حل لمشكلتي بسم الله الرحمن الرحيم إلى دكتور وائل أهديك أجمل وأغلى التهاني وأشواقي القلبية إليك وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أعرف نفسي إليك اسمي محمد صومالي الجنسية مقيم الآن في شمال الصومال كنت طالبا في العراق قبل الحرب فرجعت إلى البلد. الشكر الأول لله ثم لك ولجهدك لخدمة المجتمع الإسلامي, قرأت كتابك المسمى"الوسواس القهري" فأصبحت واحدا من الذين يعانون مثل هذه المشكلات المكتوبة في الكتاب والتي كنت أظنها أنها خاصة بي ولكن عرفت أنه مرض حقيقي موجود، فكل ما أقرأ مشكلة يشكوها شخص أجدها في نفسي موجودة فلا أعرف ماذا أفعل؟ ووسواسي ليس له حدٌّ يعرف لو كان بمقياس يقاس حد الوسواس لكان يطلع أقصى حده وأنا متأكد من ذلك. وهذه المشكلة تجري ورائي من 96 إلى يومنا هذا. فكل ما أريد أن أزور طبيبا أقنع بنفسي أنني لست مريضا ولكن مجنون العقل وأحسن لي أن اسكت ولا أقول لأحد....... وبعد فترة لا أتحمل ما يدور في عقلي فأبدأ المشكلة من جديد, حاولت مرارا أن ازور أطباء إسلاميين الذين يعالجون الناس بالطب النبوي والأعشاب فلم يحصل شيء ونصحوا لي أن أحسن العلاقة مع ربي وأكثر قراءة القرآن والعبادة فحقيقة أنا رجل متدين يحفظ الصلوات المفروضة وأصوم ولكن مرات يصيبني شك عن الدين والألوهية ويوم الحساب وأخاف أن أكفر وأخرج من الملة فلا أعرف ماذا أفعل؟ مرات عندما أقرأ القرآن أجد في نفسي أنني أريد تصحيح بعض الآيات أو تكذيب بعضها فأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم..... وأتحير ولا أعرف كيف أفارغ هذا عن نفسي, فزمان كنت خائفا أنني سأصبح مجنونا وأشك الكلام الذي أقول على الآخرين أكان صحيحا أم لا و أشعر بأن الشخص كأنه ليس هو مع تأكدي بأنه هو. الحمد لله استرحت مدة عن هذه المشاكل وكل ما تخلص مشكلة تبدأ مشكلة جديدة أسوأ من ذي قبل. فالآن أشكو مشكلة جديدة وهي من مرض الإيدز وهي المشكلة الأكبر التي ترفضني الآن أن أعيش في الدنيا, فكرت.... فرأيت أن الدنيا محصورة بي ولا أستأهل العيش بعد اليوم، أحببت الموت والانتحار ولكن ذكرت أن المنتحر ماله نصيب في الآخرة ولو لم أعرف ذلك لفعلت. والسبب التي أدت أن أشك عن هذا المرض هي أنني وقعت فاحشة في ليلة واحدة من قبل بيوت الدعارة- والله يا دكتور إذا في ليلة ثانية عذبني الله وأبلغني في جحيمه. بعد هذا اليوم بدأت الشك الأكبر الذي أكل نصف حياتي فلا أعرف أنني مصاب أم لا "لا سامح الله" كانت هذه في بداية العام الماضي حدود نهاية شهر الواحد 2003, في بداية الشهر السادس شعرت آلاما في جسدي خاصة في المفاصل والظهر, نفس هذا الوقت قرأت جريدة "الرأي" فلقيت موضوعا قصيرا يحكي عن الإيدز فكل ما في المقال نصفه يطابق مشكلتي، فحاولت أن أفحص دمي بعد استشارة الطبيب فحولني إلى طبيب العظام فحضت دمي فطلعت النتيجة جيدة وقال لي الدكتور "أنت قلقان وصحة دمك جيدة فأعطاني حبوبا ونصائح,فهدأت نفسي قليلة– كانت هده 11\10\2003 وبعدها بدأت أن أقول كان هدا الفحص بداية المرض فلازم تجرب كل شهر وترى الفرق بينهما تعودت قياس وزني كل مرة فلا تغير فيه –وزني الحالي بين 85 كغم و83 كغم وكان طولي آخر مرة قست 185سنتمتر. تعودت كذلك قراءة المجلات الصحية فكل ما أقرأ يطبق نفسي, فلقيت آخر مقال الذي هدأ نفسي كان يتحدث عن مرض "الهلع" والذي طبق نفسي 100% بعد هذا تحسنت أموري ولكن المشكلة موجودة وليست فارغة عن ذهني. الأعراض التي أحسها الآن هي: الخفقان والشعور بزيادة ضربات القلب, التعرق وليس كثيرة الارتجاف بردا أو الشعور بهبات ساخنة, الشعور بصعوبة التنفس, الشعور بالضغط على الرقبة, شعور آلام في الصدر أو انزعاج في الصدر, الشعور بعدم التوازن مرات, الدوخة وغالبا أحس أنني سأدوخ, الخوف من الموت وكذلك الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون, قلق عام وكره كلام الآخرين, وسرعة التنفس وكل هذه لا تزيد عن بضع دقائق وخاصة في وقت النهار وكل ما أقرأ آيات وأصلي صلاة أشعر أنني سأتحسن من قبل. فهدا ما عندي يا دكتور وأشياء لا أعرف ما هي مثل الأصوات في المفاصل والظهر والرقبة "زي فرقعات الأصابع" أسمعها دائما إذا حاولت متابعتها وإن لم أتابع فقليل ما أسمع. فجزاك الله خير الجزاء ارجوا منك معالجتي بعد الخالق العظيم ولا تستر شيا عني إذا خفت أنها ستجلبني مشكلة أكبر. واعذرني أخطاء اللغة والكتابة وجاهز بكل الأسئلة. وأرجوك أن تفرقني بين الهلع والإيدز بشكل خاص. وأذكرك بأنني أوقفت زيارة الأطباء والاستشارة إليهم بسبب الخوف عن هذا المرض. المتحير هرجيسا الصومال
عزيزي......... محمد أنت تعانى منذ فترة من حالة قلق نفسي، وهذا القلق ظهر في البداية في صورة أعراض وسواسية (شكوك دينية حول الألوهية ويوم الحساب والقرآن)، ثم هدأت هذه الأعراض كما ذكرت، ولكن القلق عاود الظهور في صورة مخاوف من الإصابة بالإيدز، ثم تكاثفت هذه المخاوف لتظهر في صورة "نوبات هلع" كما وصفتها في رسالتك (زيادة ضربات القلب، التعرق، كثرة الارتجاف، الشعور بهبات ساخنة، الشعور بصعوبة التنفس، الشعور بالضغط على الرقبة، الشعور بعدم التوازن، الدوخة، آلام في الصدر، الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون، الخوف من الموت). والأعراض التي ذكرتها كلها تؤكد تشخيص نوبات الهلع وليس لها أي ارتباط بأعراض مرض الإيدز، وأنت كما ذكرت أجريت التحاليل الخاصة بالإيدز ولم يثبت وجود هذا المرض لديك والحمد لله. وقد وجد أن هذه النوبات يكون وراءها حالة من عدم الثبات في الجهاز العصبي اللاإرادي، إضافة إلى نقص في بعض الناقلات العصبية في المخ وخاصة السيروتونين، وفى بعض الحالات يكون هناك عامل وراثي يهيئ الشخص للإصابة بالمرض. ويتلخص العلاج في العناصر التالية متفرقة أو مجتمعة (حسب شدة الحالة): 1-العلاج الدوائي: باستخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (مثل الإميبرامين أو الكلوميبرامين)، أو مانعات استرداد السيروتونين الانتقائية (ماسا) مثل السيرترالين أوالسيتالوبرام أوالفلوفوكسامين أوالفلوكستين، إضافة إلى بعض المهدئات الصغرى مثل الألبرازولام. 2-العلاج المعرفي: وذلك لاستكشاف الأفكار والتصورات المرتبطة بالأعراض، فمثلا أنت تظن أن هذه الأعراض ربما تكون مرتبطة بالإيدز، أو مرتبطة بأمراض عضوية في القلب أو الصدر. ولذلك فمن المهم أن تعرف أن هذه أعراض لحالة نفسية وليست لها علاقة بأي من الاضطرابات المذكورة، وأنها تزول بعد دقائق غالبا حتى بدون أي تدخل علاجي، وهى لا تشكل أي خطر على حياتك بإذن الله. 3- الاسترخاء: إن ممارسة الاسترخاء لمدة نصف ساعة أو أكثر يوميا تؤدى إلى انخفاض مستوى القلق وتقلل كثيرا من الأعراض وتعطى إحساسا بالقدرة على السيطرة على الذات. 4-تدريبات التنفس: يحدث أثناء النوبة سرعة في التنفس، وهذا يؤدى إلى الشعور بالدوخة وتنميل الأطراف وفقد التوازن، وهى أعراض تزيد من انزعاجك، لذلك من المفيد أن تتدرب على التنفس الهادئ والمنتظم أثناء النوبة. 5- العلاج الديني والروحي: هذا النوع من العلاج –حين يتم بنجاح– يؤدى إلى تنظيم حياتك ويقوى من استقرار جهازك النفسي والعصبي في مواجهة الحياة المليئة بعوامل التوتر. وفيما يلي بعض الخطوات المفيدة: • إعادة النظر في ترتيب الأولويات والاحتياجات • إعادة تنظيم رؤية الأمور وإعطاء كل شيء حجمه وحقه • إجراء عملية تصالح داخلية (مع النفس) وأفقية (مع الناس) ورأسية (مع الله) • إحياء الجانب الروحي في النفس من خلال نظام اعتقادي وبرنامج عبادات ومعاملات صحي يعيد التوازن والاستقرار إلى النفس، وذلك تصديقا لقوله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً*إذا مسه الشر جزوعا*وإذا مسه الخير منوعا*إلا المصلين*الذين هم على صلاتهم دائمون*والذين في أموالهم حق معلوم*للسائل والمحروم*والذين يصدقون بيوم الدين*والذين هم من عذاب ربهم مشفقون*إن عذاب ربهم غير مأمون*والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون*والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون*والذين هم بشهاداتهم قائمون*والذين هم على صلاتهم يحافظون*أولئك في جنات مكرمون" صدق الله العظيم (المعارج:19-35) فالإنسان يحمل في تكوينه الهلع، ومع هذا هناك مثبطات لهذا الهلع إذا أخذ بها الإنسان وصل إلى حالة النفس المطمئنة وهى حالة من التوازن والتناغم الصحي مع النفس ومع الآخر ومع الكون، وحالة من الأنس بالله تقل معها كل مثيرات الهلع. ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن العزيز أهلا وسهلا بك، أولا نعتذر عن تأخرنا في الرد عليك، وليس لدي من إضافة على ما قاله أخي الأكبر وزميلي الدكتور محمد المهدي، وهو أنشط المستشارين الكبار لصفحتنا استشارات مجانين ليس لدي سوى إحالتك إلى العناوين التالية على موقعنا مجانين: نوبات الهلع : عرضٌ أم تشخيص !؟! نوبات الهلع وضربات القلب "مجرد قلق ، ولا اختناق من القلق!" اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب اضطراب القلق المتعمم القلق المزمن والبحث عن الطمأنينة إذا هبت أمرًا فقع فيه وكذلك ما يرد ضمن باب الوسواس القهري تحت العناوين التالية: نطاق الوسواس القهري وساوس الخوف والريبة وأهلا وسهلا بك فتابعنا بأخبارك.