* أرسل الدكتور جمال الفقي مشاركاً في استشارة مجانين يتحدى: وسواس واكتئاب ما له القرين؟: يقولأود أولاً شكر الأستاذة الفاضلة رفيف على هذا التوضيح الشافي الكافي المبني على العلم الحقيقي.كما أود أن أضيف أنني كنت قد اطلعت على هذا الموقع منذ حوالي عام، وصاحبة مهندس في الميكانيك -كما يقول هو- واسمه زيد، ولما وجدت ما في كلامه من ضلال باسم العلم، ومنهج غريب لا ينتمي إلى أبسط قواعد النهج العلمي، بالرغم من وضعه في إطار يوحي بالعلم، وتصويره لنفسه وكأنه في إحدى قنوات التلفاز مما يزيد من تأثيره على العوام، قررت أن أرسل له تعليقاً غاية في التهذيب عن طريق البريد الإلكتروني لعله يناقشني تحت عنوان (تعليق أخوي وأنتظر الرد)، لم أتلق أي رد بالرغم من تكراري لإرساله عدة مرات، وعندما تصفحت الموقع أكثر اكتشفت العجب العجاب من العناوين المضحكة المبكية مثل (تعلم الهندسة المعمارية من القرآن، وتعلم الميكانيكا من القرآن)، ووجدته يكرر نفس المأساة العلمية، فقررت الرد على نفس الموقع، ولكن ردي للأسف لم يظهر على الإطلاق، وعن تصفح الموقع مرة أخرى للبحث عن أي مكان للمشاركة توصلت إلى حقيقة اقتنعت بها تماماً؛ أن هذا المدعو زيد ما هو إلا نموذج مَرَضيّ من النماذج المرضية المشهورة (بارانويا)، ووجدت أنني على قناعة شخصية عالية بهذا التشخيص، وهو يعرض فقط ما يناسبه ويؤيده من المشاركات، وهو نموذج من نماذج الفتنة في مجتمع يسود فيه الجهل.. ولم أشأ أن أذكر اسم الموقع تقليلاً من حجم الخسائر المتربة على الاطلاع عليه، كما علينا جميعاً أن نساهم في توضيح ما ثبت من العلم الحقيقي في هذه الأمور حتى نقلل من تأثير مثل هذه الأفكار الضارة، وقد كان ذلك الشخص من الدوافع لدي لبداية وضع كتاب علمي موسوعي تحت عنوان (العلاج بالخرافة) وهو الآن تحت الطبع بعون الله وتوفيقه. أكرر شكري وتقديري للأستاذة رفيف على تعليقها الجميل.* ثم أرسل المهندس محمد علي حشيش (39 سنة، مصر) مشاركاً في نفس الاستشارة يقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزيل الشكر للأستاذة رفيف الصباغ والتي كعادتها تفيدنا بما تكتبه.أما بالنسبة لتساؤل د. وائل حول سيرة صاحب الموقع الغريب الخاص بمعجزات القرآن، فهذا هو رابط سيرته الذاتية http://www.quran-miracle3.com/IntroPagesNew/Arabic/ZaidCV2.htmوتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.* وأرسلت رورو (22 سنة) تقول:الكتاب: اكتشاف الآلية التي يؤثر بها قرين الإنسان من الشيطان عليه في الوسواس والسحر والتلبس والمس والأمراض النفسية والعلاج الناجح لكل ذلك.بحث قام به الدكتور جميل القدسي مكتشف أسس علم التغذية والطاقة في القرآن والسنة
السلام عليكم،جزاكم الله خيراً دكتور جمال على مشاركتكم، وأشكركم على كلماتكم الطيبة، وأسأل الله تعالى أن نكون جميعاً من المقبولين.لم أكن قد سمعت بهذا المهندس من قبل، ولم أكن أعرف أن له هذه الشهرة على المواقع، وأن له برامج تلفزيونية! وقد رجعت إلى الرابط لأعرف صحة المعلومة بغض النظر عن صاحبها، إذ الإنسان يوزن بما يقول، وليست الأقوال هي التي توزن بقائلها. وقد فوجئت بهذه الضحالة العلمية والبعد عن المنهج العلمي كما تفضلتم وذكرتم. كذلك أثار دهشتي العناوين الموجودة أيضاً، مما دفعني إلى الاطلاع على بعض منها، وكان مما اطلعت عليه: "تعلم الهندسة المدنية بهدي القرآن"!! وقد ذكر في الصحيفة الأولى أنه حائز على دكتوراة في الهندسة الطبية من جامعة Surrey في بريطانيا... ثم أرسل المهندس محمد علي حشيش -جزاه الله خيراً- رابطاً عن سيرته الذاتية، فجرني الفضول إلى البحث عن سائر نشاطاته على الشبكة العنكبوتية، لأفاجأ بشهرته في الأوساط، مع كون كتابته على هذه الشاكلة!!والحقيقة أن أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن قد كثرت جداً في الآونة الأخيرة، وأصبحت بضاعة لا بد منها عند المتكلمين من الدعاة، وتجد الناس مدهوشين مشدودين لكل ما يذكر أمامهم، وكلما سمعوا شيئاً ارتفعت أصواتهم بقول: "سبحان الله العظيم" دون أن يدركوا ما الذي يسبحون لأجله!!.والمشكلة كل المشكلة أننا ننساق وراء العاطفة في كل شيء، ونجد من الصعوبة بمكان أن نحرك هذا المسكين الذي علاه الصدأ المسمى: عقلاً!! وما ذلك إلا لأننا نؤثر الراحة...، فالاسترسال وراء العواطف أسهل بكثير من إعمال العقل والتفكير والنظر في الأمور –كما هو معلوم-!! وبمقارنة بين أعداد الناس في مجالس الوعظ والذكر، وبين أعدادهم في مجالس العلم تتضح الصورة تماماً!.أنا لست ضد البحث في الإعجاز العلمي، ولكني أدعو إلى أن يكون ذلك ضمن القواعد الشرعية التي أهملت في غالب ما يكتب.إن بيان الإعجاز العلمي في آية ما هو تفسير لها، فلا بد من مراعاة قواعد التفسير عند البحث في الإعجاز، وهذا ما نفتقده في تلك الأبحاث إلى ما رحم ربي منها.فهناك من جاء بصورة لانفجار نجم في السماء التقطته وكالة ناسا الفضائية، فوجد الصورة حمراء منتشرة تشبه الوردة، فجعل هذه تفسيراً لقوله تعالى: ((فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ))[الرحمن:37] وإثباتًا للإعجاز فيها!!! ولو نظرنا إلى سياق الآية لوجدناها جاءت تتحدث عن يوم القيامة فقد جاء بعدها: ((فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ* فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ)) [الرحمن:38-41]... وتتابع الآيات بعدها في وصف أحداث يوم القيامة...و"إذا" هي ظرف لما يستقبل من الزمان، فهي تتكلم عن حدث في المستقبل، وتقول: إنه إذا جاء اليوم الذي يتحقق فيه هذا الحدث وتكون السماء وردة كالدهان، فإنه لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان..، وكذلك يعرف المجرمون بسيماهم وهيأتهم السيئة..، ثم يؤخذ بهم إلى جهنم... وهكذا كما جاء في الآيات التي بعدها.... وهذا إنما يكون يوم القيامة، وليس الآن!! فكيف يكون انفجار نجم (لا انشقاق السماء!) -قبل يوم القيامة- هو تفسير للإعجاز فيها؟! فالآية إذن لا تحتمل هذا التفسير بحال من الأحوال...! إن الذي يتبنى مثل هذه الآراء سيسأله الله تعالى عن كل كلمة يقولها وينسبها إلى كتابه الكريم دون علم!! والمحزن أننا نسمع هذا من خطباء المساجد، ومن دعاة طيبين لهم جهودهم المباركة في الدعوة إلى الله تعالى!.ثم لو نظرنا إلى قول ذلك المهندس بأن تفسير ((النفاثات في العقد)): هو نفخ الشيطان في العقد العصبية! أين هو الدليل على هذا؟؟ إن العلم يؤخذ إما بالخبر الصادق –والذي له قواعد معروفة وواضحة لمعرفته-، وإما التجربة والحس. فأما الخبر الصادق: فهو معارض لما جاء به، فقد أورد الطبري في تفسيره عن الحسن البصري بسند صحيح، أن النفاثات هن السواحر! وأما التجربة فهي معدومة، وكل ما جاء به تصورات وافتراضات عن كيفية تأثير الشيطان في الإنسان!! وكل بحث في هذا نزنه بهذا الميزان، كائنًا قائله من كان!!وقد أرسلت الأخت رورو رابطًا لكتاب لا أدري هل هي تؤيد ما كتب أم تعارض، أم تستفسر؟ ولم يتح لي أن أقرأ جميع ما فيه لطوله وقلة الوقت.وبشكل عام أقول: أما المعلومات العلمية الواردة فلا علم لي بها وأهل الاختصاص أدرى بتقويمها... وأما المعلومات الشرعية: فالحكم عليها كالحكم على قول ذلك المهندس...وهذا الباحث يقول فيما يقول: إن الشيطان بطبيعته الكهرومغناطيسية يستطيع التأثير على النواقل العصبية للإنسان!! فابحثي في قوله هذا: هل ورد نص صادق في القرآن أو السنة، أن الشيطان له طبيعة كهرومغناطيسية؟ سلمنا أن مخلوق من نار، والنار لها طبيعة كهرومغناطيسية، فهل هناك ما يثبت أنه يستخدم هذه الخاصية للتأثير على الإنسان؟؟ كلام ممكن ولكن لا دليل عليه يجعلنا نؤمن به ونصدقه!!... ثم: هل قام أحد بتجربة ورأى إبليس وهو يعبث بموجات جسم الإنسان الكهرومغناطيسية؟ ولماذا لا يكون عمله مقتصرًا على النفخ في العقد العصبية كما قال صاحبنا المهندس؟ أليس قوله واردًا أيضًا؟؟ وقد قرأت مرة أن السحر يكون بتأثير الجني خادم السحر على مراكز الطاقة في الجسم، كيف لي أن أعرف صحة الكلام؟ وهل يحق لي أن أصدق شيئًا بلا دليل؟ إن الله تعالى لم يطالبني أن أصدق شيئًا لا دليل عليه، ولن يحاسبني إن لم أصدقه، بل العكس هو الذي سيحصل، وسيسألني: لم صدقت هذا الكلام؟ وسأضطر حينها لإحضار سبب تصديقي ولكني أجده مفقودًا!! نعم: إذا اخترعوا أجهزة تصور الشياطين وترقب حركتها وعملها، حينها أؤمن بما جاءت به التجربة والحس، ويكون عندي الدليل المقبول على إيماني هذا!! أما بالنسبة للمراجع الشرعية في ذلك الكتاب: اعتمد الباحث ومن معه على المراجع الالكترونية في الغالب، ومن المعروف –وهذا كان أول ما أنبه عليه الطالبات عند إعداد الأبحاث- أن المصادر الالكترونية غير موثوقة فلا بد من الرجوع إلى المصدر المطبوع لتدقيق المعلومات الواردة فيها. وقد حصلت معي شخصيًا أن نقلت نصًا من كتاب المجموع للسرعة ثم ذهبت إلى المكتبة لتدقيقه، وإذ بالنص الالكتروني قد أسقط كلمة (لا) من (لا يجوز)!! فكيف تؤخذ الأحكام من مثل هذه الوسائل؟؟هذه الملاحظات التي بدت لي من خلال ما اطلعت عليه، وقد وضعت الميزان أمام الأخت السائلة لتزن كلامي وكلامه، فربما إن قرأتْ كامل الكتاب ووزنتْه بهذا الميزان، تجد أن الباحث أورد الدليل وأني أنا المخطئة في كلامي... وطبعًا يهمني أن تحسن الأخت المحاكمة بنفسها أكثر من أن تسمع كلامي وتأخذ رأيي لأني لن أكون معها دائمًا لأرشدها... لدي الكثير من الكلام لأقوله لكن المقام لا يتسع لربعه، وأجد أنه من الواجب على المسلمين أن يقوم منهم من يراقب أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن بعد أن انتشر هذا الانتشار الواسع وأقدم على الكلام فيه البر والفاجر، وذلك لأن أول خطر ينتج عن هذا التسرع في تفسير الآيات على هذا النحو، أن يثبت العلم بطلان القرآن بالدليل!!. فمن المعروف أن العلم يتطور باستمرار، وما كان ثابتًا اليوم يثبت بطلانه المؤكد غدًا...، فإذا أخذنا إحدى الافتراضات العلمية اليوم وألصقناها بالقرآن على هذا النحو، ثم أثبت العلم في الغد بطلان هذا الافتراض، فسيأتينا من يقول: إن العلم أثبت بطلان ما جاء به القرآن!! وحينها نكون قد قمنا مشكورين بتقديم خدمة لأعداء الإسلام لا تضاهيها خدمة!!! ونكون قد صددنا عن سبيل الله تعالى من حيث أردنا الدعوة إليه! فانظروا في العواقب رحمكم الله.أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً الثبات على صراطه المستقيم، وجزاكم الله جميعاً كل خير على مشاركاتكم الطيبة.