لا يوجد طاقة لفعل أي شيء السلام عليكم ورحمه الله وبركاته, أحتاج إلى أحد يسمعني ويفهمني جدا ويقدم لي يد العون حيث أنني أشعر بالوحدة الشديدة حيث أعيش فقط مع والدي وأخواتي مهاجرين إلى بلد أجنبي آخر ومشكلتي تتلخص في أنه لا يوجد عندي طاقة لفعل أي شيء فإني دائما أشعر بالاكتئاب معظم الوقت مع أنني أتناول أدوية الاكتئاب باستمرار منذ أكثر من أربع سنوات مع دكتور نفسي وبالفعل في بعض الأحيان أشعر بالتحسن ولكن لمدة بسيطة جدا, المشكلة الأساسية هي أنني لا أشعر بالرغبة في فعل أي شيء ولا أستطيع عمل أبسط الأشياء مثل ترتيب غرفتي مثلا أو عمل كوب من الشاي ولا أستطيع أيضا المذاكرة نهائيا وخاصة في أوقات الامتحانات ولو أنني مقتنعة تماما أني قادرة علي فهم واستيعاب جميع المواد ولكن المشكلة فقط في وجود الطاقة النفسية. إن الذي دفعني للكتابة إليكم هو سبب قوي جدا أشعر أنه يدمر حياتي ويصيبني بنوبات من الاكتئاب والبكاء الشديدين وهو أنني لا يوجد عندي طاقة للصلاة!! نعم... لا أستطيع أن أصلي وأشعر أن قيامي للوضوء والصلاة فعل شاق ومتعب جدا ومع ذلك فإني أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كثيرا وأقوم للصلاة ولكن أجدني أثناء الصلاة مشتتة تماما وغير منتبهة لما أقول من آيات القرآن الكريم وكثيرا ما أنسي عدد ما صليت من ركعات فتتحول صلاتي إلى عذاب شديد لأن إحساسي باتي لم أستطع التركيز في الركعة الأولى يقتلني، وأكرر كثيرا الاستعاذة من الشيطان الرجيم وأصمم علي التركيز في الركعة الثانية ولكن بلا فائدة فأجد نفسي تائهة في صلاتي وأظل أدعو الله كثيرا أثناء السجود أن يلهمني التركيز ويلهمني الراحة النفسية ويغفر لي ويعفو عني وأظل أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كثيرا حتى أنه قد يصل عدد مرات الاستعاذة إلى أكثر من خمسين مرة أثناء الصلاة الواحدة ولكن بلا فائدة وفي النهاية أجد نفسي قد انتهيت من صلاتي وكأنني لم أصلِّ فأجد نفسي مازلت مشتتة ومخنوقة جدا وخائفة بشده من أنني قد أخذت ذنوبا كثيرة من وراء تلك الصلاة اللاهية فأخاف أن أصلي ركعتي السنة خوفا من تراكم الذنوب وأيضا بسبب أن طاقتي النفسية تكون استنفذت تماما حتى أنني أقوم من علي سجادة الصلاة سريعا,وكثيرا ما استيقظت الفجر لأصلي ولكن أشعر برغبة شديدة في عدم القيام من السرير ولكني أضغط علي نفسي وأصمم علي القيام وأتوضأ وأضغط علي نفسي وأبدأ الصلاة فأجد نفسي لا أستطيع الصلاة وبالكاد أقرأ القرآن وأريد الانتهاء سريعا وأشعر أن الله ينظر إلي بغضب شديد لذلك اشعر برغبة شديدة في البكاء وأن أنتهي بسرعة من الصلاة لأني أخجل من أن أقف بين يدي الله بمثل هذه الصورة فأشعر بالاختناق الشديد وفي بعض الأحيان أسمع الأذان وأستيقظ وأظل في السرير وأشعر بالاكتئاب الشديد وعدم الرغبة في القيام حتى بعد أن أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كثيرا أشعر بضغط نفسي شديد جدا وأحيانا رغبة في الصراخ بسبب هذا الألم النفسي وأحاول العودة إلى النوم مرة أخرى وأظل كذالك حتى موعد الشروق فأستسلم للنوم حتى وقت متأخر بالنهار بعد صلاه الظهر أحيانا لأني كلما استيقظت شعرت بالضيق الشديد لأني لم أقم لكي أصلي الفجر وهذا طبعا يزيد من اكتئابي لأهرب مرة أخرى بالنوم إلى أن أجد أنه لا مفر من الاستيقاظ فأستيقظ تعبانه نفسيا جدا ولا يوجد عني رغبه في فعل أي شيء في حياتي فأغط علي نفسي لكي أصلي الظهر بالعافية... وهكذا بقيه الصلوات لأجد نفسي أدور في حلقة مفرغة وهذا يحدث لي أيضا إذا حاولت قراءه القران فأجد في نفسي عدم وجود رغبه نهائيا في قراءه ورغم هذا فاني لا استسلم والله ولكن أظل أستعيذ بالله من الشيطان كثيرا وأصمم علي فتح المصحف والبدء في القراءة ولكن أجدني أثناء القراءة مثل ما يحدث في الصلاة تماما مضايقه جدا ومخنوقة مش طايقه نفسي وعندي رغبة شديدة في البكاء ورغبة في الانتهاء بسرعة من قراءة الجزء الذي حددته لنفسي. أشعر بتأنيب الضمير الشديد بسبب ذلك وأن الله غير راض على وأخاف منه بشدة لأني أحتاجه جدا فأنا أمر بأزمات شديدة في حياتي ولا أجد أمامي سوى ربنا لكي أشتكي إليه وأطلب منه المساعدة والعون لأنه هو الوحيد اللي بيكون حاسس باللي أنا فيه فأشعر بالضياع الشديد عندما أشعر أنه غير راض عني بسبب تقصيري في عبادته فأخاف كثيرا منه وهذا ما يزيد علي الشعور بالاكتئاب الشديد فبالله عليكم كيف أعرف هل الله راض عني أم لا وكيف أتصرف فيما أنا فيه وكيف أرضي الله عني فهل ما أعانيه هو بسبب أصابني بالاكتئاب والظروف القاسية التي أعيش فيها والتي سببت لي هذا المرض اللعين أم أنا فعلا مقصرة وربنا غير راض علي ولهذا فهو يعاقبني بما أنا فيه, فأنا أحتاج إلى الله بشدة وأعرف أن غضبه علي سوف يدمر حياتي في الدنيا والآخرة فبالله عليكم أسرعوا في الرد علي لكي أتخلص من هذا الضغط النفسي الرهيب وجزاكم الله كل خير 13/02/2004
الابنة العزيزة: رسالتك هامة جدا لأنها تطرح مشكلة متكررة مع مرضي الاكتئاب وهي فقدانهم للطاقة لفعل أي شيء كجزء من الأعراض لهذا المرض يتفهمون فقدانهم لهذه الطاقة لفعل أي شيء من أنشطتهم المعتادة ويدركون أنه جزء من الصورة المرضية للاكتئاب ماعدا فقدانهم لطاقتهم بالقيام بالعبادات.... حيث تضطرب الصورة لديهم ويشعرون بتأنيب الضمير نتيجة هذه الجزئية من المرض لأنهم يعتبرون أن عدم قيامهم بأي نشاط سيترتب عليه مشاكل في حياتهم العادية أما عدم قيامهم بالعبادات فسيؤثر علي علاقتهم بالله ويدخلون في دائرة خبيثة متواصلة فهم مكتئبون لا يستطيعون القيام بأي نشاط بما فيه العبادات يشعرون بتأنيب الضمير لأنهم مقصرون في حق الله يزداد شعورهم بالاكتئاب يزداد عجزهم عن القيام بالعبادة يزداد شعورهم بالذنب يشعرون أن الله غاضب عليهم نتيجة لتقصيرهم يزداد الشعور بالذنب يزداد الشعور بالاكتئاب وهكذا في دائرة مستمرة من الاكتئاب والشعور بالذنب وعدم القدرة علي أداء العبادات بالصورة التي يتخيلونها... والحل ببساطة الذي يمكن أن يدركه هؤلاء المرضي الاكتئابيون هو الآية الكريمة(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)(الفتح:من الآية17) وهي قاعدة شرعية ترفع الحرج عن المرضي كل المرضي بما فيهم المريض النفسي بالطبع... وبالتالي فإن إحساس المريض بعدم رغبته أو قدرته عن القيام بالصلاة أو قراءة القرآن ليس نابعا من غضب الله تعالي كما يتصور ولكنه جزء عادي من المرض وبالتالي فإنه مرفوع عنه الحرج فيه، بمعني أنه بالنسبة للصلاة المفروضة فلأنها واجب لا رخصة في التخلي عنه.فدورك يقف عند أداء الصلاة أي التكبير والدخول في الصلاة وأداء طقوسها وما هو مطلوب فيها من قراءات أو حركات حتى ولو لم تشعري بها أو أصابك عدم التركيز أو تشتت الانتباه خلالها لأنه أيضا في هذه الحالة هو جزء من المرض وليس عدم تركيز ناتج عن انشغال قلبي بالدنيا أو لهو عن الصلاة... وبالتالي فالله عز وجل الرحمن الرحيم لن يحاسب عبده المريض بالاكتئاب عن أعراض مرضه بل سيعطيه الثواب الكبير علي قيامه بأداء فرض الصلاة رغم مرضه..... أي أن المطلوب هو أداء الفرض بأي صورة وبدون إحساس بتأنيب الضمير أو جهد زائد في الاستعاذة من الشيطان الرجيم... لأن التشتت في هذه الحالة هو من المرض وليس من الشيطان...وبالنسبة لقراءة القرآن فالأمر هنا يتعلق بسنة وليس بفرض وبالتالي فالحرج مرفوع فيه أكثر.... فأترك نفسي لطبيعتها فأقرأ ما تيسر لي من القرآن دون تحديد أو إجبار... وعندما أشعر بعجزي عن الاستمرار أتوقف بدون شعور بالذنب أو إحساس بغضب الله فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها وهو الأعلم لمرض عبده وما كان ليغضب عليه أو يعذبه علي أمر خارج عن إرادته..... اطمئني تماما واخرجي من دائرة الإحساس بالذنب فهي تفاقم حالتك.... والله قريب من عبده المبتلي... فالاكتئاب ابتلاء من الله واختيار وصبرك وتحملك ستنالين عنه الثواب وطلبك للعلاج وحرصك عليه وتنفيذ تعليماته العلاجية الدوائية والنفسية أيضا هي قربي لله عز وجل لأنها استجابة لأمر الرسول الكريم بالتداوي....ونرجو أن تعودي للإجابات السابقة لعلاج حالات الاكتئاب علي صفحتنا استشارات مجانين، فستجدين الكثير الذي يساعدك إن شاء الله، فانقري العناوين التالية: الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟/ التفكير النكدي/ الاكتئاب الجسيم وماذا بعد/ الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج/ اللا مبالاة هل هي اكتئاب ؟/ عسر المزاج والاكتئاب/ علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام : وأيضًا أبو حامد الغزالي يعاني الاكتئاب وأيضًا:متى يعالج الاكتئاب بالصدمات الكهربية؟ وكذلك مقال:العلاج المعرفي، من على موقعنا أيضًا، وأهلا وسهلا بك فتابعينا بالتطورات.