تعليق على موضوع حيرة أم : في ظل التوحد بسم الله الرحمن الرحيم الدكتور علاء مرسي، الدكتور وائل أبوهندي. سلام من الله إليكم أنا صاحبة مشكلة حيرة أم في ظل التوحد ومتابعتها حيرة أم في ظل التوحد متابعةأخوتي الكرام.. كنت منذ أشهر قد كتبت تلكم الرسالة التي أعلق عليها اليوم، حول حيرة أم : في ظل التوحد.. كنت خلال تلك الفترة المنصرمة أعود من حين إلى أخر إلى قراءة ما كتبتماه لي وأحس بالفرحة والأمل بأنه نعم ربما هما كانا على حق، نعم ربما الإنسان يستطيع أن يخلق ويفتح أبوابا جديدة وان كان الطريق الوحيد إلى ذلك الباب هو الجحيم ذاته! أنا في كلماتي هذه لا أريد أن أطرح سؤالا أريد إجابة عليه، وإنما أريد أن أطرح تساؤلات حائرة حول النفس البشرية وتفسيرات مجنونة لواقع قاسي قد نفر منه في كثير من الأحيان ولكن سرعان ما نجد أنفسنا عائدين إليه من جديد سبحان الله.. عندما يبتلى المرء ببلية تختلف هذه النفس في الاستجابة. هناك من يواجه ويقاتل وهناك من يتقهقر ويرجع إلى الوراء خائفا، وهناك من ينطوي على نفسه، وهناك من يقع في بئر عميقة تحمل يافطة تقول: ويح نفسي وويح خيبتي ولماذا يا نفس جررتني إلى ما يجري؟ وأنا أقول لكما أيها الدكتوران الفاضلان إنني مررت بكل المراحل، ولا أدعي أنها مراحل مفصولة أو أنه ما تجاوزت مرحلة فإني لن أعود إليها مرة أخرى. ولكنها مراحل متشابكة ومعقدة وسرية كسر النفس والروح ذاتها عندما قررت أن أكتب تعليقا على المقال وقد نشر منذ أشهر، قلت لنفسي: ما الفائدة؟ وهل هناك غرض من كتابتي.. ترددت لثوان ومن ثم بدأت اكتب.بكل أسف لم تنجح كل محاولاتي المتعددة من أجل أن أجد أحدا يكلمني ويراسلني حول الأطفال ذوي الحاجات الخاصة وتساءلت: سبحان الله تعالى: هل شفى الله كل أبناء المسلمين وترك ابنتي؟ أم هل كل فرد ممن يعاني مما أعاني ويصارع وينجح حينا ويسقط أحيانا، أين هؤلاء؟ هل هم مشغولون ويجدون هذه الأمور من سفا سف الدنيا ولا يكلفون أنفسهم أن يمدوا يد العون؟ تساؤلات كثيرة تجري في قلبي كل يوم وأنا أقرأ في صفحاتكم الكريمة، وأتساءل عن أنواع المشاكل التي ترد إلى صفحاتكم (وهي مشاكل حقيقية وتجري وتمر في كل زمن ومجتمع وأسر وأفراد) ولكن يؤسفني أن تكون معظم الأمور والمشاكل تدور في نطاق الحب والجنس! هل عجزت أمة محمد عن التفكير إلا في هذين الموضوعين، وأنا لا أنكر بأي شكل من الأشكال أهميتهما ولكن التركيز والكثرة يجعلني فعلا أتساءل ماذا يفعل أبناء المسلمين اليوم؟ أين القراء وأين المفكرون؟ وأين الكتاب في مواضيع هادفة مهمة تفيد في بناء مجتمع وأمة إسلامية يفخر بها رسولها صلى الله عليه وسلم أقول لهؤلاء ولكل من يقرأ كلماتي هذه، ولا أقصد بكلماتي هذه وعظا فأنا لست ممن هم في منصب وخبرة تتيح لي ذلك، ولكني أقولها من باب أخت مسلمة تخشى على شباب وفتيات هذا الدين العظيم، وأيضا خشية على هذا الويب مجانين الذي كان غرضه الأساسي هو نشر وربط الدين الإسلامي بعلم النفس الحديث.أقول لهم: ماذا لو نظرتم إلى ما بين أيدكم من عمل اليوم وتنظرون إلى ما أنجزتم من عمل منذ ستة أشهر مثلا، ماذا صنعتم، هل قدمتم شيئا يستحق الذكر عدا المضي في يوميات مجنونة من طعام ونوم وثرثرة. أين عملكم اليوم وماذا ستصنعون في غدكم؟ ربما تقولون التي كتبت هذه الكلمات هي امرأة مجنونة، أعماها مصاب ابنتيها عن تفهم أن الحياة مع المرض تسير وأن مركب الدنيا سيمضي وسط أي عاصفة، ربما ستقولون أنها امرأة تطلب الشفقة وتريد من يرمي لها بفتات من الحنان وأقول ربما في حين من الأحيان كنت أفكر ذلك وربما في المستقبل سأفكر كذلك مرة أخرى ولكني الآن أفكر فقط بما يمكن لي أن أعمله دائما أتذكر قول الدكتور علاء مرسي أنه نعم هناك مشكلة ولكن لماذا أنا أركز على المشكلة وأفكر فيها وتأثيرها النفسي والعاطفي علي، لماذا لا أفكر فيما أستطيع أن أفعله من أجل تجاوز هذه المشكلة أو على الأقل من أجل أن أنقذ السفينة من الغرق؟ أنا أحاول ما بجهدي والباقي على الله.فماذا أنتم فاعلون يا أبناء الإسلام في غدكم أختكم في الله منى وفق الله الجميع11/3/2004
عزيزتي منى لقد أثر فيَّ كلامك الصادق البارع المستنصر تساؤلات تهمنا جميعا حول مستقبلنا البشري والديني والعربي، وأضم صوتي إلى صوتك في حثنا جميعا، كل منا، على ضرورة البحث عن ما هو عميق في معاني الوجود وأن يكون لنا أهداف مهمة تشغلنا إلى جانب الحب والجنس.إن ما ترينه حقيقي وله تفسير جيد وهو أننا في الأمة العربية والإسلامية نبقي هذين الموضوعين في موضع معتم مموه وضبابي ومحاط بالمحاذير والمخاوف والكبت الشديد، وبالتالي فإن موقعنا هذا والمواقع المشابهة تكثر فيها تلك الموضوعات لوجود متنفس آمن وعلمي لعرض المشاكل ووجهات النظر المختلفة وطرح الأسئلة التي تؤرق الشباب في كل الأعمار. أملنا جميعا طبعا هو أن يكون هناك أيضا فكر ما وثقافة ما في هذه العقول التي نحادثها ولكنه قد يكون فكر معطل وبحاجة إلى تحريك... مشكلتنا الحقيقية في رأيي هي أننا لا نريد بذل الجهد.أرجو أن تتابعي معنا وأن تفيدينا برأيك وكتاباتك... وأرجو أيضا أن تستمري في البحث عن أناس على الويب لهم أطفال ذوى احتياجات خاصة ولا تحصري بحثك في الأمة الإسلامية فقط... إن الكثير من الأمهات والآباء في الأمة العربية ككل والذين لديهم أطفال ذوى احتياجات خاصة قد يكونوا أميين تقنيا، أي أنهم لا يستخدمون الكمبيوتر ولا يدرون كيف يتصلون ويطلعون على العالم ولا يعلمون ما هو البريد الإليكتروني... هناك من لم يتعلموا ولا يريدون أن يتعلموا استعمال الكمبيوتر والويب... وقد ينطبق هذا أيضا على مفكري الأمة من الشباب و بالتالي لا ترينهم يشاركون برأيهم أو بتساؤلاتهم في صفحاتنا وصفحات المواقع المشابهة... وبالتالي يبدو أن الغالبية العظمى لا تهتم بشيء سوى الجنس أو الحصول على قصة حب.... هذا هو أملى على الأقلوفقنا الله وإياك لما فيه الخير والصواب