الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج تحية عطرة وبعد قرأت شكوى أخي صاحب رسالة الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج وودت مشاركته في الأمر حيث أنني أعتبر نفسي ولله الحمد كنت مصابا بهذا المرض اللعين وكنت أشكو من الميول المثلية والحمد لله رب العالمين فأنا الآن أعتبر نفسي برأت مما كنت فيه وإن كانت النسبة لم تتجاوز في وجهة نظري (80%) الا أنني أعتبر أن هذا انتصار ساحق لي على ما كنت أعانيه من ميول وتوجسات وهواجس حيال حياتي بعد الزواج والخوف والقلق البالغ من الفشل.. أخي أرجو أن تتقبل مشاركتي لك وإن كانت نصائحي ستكون معدودة فأنا والحمد لله قد ساعدت نفسي بنفسي ومن خلال موقع مجانين، وما قرأته من تجارب وردود المستشارين وبدأت تتكون لدي القناعة الشخصية بأنه لابد من أن يُقَوِّمَ الإنسان تصرفاته بنفسه "الحلال بين والحرام بين" عموما أنا لن أبسط لك الحل ولن أعقد الدنيا أمامك فالأمر يتطلب تركيز كبير في البداية وتحديد الاتجاه الذي تتمناه وليس الذي يفرض عليك من النفس وكان تحديد اتجاهي بأني رجل ولابد وأن أظل رجلا ولكن لتكتمل تلك الرجولة لابد من وجود الأنثى كي يتجلى دوري وشكلي وصورتي كرجل، وكنت خائفا جدا ولكن الحمد لله فأنا وفقت في زوجة ظللت متردد مائة مرة قبل أن أذهب إليها، وكنت قد رأيت أكثر من عشر فتيات قبلها وما كانت تحركني ولا واحدة فأصبت بالإحباط حيال هذا الأمر وقلت في نفسي لعلني غير مناسب للزواج ولأترك الموضوع إلا أن الله أوجد واحدة في طريقي وبالصدفة البحتة وكنت في زيارة إلى منزلهم بدون طلب زواج وما أن رأيتها حتى خفق قلبي جدا لها "على الرغم من أني كنت مثليا في ذلك الوقت" وما صدقت أني أصبحت في حالة من النشوة والحب إذا ما نظرت إلى وجهها، وقد حولت الجلسة إلى خطبة وبدأت أتعرف إليها وتتعرف إلي أثناء فترة الخطوبة وأقول الحقيقة فلولا خشيتنا من الله عز وجل وخوفي الشديد من أن أتورط في شيء يغضب الله سواء من قبلي أو من قبلها لكنا لم ننتظر موعد الزواج من شدة لهفتنا على بعضنا البعض وكنت دعوت ربي أن يثبتني على ما نويت أن يكون اتجاهي ألا وهو الاستقامة والبعد عن المثلية. وتم الزواج والحمد لله كنت أسمع كثيرا عن ليلة الزفاف فقصدت أني أتأخر قليلا عن الدخول بها الى أن وجدنا أنفسنا في كامل الاستعداد النفسي والجسدي والروحي لأن نتلاقى على سنة الله ورسوله وفي منزلنا وفي اليوم الثاني من إتمام الزفاف وجدنا أنفسنا ننهم من كأس العشق سويا وكأنني بالفعل لم أذق طعم الجنس من قبلها. فأصبحت هي عنواني في الجنس وليس قبلها جنس ولن يكون بعدها إن شاء الله وجلست كثيرا أتأمل كيف لي أني كنت أعتقد أن المثلية هي السجن إلى ما لا نهاية وهي الجنس الذي أريد، من الممكن أن يكون السبب أني من عائلة محافظة ولا يمكنني الاقتراب من أي فتاة حتى لو على سبيل الحب العذري كما يقولون، وإلا فالفضيحة والعيب، فكان المتنفس الوحيد هو المثلية التي تعلمتها على أيدي أصدقاء في الطفولة. ولكن بعد ما جربت طعم العشق الحلال والجنس الحلال، وجدت نفسي أعيش أسعد أيام حياتي وأحلى ساعات العمر بين أحضان زوجتي وحبيبتي وأم أولادي وندمت أني لم أقدم على الزواج من قبل. أخي أوصيك بشيئين أن تتجه إلى الله بنية سالمة صافية للتخلص مما أنت فيه والأمر الثاني هو أن لا تتزوج مجرد امرأة بل ابحث عمن تحرك قلبك وعاطفتك فأنت لو أحببت أو استلطفت إنسانة ستكون هي العلاج والدواء الشافي بإذن الله... أعرف أن المثلي صعب عليه أن يحب امرأة ولكن أنا واثق بأنك لو أمعنت النظر قليلا من الممكن أن تجدها إلى جوارك وأنت لا تدري لأن صورة المثلية تطغى على أي صورها حولها. أرجوك صب كل تركيزك في التخلص من المثلية ومن ثم ابحث عن الإنسانة التي تتخيلها أما لأولادك وإذا وجدت المواصفات التي تتمناها في من ستحرك قلبك، أنا على ثقة بأنها مجرد وسيلة من رب العالمين وبين يديها العلاج الشافي أرجوكم أن تدعو لي باستمرار السعادة وأتمنى لك سعادة مثلها وأكثر. مع خالص شكري وتقديري للأخوة القائمين على هذه الصفحة الرائعة وفقكم الله 29/1/2004
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على إطرائك لصفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أنني كنت قد دعوت الله لك بالفعل أن يديم عليك وعلى زوجتك سعادتكما معا في رضاه سبحانه، وذلك قبل أن تطلب منا الدعاء، ذلك أنك بشرتني وبشرت إخوتي وزملائي في هذه الصفحة د.أحمد عبد الله، و الدكتور محمد المهدي و الدكتور عمرو أبو خليل، لأننا مشغولون بهذه القضية، ونحاول البحث عن برنامج علاج نفسي معرفي سلوكي لذوي الميول الجنسية المثلية يكونُ مناسبا لشريعتنا الإسلامية، وإفادتك هذه التي تحكي بها تجربتك الشخصية إنما تمثل أحد النماذج المشرفة التي يسعدنا أن نعرضها على موقعنا مجانين، ولذلك عرضنا سطورك الإليكترونية كما وصلتنا. فأنت تذكرنا بحكاية صاحب مشكلة الخروج من سجن المثلية : ما ظهر وما بطن !، حيث رأينا فيه مثلا رائعا للمسلم الذي يجد في نفسه ميلا لا يرضى هو عنه لأنه يغضب الله، وكيف ينجح في ذلك مستعينا بربه سبحانه، ولا أستطيع أن أصف لك مقدار غِبطتي (سروري) وأنا أقرأ سطورك وأنت تقول أن الله تعالى جعل موقعنا مجانين وردود مستشارينا دليلا هداك إلى التحرك للبحث عن الزوجة والخروج من وهم الميول المثلية، وإن كنا نرى في حالتك ما يشير إلى شيء من سهولة الخلاص التي نتمنى من كثيرين أن يصدقوها لكنهم لا يصدقون، وهم أولئك الذين يشتكونَ من عجزٍ عن الإثارة المستمدة من الأنثى كموضوع جنسي بوجه عام. فما أخشاه يا أخي أن نجد من يتهم مشاركتك بأن فيها شيء من التبسيط المفرط للمشكلة، ونحن نعرف أنك لم تقصد ذلك وإنما ضربت مثلا بما حدث معك فعليا، فلطالما شككت في ميولك، وصنفت نفسك مثليا، لكنك حين عقدت العزم على الزواج، ترويت وتخيرت إلى أن وجدت من حركت الرغبة بداخلك، ولم تقل لنفسك أنه مهما كانت الأنثى فهي لن تثيرني. وهنا تكمن مشكلةُ كثيرين من المثليين، لأنهم يحملون في أذهانهم قناعةً لا يتخلون عنها بسهولة أنهم لا تثيرهم الأنثى، وبعضهم من كثرة ما يكررُ ذلك الفهم لنفسه، يصبح بالنسبة له قناعةً لا تقبل النقاش، فيسقط في فخ من الوهم، ويضرب سياجا حول فطرته كذكر. وبعضهم سيقول أنك مزدوج التوجه الجنسي، أي يمكن أن تثيرك الأنثى وكذلك يمكن أن يثيرك الذكر، وبالتالي لم تكن هناك مشكلة كبيرة، بينما هم غيرك فهم مثليُّون خالصون لا تثيرهم الأنثى، وقناعتنا التي نحاول إثباتها هي أن الفرض القائل بأن هناك من لا يستطيع أن يكونَ ذكرًا مع الأنثى بينما خلقه الله سبحانه وتعالى ذكرا هو فرضٌ غير صحيح، وليس بين أيدينا الآن من دليل أكثر من عدم قدرة الأبحاث العلمية الموضوعية المحايدة حتى وقت كتابة هذه السطور على إثبات ذلك الفرض رغم المحاولات المستميتة والتزييف الإعلامي لإيهام الناس بذلك، إضافة إلى عدم وجود المثلية الخالصة كمفهوم في خلق الله من الكائنات الأخرى الأدنى من الإنسان. المهم هو أننا نسأل الله الهداية والدليل في ذلك المسار، وندعو لك بأن ينعم الله عليك بدوام السعادة والقناعة والمتعة الحلال، ونسألك الدعاء، وأهلا وسهلا بك وبمشاركتك دائما.