السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرسل إليكم ولست أدرى ماذا أقول لكنني أريد حلا عاجلا المشكلة أنني لا أستطيع أن أتحكم في نفسي أنا فتاه في السنة الأخيرة في الكلية اتخطبت لشاب في أغسطس السابق بعد تردد كثير واستخارة واستشارة، فأنا فتاة أحب الدعوة ولكنة ليس من نفس فكري إلا أنني أحسبه على قدر من التدين إن كان الدين يقاس بالعبادات وأن أباه رباهم على الخلق والدين والصلاة في المسجد. فقلت هل أرتضى دينه وخلقه أم لابد أن يكون من نفس فكرى وحبي للدعوة؟ شعرت أنه ليس شرطا فالرسول قال من ترضون دينة وخلقه فزوجوه وهو مناسب من المستوى الاجتماعي كما أنني شعرت بالراحة والقبول وهو يعلم حبي للدعوة ولا يرفض العمل بها على ألا أُقصّر في بيتي، وكنت أعلم أن فترة الخطوبة ما هي إلا فترة حتى أتعرف علية أكثر وتمت الخطوبة. لم أكن أتصور أنني سوف أحبه بسرعة ولكن بدأت المشكلة من ذلك الحب فلم أستطع أن أمنع الكلام وهذا أول تنازل ثم بعد فترة حاول أن يمسك يدي ولكنني رفضت في البداية.. الأهل في غرفة بجوارنا لكن صوتنا لا يصل لهم لكننا نشعر بحركتهم.. ثم أمسك يدي وفي المرة التي بعدها قبلها. في كل مرة بعد أن يتركني ويرحل كنت أجلس مع نفسي وأقول كيف فعلت ذلك وأشعر بالندم وأبكى وكنت أتوب وأقول لن أكررها حاولت أن نعقد في إجازة نصف العام لكن أهلي رفضوا وبشده لأنني في دراسة وخافوا ولم يعلموا أن ما يخافون منه يحدث وأشعر بأنني أخون أبى وثقته بي وظنهم بأنني متدينة ولم يعلموا أن هذه المتدينة لا تقدر على نفسها أمام حبيبها. وبعد نصف العام بدأ الضعف حتى وصل للقبلة لم أعرف كيف ولكنه ناتج عن التنازل، شعرنا بعدها بالندم وقررنا عدم العودة لكننا لم نستطع لا أدافع عن نفسي ولا عنه ولم أتخيل أنني ضعيفة لهذه الدرجة، حينها تذكرت كلمة صديقة لي "الخطوبة مليئة بالفتن" شعرت أن عباداتي قَلت وأنني لم أعد أتستطيع أن أقف أمام الله وأدعوه فكم تُبت وعُدت حينها كلمته وقلت له إنني متعبة وقلت له إنني قَلت عباداتي وكلّمته بصراحة فقرر أن لا يكلمني في التليفون إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وأن يزورني مرة في الشهر عقابا لأنفسنا وقال أنني أغلى حاجة عنده لذلك يعاقب نفسه بالبعد عني وطلب مني كالعادة أن أدعوا الله أن يرزقنا الصبر. ولم أكن أتخيل أنني أنا الأضعف وأنني لا أتحمل عدم مكالمته ولا رؤيته فكلّمته وقال لا يجب أن نتحمل ونصحني أن أهتم بدراستي حتى تنتهي بسرعة ونتزوج إن شاء الله. وكان أمس موعد الزيارة بعد شهر ودعوت الله كثيرا أن ييسر لنا الطاعة وأن يُعسر علينا المعصية وأن يعيننا وطلبت من صاحباتي أن يدعون لنا بدون معرفة أحد والله استجاب وعسّر علينا المعصية فأخي كان جالسا في نفس الغرفة يقوم ببعض الأعمال إلا أنني لم أستطع بعد مضي نصف الفترة فطلبت من أخي أن يقوم بذلك العمل في مكان ثاني لم أستطع ولم نقدر.. كان طلبي وليس طلب خطيبي.. وحينها لم نقدر.. ماذا أفعل لا أتستطيع أن أقول لأحد ممن حولي فآخذ منه المشورة وأفضح نفسي فأجيبوني. هل أتركه وأنا أحبه جدا وماذا أقول سبب الانفصال أم ألغى الزيارة نهائيا؟ هل هو إنسان كويس لكنه لا يقدر على نفسه أم أنه إنسان لا يصون الأمانة؟ أحبه وأشعر بحبه. قال لى في رمضان الحمد لله رمضان القادم إن شاء الله أصومه وأقومه معك حتى عندما رفضت أمي أن أصوم اثنين وخميس قال لا تخافي سنصومهم معا وعندما رفضت ارتدائي للخمار لأن إيشاربي كبير يوافق الحجاب قال سترتديه في بيتي.. أدافع عنه.. ربما.. ولكنني أحببت فيه كل ذلك والكثير.. ماذا أفعل؟ 19/03/2004
أهلا وسهلا بك في موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين من أقدار الله سبحانه أن رسالتك ضاعت لفترة ثم ظهرت، واليوم فقط شاء الله أن أستلمها بعد أن حادثتني إحداهن على الهاتف أمس لمدة أكثر من ساعة؟ وبين قصتها وقصتك الكثير من التشابه، ولكن يبدو أن الحب يعمي عن البديهيات غالبا!!! وهنا أو في حالتها فإن الالتزام الخلقي لا يمنع الاندفاع. فما الذي يمكن أن يكبح جماح عاطفة متأججة –في صدر عاشقين– تريد أن تبلغ مداها؟!!! وأنت وهو في خلوة نسبية!!! ما الذي يمكن أن يكسر موجة عالية عاتية تقلب ماء البحر، وتريد أن تصل إلى الشاطىء؟! ولا تتبدد الأمواج إلا حين تصل!!! لا شيء!!! والاندفاع هو في الملتزمات أشد وأعتى لأنها صبرت سنين. إذن لا يوجد شيء له القدرة على هذا، ولذلك فإن الخلوة محرمة لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. والحل بسيط جدا لأن الاختيارات واضحة تماما. إما الإصرار المستميت على عقد القران قبل الانتهاء من الامتحانات، والمشكلة الأكبر في هذا الاختيار أنه سيصبح من حقكما عندئذ ما هو أكثر من القبلة!! فكيف سيكون التصرف؟! والحل الآخر هو الاكتفاء بنار الشوق التي في الصدور واللقاء بحضور أهلك، وعلى فترات متباعدة، لأن السلامة لا يعدلها شيء، مع ما يستتبع هذا من آلام ومعاناة. والاختيار الأسوأ بالتأكيد أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وتعرفين تماما أن الخاطب هو شخص أجنبي، وأن ما يحدث بينكما من تجاوزات ليس في صالحك، ولا في صالح نظرته لك مستقبلا، فهو يحصل على ما ليس بحق له دون مقابل غير الحب، والأفضل أن تكون المعادلة الصائبة هي الحاكمة: مجرد حب رومانسي مقابل حب رومانسي، أما النشاط الحسي فلا يكون إلا بأصوله، وإذا كان أهلك يغفلون عن هذه المعاني، فلا مفر من أن تنتبهي أنت إليها، لأن الفتاة هي الطرف الذي يدفع الثمن، وتتوجه إليه الأطراف كلها باللوم، فلا تضعي نفسك في هذا الموقف المفخخ. لا يا ابنتي... من الوهم والخطأ الفادح أن نتجاهل أننا بشر، ومحكومون بنفس القوانين البشرية التي تقول بوضوح أن جملة العشق إذا بدأت في خلوة فلابد أن تنتهي، وما تشتكين منه اليوم سيتطور خطوة بخطوة، فاختاري لنفسك، والمرء حيث يضع نفسه، وأرجو أن تتابعينا بأخبارك.