السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم جزيل الشكر على المجهود المبذول وأتمنى أن يكون في ميزان حسناتكم إن شاء الله أحكى نبذة عن مأساتي أنا حاصلة علي بكالوريوس من احدي كليات القمة أنا من أسرة ملتزمة وذات أصل ريفي عشت وتربيت بطريقة منغلقة جدا وكنت أعتقد إن الحياة كلها أمان ونظافة وصدق وهمي الوحيد التفوق في دراستي ثم دراسة الماجستير أنا الابنة الصغرى في الأسرة و سني الآن ثلاثون عاما لى أخ يكبرني بخمس سنوات غير متزوج ولا يعتبر صديق لي بحكم تمييزه في التربية وتفضيله كونه ذكر وأنا لا أتفاهم معه لعدم التزامه الديني هداه الله، وأخت أكبر طبيبة وتعيش في الخارج مع زوجها وأبنائها والدي متوفى وأمي ربة منزل ريفية الأصل وتعرف كيف تقسو على البنات باقتدار تقدم لي أثناء دراسة الماجستير طبيب زميل يعمل في بلد عربي لم أكن أعرف عنه أي شيء ولكن كان زميلا غير مباشر لأختي. تمت الخطبة في أجازة قصيرة له اعتمادا منا على أنه يُذكرُ عنه أنه متدين كان من الواضح أثناء الخطوبة سوء أخلاق أهله وبخله الشديد ولكنه كان ابتلاء الله أن تم الزواج في إجازتة التالية ظنا منا أنه بحسن معاملتنا معه سيتغير هو وأهله ولم نقصر معه في أي شيء بل كنا مثالا للكرم والتسامح معه.وبعد الزواج بدأت الحقائق تظهر: اكتشفت أنه لا يُكِنُّ لي أية مشاعر ولكن تزوج إنسانة مناسبة ليستغلها في العمل في الخارج وبنت أصل لتتحمل الأتي: علاقات رهيبة ومشينة من نساء بدءًا من شهر العسل، إهمال عاطفي دائم على الرغم من كوني إنسانة جميلة وأتفنن في التأنق في المنزل حتى أقيم عليه الحجة يوم القيامة أنه لا سبب لانحرافاته هذه، حتى في علاقتنا الخاصة كنت أشعره أنه إنسان ليس له مثيل حتى أغذى شعوره المريض، وظهر بخله الشديد وتحملته وبدأت أعمل وأقوم بالصرف معه. وزاد سوء أخلاق أهله معنا وإصرارهم على وضعه تحت السيطرة التامة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن حياتنا واستحواذهم على ماله بعد أن عرفوا منه أنه غير قادر على الإنجاب. ويعلم الله أنى كنت أحاول تدعيمه وأخفيت حزني لمرضه وأخفيت علمي بخياناته المتكررة، بل وأدخلت نفسي في إجراءات طبية مكلفة ومؤلمة رغبة في الإنجاب من مالي الخاص، وحدثت لي مضاعفات كثيرة وقاربت على الموت وأشدها ألمي النفسي لعدم تقديره لتضحياتي المتتالية المستمرة ولا مراعاتي أثناء المضاعفات ولكنه أراني أقسى درجات الإهمال، وهو حتى لا يعترف أمام نفسه حتى أنه مقصر في حقي، وبالعكس ترك لأهله العنان لمضايقتي بكل الطرق بدون سبب إلا أنهم يريدون استعادة ابنهم طالما أنه لن ينجب فلا فائدة للزواج!، هل هذا يصدقه عقل بشر حسبي الله و نعم الوكيل وفى أول إجازة في مصر زاد انحرافه من جهة، وأصبح يخرج للقاءاته المشبوهة أمام عيني، وأطلق العنان لأهله ليضايقوني بغير اعتراف أو حتى نظرة يوقف بها اعتداءاتهم المتكررة لمن حفظته وحفظت مرضه وانحلاله سنة ونصف تقريبا بغير كلمه لوم أو عتاب ولكن بالصبر فبالتالي حدثت بيننا مواجهة قرر فيها (أنه بهدلني بجوازه منى وأنه من الرحمة أن يتركني لحال سبيلي)، وتم الطلاق من 8 أشهر، لا أخفيك سرا، منهارة إلى اليوم، لا أستطيع الرجوع لعملي ولا الحوار مع أحد، لا أدرى ما أذنبته لكي أمر بهذه المحنة إلا أنها ابتلاء الله لعباده الصالحين. أشعر بالضياع ولا أستطيع التوقف عن البكاء، وأنا من أسرة منغلقة شديدة اللوم.. يشعرونني دائما بأني المخطئة ويزيدون آلامي بذلك، على الرغم من يقينهم بأني الضحية على طول الخط أتمنى أن أبدأ حياتي من جديد فوجودي في بيت الأسرة يقتلني كل يوم، ولكني قليلة المعارف جدا أرشدني كيف أعبر أزمتي وكيف أستطيع التعرف على زوج صالح بطريق مشروع وآمن 13/02/2004
مع كل يوم يمر يتعلم الإنسان خبرة جديدة أو درسا جديدا، بحيث أنه بالتدريج ومع مرور السنين تتراكم لديه حصيلة من الدروس والخبرات فيسترشد بدروس الأمس من أجل الغد، ولكن في بعض الأحيان لا تأتي الخبرة بالتدريج، بل يرسل القدر تجربة واحدة ثقيلة وفي باطنها عشرات الدروس، وهذا ما حدث لك!!! يبدوا أن البيئة المغلقة حالت بينك وبين الدراية الحقيقية بالحياة لذلك اختار القدر أن يعوضك عن كل ما فاتك من علم وخبرة بتجربة واحدة فيها كل العبر!! لكن المشكلة في مثل هذه الحالات –عندما تكون التجربة قاسية– أن أصحابها قد تذهلهم الصدمة فتفقدهم توازنهم مؤقتا، ولكنهم –بإذن الله ثم بإرادتهم القوية– يفيقون ويهدءون ويدونون خبراتهم في الذاكرة، فيتجاوزون صدماتهم وقد أصبحوا أكثر صلابة وفهما.. ماذا تعلمت من تجربتك؟ وماذا تعلمنا معك؟ • تعلمت أنك عندما ترين عيبا واضحا في خطيبك أثناء فترة الخطوبة مثل بخله الشديد وسوء خلق أهله فلا شيء يجبرك أن تقبلي به على أمل أنه قد يتغير بعد الزواج!! تعلمت أنه يجب ألا تختاري شريك حياتك بناء على أمل في التغيير قد يحدث أو لا يحدث، ولكن عليك أن تفهميه كما هو فإما تقبلينه أو ترفضينه.. • تعلمت أيضا أن صمتك وسلبيتك في التعامل مع مغامراته النسائية وسوء معاملة أهله لك، واستغلاله لك في العمل، هذا الصبر السلبي الذي يقبل الظلم والمهانة مرفوض في كل دين وملة! بعكس الصبر الإيجابي الذي يعترض ويقوم ويرفض بحكمة وذكاء.. • تعلمت أن تضحياتك المتتالية من أجل الإنجاب والتي قوبلت بإهماله وبروده كانت تحتاج لضبط، فالتضحية فن، والمبالغة في إكرام اللئيم قد تزيده لؤما وخبثا.. • والآن: أريد أن أقول لك كلمة واحدة، أرجو أن يتسع صدرك لها: يا أختي الكريمة.. ألم تكفكِ هذه الدروس والصدمات لتفيقي وتتعلمي؟! هذه الصدمات أرادت أن تخرج بك من ضعفك لتصبحي أكثر صلابة وأكثر قدرة على التعامل مع الحياة ومع البشر... ومع ذلك فأنت لا زلت على براءتك المرضية واستكانتك القاتلة!!! أتدرين لماذا أقول هذا؟ أجيبك: (1) أنت لا تستطيعين الخروج للعمل ولا الحوار مع أحد. (2) أنت تشعرين بالضياع ولا تستطيعين التوقف عن البكاء. (3) أنت تعطين أهمية أكثر من اللازم للوم أهلك لك وإشعارهم إياك بأنك أنت المخطئة. (4) أنت –برغم كل ما حدث– مازلت تفكرين بطريقتك القديمة.. منذ حوالي عامين كنت وحيدة ولم يكن هناك تواصل كافٍ بينك وبين أهلك، وحلمت بأن الزواج سيكون هو الحل الذي سينتشلك من معاناتك، والآن أيضا مازال كل همك هو البحث عن زوج صالح بطريق آمن ومشروع لينتشلك –مرة أخرى– من معاناتك.. يبدو أنك لم تدركي الدرس بعد ولم تفهمي أن طوق النجاة للإنسان –بعد الاستعانة بالله تعالى– ينبع من داخل نفسه.. يجب أن تكوني قوية وناضجة حتى تستطيعي أن تستمري في أي زواج أو بعد أي طلاق.. وإذا كنت ضعيفة مهزوزة فلن تستطيعي النجاح لا زوجة ولا مطلقة!! أقول لك: هذه هي الحياة هذه هي طبيعتها.. الله سبحانه وتعالى يعرضنا للمحن والابتلاءات ليس فقط ليس فقط ليختبرنا، ولكن أيضا ليصقل خبراتنا ويأخذ بأيدينا لنصبح أكثر قوة وعزما.. وليس معقولا أبدا أن نجلس لنتلقى الصدمات الواحدة تلو الأخرى على رؤوسنا وأقفيتنا فلا تزيدنا الصدمات إلا هشاشة وخيبة!! عودي لعملك ولحياتك الطبيعة، واستعيدي نشاطك وتوازنك، وعندما تنطلقين للحياة وللناس فإن هذا الاحتكاك في حد ذاته سيوفر لك طريقا مشروعا للتعرف على الزوج الصالح.. ولكني أكرر يا أختي الكريمة: أرجو ألا يكون كل همك هو البحث عن الزوج، فهذا رزق بيد الله تعالى... ولكن أهم ما أنصحك به هو أن تستعيدي حيويتك وتستعيني بخبرتك وأن تكوني صلبة وقوية وطبيعية.. اكتشفي نفسك وهواياتك وميولك.. وعندئذ إذا لم يأت الزواج فهذا قدر ولا راد لقدره، وإذا جاء تكونين عندئذ أهلا له، وأكثر قدرة على اختيار شريك حياتك ثم على التعامل المشكلات الزوجية سواء بالرفق أو بالحزم.. قولي يا أختي: "إنا لله وإنا إليه راجعون" فلقد أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن من قالها أبدله الله خيرا مما فقده "قالتها السيدة أم سلمة" حين مات زوجها فأبدلها الله الزواج برسول الله صلى الله عليه وسلم. قولي يا أختي: "قدر الله وما شاء فعل" فلقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل "اقرئي الدرس جيدا، واحتسبي الأجر عند الله، ثم اطوِ الصفحة وابدئي حياة جديدة". ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، أعتذر لك أولاً عن تأخرنا في الرد عليك، والذي يعود جزئيا إلى الصعوبات التي واجهها موقعنا مجانين في الشهر الماضي، والحقيقة أن الأخت الزميلة المستشارة د. فيروز عمر قد أبدعت في تعليقها على مشكلتك محيطة بكل جوانب المشكلة التي وصلتنا من خلال نصك الإليكتروني، لكنني أود فقط أن أحيلك إلى عدة ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين حول اختيار شريك الحياة وحول الحب في مثل سنك لعل فيها ما يفيدك إن شاء الله: اختيار شريك الحياة هل من ضابط / وجهة نظر حول الحب مشاركه / التوافق بين الزوجين : قواعد عامة / مشاعر الطلاق / لماذا المطلقة منبوذة ؟! كما أحب أن أضيف أنك إذا لم تجدي أن بوسعك الاستجابة لما نصحتك به د. فيروز عمر فإنك تحتاجين بعد الله إلى عرض نفسك على أقرب طبيب نفسي من مكان إقامتك فقد يكونُ هناك بعض الاكتئاب الذي يحتاج إلى علاج، وأهلا وسهلا بك دائما على استشارات مجانين، فتابعينا بالتطورات.