خجول ومحرج السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأولا أنا خجول ومحرج من الكلام إلي راح أقوله لأني بصراحة محتار من نفس السؤل الذي دار معكم عن موضوع البيت المعمور من قبل، تحت عنوان برجاء سرعة ضبط وإحضار المعلمة! أنا قرأت كل كلامكم ولكن على ما أظن أني فهمت أن السماوات السبع تدور مع الأرض هذا صحيح أم لا؟ لأن الحديث واضح هل يكون البيت المعمور فوق مكة في وقت معين أم في كل وقت للعلم أني أعلم بأن كثير من القرآن جارى اكتشافه إلى يوم الدين والمقصود أن هل يوجد اكتشاف لهذا بالأدلة من القرآن.... وشكرا وأحب أن أقول شيء في نفسي (الله الله) إني أحبك وأحب من أحبك وأحب من يحب من أحبك وأحب من ينطق باسمك وهو يحبك وأحب(رسولك) وأحب ملائكتك (جبريل عليه السلام) واحبك أنت القاعد تقرأ إذا كنت تحب مثلي...... أخوكم إذا لقيت جواب يرضيني وواضح راح أشارك معكم في أشياء جديدة..... ودي أحط بوسه بس ما أعرف 3/4/2004
بسم الله الرحمن الرحيم أخي السائل سعدت برسالتك اللطيفة، ونحن نحبك كما تحبنا، وكل أفراد الموقع يحبونك، ويتمنون منك التواصل معنا. أما بخصوص سؤالك، فبمراجعة الأحاديث التي ورد فيها البيت المعمور، يتضح أن البيت المعمور في السماء، وقد ذكر في حادث الإسراء والمعراج كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم، فجاء في صحيح مسلم "فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور"، وفي البخاري "فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه فقال مرحبا بك من ابن ونبي فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم". وقد ذكر الإمام ابن حجر في شرح هذا الحديث الروايات الواردة عن البيت المعمور، وأنه حيال الكعبة، وكثيرها منها موقوف، يعني ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام الصحابة، وبعضها مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه ضعيف، وهناك رواية واحدة، قال عنها: بإسناد صالح، فغالب ما جاء في هذا أنه ضعيف. وقد أورد الطبري في تفسيره بعض هذه الروايات وأوضح ضعفها، من ذلك ما قال: أخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة". وعلى هذا، أنه لا يهمنا لو كان البيت المعمور حيال الكعبة أم لا، لكنه بيت موجود في السماء، واختلف في مكانه في أي سماء، وهذا لا يهمنا، لأنه ليس من أصول العقائد عندنا في الإسلام، أما كونه حيال الكعبة، فهذا كلام لا يسلم به على الإطلاق، لضعف الأحاديث الواردة فيه، كما أوضح الإمامان ابن حجر والطبري. أما قضية دوران الأرض، فهذه من النظريات العلمية التي تكاد تصل إلى حد القطع بالصواب فيها، ويستشهد في ذلك بقوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)، وفي هذه الآية إشارة صريحة إلى أن الجبال تدور دوراناً سريعاً كالسحاب لكن الإنسان يراها ثابتة مستقرة. وقد أثبت العلم أن الأرض تدور بمن عليها بنفس السرعة، فنظن أن الجبال ثابتة، لكنها في الحقيقة تدور مع الأرض. وقد ضرب العلماء مثلاً لذلك، فإننا إذا تصورنا قطارين انطلقا في نفس الوقت والاتجاه والسرعة، فإن الراكب في أحدهما إذا نظر إلى الراكب الموازي له في القطار الآخر، يظنه جامداً لا يتحرك، وهكذا حركة الجبال مع الأرض. ومع كل هذا، فإن هذه القضية، لا علاقة لها بالإيمان، والقرآن الكريم ليس كتابا علميا في المقام الأول، بل هو كتاب هداية وإرشاد، وكل ما فيه صواب، ولا يتناقض القرآن مع النظريات القطعية في العلم، لأن لله تعالى كتابين: الكتاب المنظور، وهو الكون، و الكتاب المقروء وهو القرآن، ويستحيل أن يتناقض الكتابان، لأن كليهما من عند الله تعالى.