حب من طرف واحد
في البداية لا أعرف ماذا أقول, لكنني أتمنى منكم مساعدتي وعدم اعتبار مشكلتي مشكلة تافهة, لقد تعبت جدا ويوما بعد يوم تسوء حالتي النفسية.
إحدى مشكلاتي باختصار هي أنني متعلقة بزميل لي, ولا أعرف هل هي مشاعر حقيقية أم لا, تعرفت عليه من سنتين تقريبا, وكنت وقتها مخطوبة لشاب آخر وافقت عليه خوفا من الوحدة, أعرف أنني أخطأت لكنني كنت أخشى ألا يتقدم لي أي شخص أخر فأنا لا أملك الجمال الذي أصبح المعيار الوحيد للمرأة هذه الأيام.
في البداية كنت أعتبر زميلي كأي زميل آخر, لكن مع الوقت بدأت أُعجب به وبشخصيته وتدينه وطريقة تفكيره, وكان هو يعاملني بلطف وباهتمام واقتربنا من بعضنا, لكنه لم يُلمح لأي شيء أكثر من الصداقة والزمالة, ومع ذلك ازداد تعلقي به وتفكيري فيه حتى أنني شعرت بالغيرة عندما لاحظت إعجابه بإحدى الفتيات, لكنه ابتعد عنها لأنها كانت متحررة أكثر من اللازم على حد قوله (ربما كنت أشعر بالغيرة وقتها لأنني أعرف أنها لا تستحق إعجابه بها).
وكان خطيبي يبتعد عني بعيوبه الكثيرة التي اكتشفتها بعد الخطوبة, وبدون وعي مني رحت أقارن بين زميلي العزيز وخطيبي, وطبعا المقارنة كانت في صالح الأول, في نفس الوقت حدثت مشكلات بيني وبين خطيبي وأهلي وأهله, واختلفنا على الماديات, وبدون الدخول في تفاصيل مكررة انتهت الخطبة. ولم أكن أدرك أنني أحب زميلي وكنت أعتبر مشاعري ليست سوى إعجاب ويمكنني أن أتوقف عن التفكير فيه في أي وقت.
لكنني أدركت أنه ليس مجرد إعجاب وازداد تعلقي به أكثر, وتمنيت أن يظهر أي مشاعر نحوي بعد فسخ خطبتي لكنه استمر في معاملتي كزميلة فقط.
ثم أخبرته إحدى صديقاتي عن مشاعري فقال لها أنه لا يعرفني بالقدر الكافي لأنني خجولة جدا ولكنه يعرف أنني إنسانة رقيقة وحساسة وقال لها أنه سيقترب مني أكثر.
لكنني بعد ذلك أقدمت على فعل صبياني أخجل من ذكره وأندم عليه بشدة, وهو أنني تحدثت معه على أنني فتاة أخرى على الشات.
واستمر الحديث بيننا لفترة طويلة على أنني فتاة أخرى وعندما طلب لقائي أخبرته أنني من مدينة بعيدة, لكننا اقتربنا من بعض أكثر وقال لي أنه معجب جدا بشخصيتي ويعتقد أنني الفتاة التي يبحث عنها لكنني أُذكره بزميلة له وأن صوتي مثل صوتها تماما (عندما تحدثنا بالمايك) وأنه يعتقد أنني هي فهو يعلم أنها تحبه وتحاول الاقتراب منه وأنه لا يريدني أن أكون هي.
المهم أنه عرف بطريقة ما أنني أنا من أحدثه على النت وأنني كذبت عليه وواجهني على النت وقال لي أنه يعلم بمشاعري وأنني أرق فتاة عرفها في حياته ولكنه غير مستعد للارتباط لأسباب كثيرة ولأنه عنده مشاكل كثيرة يعتقد أنني أضعف من احتمالها لأننا متشابهان جدا, لكنه عندما يجد نفسه ويحقق ما يصبوا إليه لن يجد أجدر مني لمشاركته حياته.
لا أعرف هل حديثنا على النت جعله فعلا يعتقد أنني الفتاة التي يتمناها شريكة لحياته أم أنه قال ذلك حتى لا يجرح مشاعري برفضه لي.
بعد ذلك توقفت عن الحديث معه على النت وتوقف هو عن الحديث معي في العمل وابتعدنا عن بعضنا جدا وكان ذلك من فترة طويلة.
لكنه شيئا فشيئا بدأ في التعامل معي مرة أخرى كما كنا حتى أصبح يعاملني برقة ولطف شديد مؤخرا. المشكلة الآن أنني مازلت أفكر فيه وأتمناه زوجا لي, ورغما عني يظهر اهتمامي به رغم أنني أحاول إظهار عكس ذلك, وأحيانا أشعر من نظراته أنه يبادلني نفس مشاعري لكنه لا يريد الارتباط بي لأنني لست جميلة ولا أهتم بمظهري مثل باقي الفتيات, كما أنني خجولة جدا وأفتقد الثقة بالنفس, لكنني على النت كنت أتحدث معه بحرية أكثر وبدون خوف, لكن وجها لوجه كنت أخشى الحديث معه لأنني كنت أشعر أنني لست جميلة مثل الأخريات وأحيانا كنت أتمنى أن أختفي من أمامه.
لا أعرف ماذا أفعل الآن, وهل مشاعري نحوه حبا حقيقيا أم أنها نتيجة لافتقادي الحب؟
علما بأنني لم أعش في قصة حب طوال حياتي, وإن كان حبا كيف أعرف مشاعره نحوي؟
وماذا أفعل لأتوقف عن التفكير فيه إذا كانت مشاعري غير حقيقة؟
آسفة للإطالة عليكم وأرجو مساعدتي شكرا 12/03/2004 |