوت لأبي تحرش قريبي فطلب مني عدم إخبار أمي، ثم سافر قريبي هذا فتحرش بي أخوه الأكبر وكان تحرشه بي على شكل حكايات غير لائقة يحكيها لي وكنت أستمع له وأنا في قمة الإحراج ولكني من شدة خجلي لم أجرؤ أن أطلب منه التوقف وأحيانا يضع في دولابي وحاجاتي أمواس ويطلب مني استعمالها وأنا كنت أفهم مقصده من هذه الحركة رغم أنني أجهل دوافعه مما يصيبني بالقلق، خاصة أنني كنت أجد هذه الأمواس في كل مكان مما كان يسبب لي القلق وآخر خطوة في تحرشه بي أنه كان يتحرش بي وأنا نائمة وعندما أستيقظ يبعد يده مما يشككني في نفسي وأعتقد أنني أظلمه ولكني تأكدت بعد ذلك. هذا ما حدث معي أما تأثير ذلك على نفسيتي فهو كبير حيث أنني كرهت نفسي وأصبحت أرى نفسي بنتا حقيرة وكأنني أنا الذي أغويته رغم أنني لم أفعل أي شيء بل لم أكن أستمتع بأي شيء والعكس هو الصحيح والأثر الأكبر والذي لازلت أعاني منه للآن هو أنني كرهت الرجال وأصبحت أراهم مثل الحيوانات، ومع الوقت خفت عقدتي وتزوجت ولكني حتى هذه اللحظة أشعر وكأن هناك حاجزا نفسيا بيني وبين زوجي فبالرغم من أنه زوج مثالي ويحبني إلا أنني أشعر أن محبتي له معلقة بحسن تعامله معي فإن قصر معي قليلا أشعر كأنني أكرهه وأنا أعرف أن الحب الحقيقي ثابت ويزيد كما قال جميل بثينة. ساعدوني وقولوا لي ماذا أفعل حتى أحب زوجي بدون شروط؟ وللعلم علاقتي الخاصة مع زوجي عاديه لكن المشكلة في العلاقة الروحية..... ودمتم 17/01/2004
أولاً أرحب بك كصديقة دائمة لموقعنا مجانين نقطة كوم، ما مررت به يرجع –في جزء منه- إلى أننا لا يتم توجيهنا –في بلادنا العربية- بشكل صريح وكاف على كيفية التصرف في المواقف التي نتعرض فيها للتحرش الجنسي. وربما يكون ذلك لخجل الأهل من الحديث مع أبنائهم أو عدم معرفتهم بأفضل وأصح طرق التصرف أو أنهم يتخيلون أن الموضوع نادر الحدوث أو الحديث فيه سيسيء إلى القريب أو أن المشكلة مجرد حدث عابر وستحل من تلقاء نفسها أو غير ذلك من الأسباب. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك سلبيات لأن تعيش الأسرة الممتدة معاً (أقصد التي تتكون من الآباء والأجداد والأحفاد معاً). –بالطبع مع وجود ايجابيات كثيرة- وما حدث لك من أهم وأخطر هذه السلبيات التي تزداد في المجتمعات العربية المنغلقة. ومن ناحية ثالثة قد يرجع ذلك إلى جهلنا بأمور الدين فالحديث الشريف يشير إلى أن الرجل حين يزني بامرأة من غير جيرانه أرحم من الزنا بالجارة فما بالنا بالأقارب، فمجتمعنا المسلم هو أسرة واحدة وليس مجموعة أسر، فلك أن تتخيلي مثلاً أن الرسول (ص) قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليأمن جاره بوائقه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدود الجيرة هي أربعين جار من كل جانب، حاولت أن أوضح لك الموضوع من منظور الأسرة العربية، وأريد فيما يلي أن تركزي في السطور التالية إلى نهاية الرد عليك. بالنسبة للقريب الأول: لا أعرف ماذا تقصدين حينما ذكرت "وكانت حركات قريبي غير واضحة"، فهل كانت "حركاته" عادية أم أن بها تلميحات حاولت أنت تجاهلها –بقصد أو بدون قصد- حتى أصبحت واضحة كالشمس ويصعب تجاهلها؟ وربما لأنك كنت تري تصرفاته على أنها معبرة عن حب وحنان واهتمام ظن أنك سعيدة بهذه "الحركات" ومن ثم كان لك دورٌ في تشجيعه إلى مزيد من التقرب إليك!!! ومن ناحية أخرى لقد كنت في سن المراهقة وهي سن يزداد فيها الرغبة في الحصول على الحب والإعجاب وسن تتضح فيه الطاقة الجنسية؟ خاصة أنك كنت تعانين من حرمان من الحب والاهتمام؟ أما بالنسبة لأخيه: فلا أعرف هل كان يعرف ما كان يحدث بينكما ومن ثم اعتقد أنك تتقبلين ذلك أو على الأقل يصعب عليك الرفض، أو أنه تصرف هكذا مما يشير إلى وجود اضطراب نفسي ما في هذه الأسرة (كما يتضح من تصرفات الأخوين)؟ قصدت في الفقرة السابقة أن ألفت انتباهك إلى أننا في بعض الأحيان نتصرف بطريقة يفهمها الآخرون بشكل مختلف، وقد نتصرف بحسن نية أو لا نتصور نتائج أفعالنا وكلامنا أو لا نفهم نحن الآخرين جيداً ومن ثم لا نتوقع تصرفاتهم. والآن وبعد أن مضت سنوات طويلة على هذه الخبرات آن الأوان أن تسامحي نفسك عما حدث ولا تزيدي من إحساسك بالذنب، فلقد طلبت المساعدة بالفعل من والدك ولم يعرف كيف يساعدك أو كيف يتصرف، ومن ناحية أخرى لم تكن لديك مهارات اجتماعية كافية تجعلك تقولين لا أو تحاولين الهرب من الموقف –خاصة مع حكايات أخي قريبك- وسيساعدك ذلك على تحسين علاقتك بالرجال بشكل عام، والحمد لله أن علاقتك الحميمة بزوجك لم تتأثر بتلك الخبرات القديمة، وأنك رؤيتك للرجال تحسنت. أخيراً أريد أن أخبرك أن الحب يتغير من وقت إلى آخر والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء –حتى أننا ندعو الله: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الإيمان- احمدي الله أن زوجك يحبك ويتمتع صفات حميدة ولا تنسي أن الكمال لله وحده، فكري دوماً في إيجابياته وركزي عليها، وحينما يتصرف بطريقة لا تعجبك أعطه مبررات لتصرفه مثل "ربما هو مرهق اليوم، أو ربما هناك مشكلة كبيرة في عمله، أو تصرفه هذا الشذوذ الذي يؤكد القاعدة، أنا أيضاً بي عيوب............." وفي انتظار رسائلك وأخبارك. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، نعتذرُ أولاً عن تأخرنا في الرد عليك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، وأما ما أود إضافته فقط بعد إجابة الأخت الزميلة المستشارة د.داليا مؤمن فهو إحالتك إلى رد سابق على صفحتنا تحت عنوان: الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!، وتابعينا بأخبارك.