حب بلا حدود. بسم الله الرحمن الرحيم سيدتي/ سيدي العزيز: لست أدري من أين أبدأ خطابي أو بمعنى آخر مشكلتي.. فأنا شاب أبلغ من العمر 27عام.. أعمل في وظيفة أكسب منها القليل من المال.. تعرفت إلى كثير من الفتيات خلال مراحل حياتي السنية كأي شاب.. لكني لم أجد فيهن من يستهويها قلبي ويرتاح لها بالي.. حتى قابلت إحدى الفتيات التي أحسست معها بالراحة التي لم أجدها مع أي فتاة سواها.. وقعنا في الحب الذي ظننت يوما أنه لن يطرق باب قلبي أبدا.. وجدت معها كل المشاعر التي فقدتها في بيتي وسط أسرتي.. فأنا أعيش وسط أسرة مفككة.. والدي يعيش في بيت بعيد عنا.. أما أنا وأمي وأختي نعيش في بيت يقولون عليه بيت العائلة.. فأنا لدي خالان وخالة يعيشون معنا في نفس البيت لكن لكل منهم طابق من المفترض أنه خاص به.. وهو ما ليس بصحيح.. الأهم من ذلك كله أن أمي كل ما تهتم به في حياتها هو إرضاء أخوتها فقط حتى إن كان ذلك على حساب زوجها وأولادها.. وهذا كان من أول أسباب الخلاف بينها وبين والدي.. إلا أنه ومع الأسف أصبح والدي يعمل أيضا في شركة خالي.. ليدر له الكثير من المال.. حتى أصبح أبي لا يملك أن يقول كلمة مادام خالي موجود.. فأصبح لا يستطيع رفض أو قبول أي شيء يتعلق بي أو بأختي إلا بعد الرجوع لخالي.. فهو الآن تحت سلطة خالي بكل المعاني.. لدرجة أن أختي تريد الزواج من شاب لا عمل له.. ويعاملها معاملة سيئة.. إلا أن خالي قبل بهذا الشاب ليكون زوجا لأختي رغم رفض أبي.. فتم الزواج. كل ذلك قد تعودت عليه في حياتي.. فقد فقدت اهتمام أمي وأبي منذ الطفولة.. ولكن ما أهتم به الآن وهو كل طموحي هو الزواج من تلك الفتاة التي لن أستطيع العيش بدونها أبدا.. فهي الآن كل حياتي.. طلبت من أمي وأبي أن أذهب لخطبة تلك الفتاة.. وبعد أسابيع من مماطلتهم قرروا أن يأتوا معي للتعرف على أهل تلك الفتاة وأقنعوني أن أول مرة لن يكون هنالك أي ربط حتى يتأكدوا من أنهم عائلة طيبة فلم أعارض ذلك.. وفعلا ذهبنا وتعرفنا على أهلها.. وقد أعجبوهم وقالوا عنهم أنه عائلة كريمة وطيبة وهذا كان رأيي أيضا.. تحدثت إليهم بعد ذلك حتى نذهب مرة أخرى لقراءة الفاتحة.. فأخبروني بأننا يجب أن نسأل عنها وعن أهلها أولا قبل البدء في أي خطوة.. وعليها ظلوا يماطلوا بحجج واهية.. فهم من طبعهم المماطلة.. وفي النهاية سألوا عليهم فعلا وسمعوا عنهم كل خير وأنهم أناس طيبون جدا.. وظهرت بعد تلك الحجة الكثير من الحجج ولم يكن هنالك أي اعتبار لتلك العائلة التي زرناها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.. وكانت آخر حجة أنه يجب أن يأتي خالي الكبير معنا لأنه كما يقولون أنه كبير العائلة وفي الحقيقة أنهم يعاملونه وكأنه إله البيت فله الكلمة الأولى والأخيرة في كل شيء حتى في مستقبلي.. حتى مرت أكثر من ثلاثة أشهر منذ أول مرة ذهبنا فيها لبيت فتاتي.. فأصبح الموقف صعب جدا بينها وبين أهلها وخصوصا أنهم على علم بأنه كانت هنالك علاقة مسبقة بيني وبينها وأن تلك العلاقة مازالت قائمة.. مما جعل أهل الفتاة يتذمرون ويهاجمونها كثيرا.. إلا أن تمسكها بي لم يتزحزح إطلاقا.. وقد تحملت لأجلي كثيرا.. وبعد ذلك ذهبنا مرة أخرى مع أبي وأمي وخاليَّ إلى بيتها.. المفروض ذهبنا لقراءة الفاتحة.. وفي تلك الزيارة ذهبنا متأخرين عن موعدنا أكثر من ساعة ونصف.. وبرغم ذلك قد استقبلنا أهلها أفضل استقبال.. وفي تلك المقابلة ظلوا يتحدث أهلي في أمور كثيرة تافهة لا تمت لي أو لفتاتي بأي صلة ولم يحاولوا فتح موضوع الخطبة أبدا حتى أنني وفتاتي ساورنا قلق حتى الموت.. ولم يقرئوا الفاتحة إلا بعد أن تحدثت إلى أبي في خلسة ليفتح الموضوع.. فرد علي أبي أنه من المفروض ألا يتكلم مادام خالي موجود.. فتحدثت إلى خالي فقال لي أنه على أبي أن يتكلم فهو الوالد.. وبالطبع تحدث أبي بعد أن أخذ تلك الموافقة من خالي.. وقرأنا الفاتحة بدون الاتفاق على أي شيء وكأنهم كانوا يضحكون علي لإرضائي.. وبعد أن تركنا بيت فتاتي أعجب خالي كثيرا بالعائلة وقال أنهم كرماء وطيبون. بعدها تحدث أبي إلى والدها في الهاتف ليسأله عن متطلباته.. فغالى والدها نوعا ما في تلك الطلبات.. ولم يعطيه أبي أي رد فكما أخبرت سيادتك أنه ليس هنالك سلطان إلا لخالي فهو في يده كل شيء حتى أموال أمي.. وبعد أن أطلع والدي خالي على تلك الطلبات رفض خالي وقال أنه على والدها أن يدفع معنا في كل شيء بالنصف حتى في شراء الشقة وهو ما لا يعقل. حدثني خالي بعدها على خطبة فتاة أخرى كنت أعرفها يوما ما مع العلم أنهم قد ربطوا فتاتي حين قرءوا الفاتحة.. هذا بالإضافة أنني كنت قد قطعت صلتي بالفتاة الأخرى قبل أن أعرف الفتاة التي أحبها وذلك لعدم ارتياحي لها والمشاكل الكثيرة التي كانت بيننا.. وكل أهلي على علم بتلك الموضوع وعلى علم بسبب قطع الصلة بيننا ولكنهم متمسكين بها لأنها كانت ابنة شخص معروف ولديه نفوذ وكثير من المال.. لكنني طبعا رفضت فأخبرني خالي أنه لن يساعدني ماديا أو معنويا إلا إن خطبت تلك الفتاة.. وبالطبع رفضت. ذهبت إلى أبي وطلبت منه أن يقف إلى جانبي.. فوافق.. وخابر والدها وطلب منه أن يقابله.. وفي تلك المقابلة وجدت ما لا يحمد عقباه.. فرأيت أبي كأنه رجل آخر وكأنه أتى معي ليعقد كل الأمور ويتصارع بالرغم من أن والدها تنازل عن معظم متطلباته وحاول تقديم كل الحلول الممكنة التي رفضها أبي كلها لأسباب غير مقنعة وكأنني أنا العروس التي يتدلل والدها.. ومنذ ذلك الوقت يا سيدي أحاول فتح باب النقاش مع أهلي للوصول إلى حل.. لكن وللأسف أمي وأبي ليس لديهم أي سلطة أمام خالي الكبير.. وطبعا كما أخبرت سيادتك خالي مصمم على تزويجي من الفتاة ذات النفوذ والأموال وبالطبع أمي وأبي يوافقانه الرأي.. لدرجة أنهم قد جردوني من كل ما أملك من أموال وخلافه على اعتبار أنها أحد أساليب الضغط علي لتركها.. ولكن ذلك لم يجدي معي، وفتاتي لم تهتم أيضا.. بل على العكس من ذلك فقد وقفت إلى جانبي وساعدتني لنكمل شقتنا.. والآن نحن على وشك أن ننهيها. وفي النهاية اضطرني أهلي أن أذهب إلى خطبة فتاتي دون موافقتهم ووضعهم جميعا أمام الأمر الواقع.. فقد أنذرتهم أكثر من مرة ألا يضغطوا أكثر من ذلك لأنهم سيضطرون إلى إكمال الموضوع وحدي ولكنهم لم يهتموا لكلامي.. فأخذت تلك الخطوة.. وخطبتها وحدي. إلى الآن سيدي هم يحاربوني في كل شيء ويمارسون علي جميع سبل الضغط لأترك من أحب.. حتى أن فتاتي طلبت مني أن تقابل والدي على أمل إقناعه.. وبالفعل ذهبنا إليه لكن وللأسف لم تؤثر فيه دموعها ولا تمسكها بي وحبها لي.. فأخبرها أنه لن يوافق أبدا على هذا الموضوع.. وكانت حجته أن والدها يتحدى أبي.. وهو ما ليس بصحيح طبعا.. فكيف والدها يتحدى والدي على حساب ابنته.. وحاولت أنا وفتاتي شرح ذلك لوالدي ولكنه بدأ يهددها بأنه ليس وحده وبأن خالي وأمي يقفان معه.. وأنه لن يتمم الموضوع ولو على جثته.. ومشينا نحن الاثنين منكسرين آسفين على ما يحدث لنا.. هذا بالإضافة إلى محاولتها التودد لوالدتي أكثر من مرة.. ودون جدوى أبدا فلم تجد في المقابل سوى إهانات لا حدود لها. سيدي لا أرى سببا لرفض أهلي لتلك الفتاة.. وكل من حولي يعجب لهذا الرفض.. فهي فتاة متعلمة، من أصل كريم، ويشهد الجميع لها بالأخلاق الرفيعة.. وفي ذات الوقت لم تتعدى أبدا على أحد من والدي بالكلام.. ولو حتى عبر الهاتف.. على الرغم من شدة سوء معاملتهم لها.. وتجريهم فيها وبدون أسباب.. أما عن أهلها فهم يعتبروني كابن لهم ويحسنون معاملتي جدا بالرغم من علمهم بجميع ظروفي.. وبالرغم من سوء معاملة أهلي لهم. أرسل إليك سيدي لأنني أريد أن أعرف هل إن أتممت هذا الزواج يكون معصية لوالدي.. أسألك لأني أحبها فعلا وهي تحبني فعلا ونخاف أن تتطور العلاقة بيننا فيحدث ما لا تحمد عقباه.. ونحن نخاف غضب الله.. فأنا أريد أن نتزوج بسرعة. هذا بالإضافة أنه في آخر مرة زرت فيها والدي أخبرني أنه سيترك عمله عند خالي وسينقل جدتي في بيت عمتي.. وذلك حتى يتفرغ لموضوعي ويدمره بأي طريقة كانت.. وحين أخبرته أنه كان رافض زوج أختي وبالرغم من ذلك قد تم الزواج.. رد علي أن أمي وخالي كانا موافقين على هذا الزوج.. فسواء أبي رفض أو وافق كان سيتم الزواج.. وعليه اضطر أبي إلى إعلان موافقته وإتمام الزواج ليحافظ على منظره أمام عائلته. أرجو من سيادتك أن ترسل لي فقد يكون لديك حل أستطيع به أن أقنع أهلي بفتاتي.. وإن عجزت سيادتك عن إيجاد حل لي فهل من الممكن أن تتحدث إلى أمي وأبي فلعلك تستطيع إقناعهم.. وإن لم يكن لديك حل هل أنا عاصي إن تزوجتها رغم أنفهم؟؟! مقدمه/ ن.ل 12/03/2004
الأخ الكريم: يحدث كثيرا أن يرفض الأهل اختيار ولدهم لسبب أو لآخر، ولو أنك من متابعينا فستجد أن مذهبنا في مثل هذه الحالات ما يلي: أولا: تحذير الشاب من الاندفاع وراء العناد بمخالفة الأهل لمجرد المخالفة، ولكن ينبغي النظر إلى أسباب رفضهم لعلها تكون وجيهة، لأن الشاب وحده هو من يدفع الثمن في حالة ما يكون اختياره لفتاته غير سليم، أو أن تكون دوافع رفض أهله كانت صائبة، ولا بأس من استشارة حكماء لضبط الاختيار ثانيا: إذا كانت أسباب الرفض متعسفة من وجهة نظر الشاب، ومن وجهة نظر من استشارهم من الحكماء تبقى القضية مرهونة بالقدرة المالية فإذا توافرت القدرة المالية للشباب أن يتم الموضوع بنفسه. دون الحاجة الحالية أو المستقبلية لأهله أصبح مفهوما أن يستكمل السير وحده، وعلى مسئوليته، وخاصة إذا توافر القبول للطرف الآخر، وهو هنا الفتاة وأهله. ثالثا: ولكننا أيضا نوصي بالإصرار على استرضاء أهل الشاب بكل الوسائل الممكنة، "والزن على الودان أقوى من السحر" كما يقول المثل المصري، أن قوة الإلحاح تزيد على قوة السحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى ولكن الإلحاح يفلح حتما في ترقيق قلوب الأهل، وكسب موافقتهم. وإذا كنت متأكدا من سلامة اختيارك، وأنك لم تندم يوما على معارضة أهلك، وإذا كنت متأكدا من أن أسباب رفضهم هي محض مماطلات فارغة، وتحكمات باطلة، فلا تتنازل عن اختيارك، واجتهد في الحصول على موافقة والدك ووالدتك وخالك، وكل العائلة، وليكن جوهر حديثك إليهم أنك حريص على رضاهم، وعلي وجودهم معك وحولك، وأنك لا تطلب شيئا سوى دعواهم الصالحة. الحرص على موافقة العائلة يأتي من باب البر وصلة الرحم، ومن باب أن الزواج علاقة اجتماعية بين عائلتين، وليس مجرد صلة بين طرفين، فلتعط "فرصة كافية لهذه المفاوضات".... وليكن الصبر مفتاح الفرج كما هو دائما... ولا تعارض بين الصبر هنا، وبين إصرارك على التمسك بفتاتك بل هما وجهان لعملة واحدة. وتابعنا بأخبارك.