أريد أن أحكي كنت بعت رسالة سابقة بدون تفاصيل أما الآن أريد أن أقص التفاصيل أنا تعرّفت على شخص من سني كان عمرنا 15سنة حبيته جدا لدرجة الجنون وهو كمان كان بيحبني لكن مش بالدرجة إللي كنت باحبه بيها ولما تمكن من حبي بدأ يطلب مني حاجات مش هأقول إيه...... علمني العادة السرية وبدأ يطلب مني الانفراد لكني لم أسمع كلامه واستمريت على تلك المعصيه4سنوات وكنت دائما أشعر بالذنب وكان الأمر تمكن مني بشدة لكني كنت أدعو الله أن يخلصني منه. وكنت أنوى إني أتوقف لكن كنت باعجز وأرجع تاني أسمع كلامه إلى أن تاب الله عليّ منذ أقل من عام كل الحاجات دي انتهت لكن ما بقي في نفسي لازل يؤرقني. أنا لم أعد أثق في أي رجل وأصبحت فكرتي عن الجنس سيئة جدا وكل ما يتقدم حد ليا أرفضه خوفا من الفكرة لكني سليمة فسيولوجيا ورغم أني أنهيت علاقتي به إلا أنني مازلت أحبه وأشتاق له ومازال لا يستطيع أحد أن يقترب من قلبي. أريد أن تعتبر مني كل فتاة لأنني في لحظة فقدت ثقتي في الناس وفي نفسي أولا وهو ما أودى بي إلى المعصية، وأريد الإفادة هالة 14/3/2004
هناك فترة يمر بها المريض في الطب –نسميها– "فترة نقاهة"؟ وهي الفترة التي تعقب شفاءه من مرض ما أو إجراءه عملية جراحية.. في هذه الفترة تكون الجراحة أو المرض قد انتهى فعلا، ولكن الجسد لم يعد لحالته الطبيعية بعد –وما زال يحتاج لبعض الوقت حتى يسترد عافيته كاملة... أنتِ –بفضل الله– قد نجحت في مهمة من أصعب المهام البشرية، وبرغم صِغر سِنك –حوالي عشرين عاما– إلا أن ضميرك الحي وإرادتك الصلّبة وخشيتك من الله تعالى قد دفعتك للتوبة والإقلاع عن هذا الذنب العظيم.. أنا أقول إنك بطلة لأنك استطعتِ التخلص من سلوك قد اعتدتِ عليه أربع سنوات كاملة –أي أنه قد تمكن من نفسك تمكنا يصعب الهروب منه إلا لمن خشي الله تعالى وعمل لآخرته.. أحييكِ يا ابنتي، وأُبشرك بمغفرة من الله تعالى، وأنه –سبحانه– سيبدل سيئاتك حسنات كما وعد التائبين حين قال"أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات "ولكنكِ الآن تمرين –كما ذكرت– في "فترة نقاهة" فأنت لم تستردي صحتك النفسية تماما، وما زال للتجربة تأثيرين سلبيين: (1) أنتِ مازلت تتعلقين وجدانيا بهذا الشاب وتشتاقين إليه (2) أصبح بداخلك فكرة سيئة عن الجنس. أما الأولى، فأمرها يهون بإذن الله؟ فهذا الحب والشوق سيتناقص تدريجيا، وخاصة إذا ساعدت نفسك بالانشغال بأهداف وأنشطة ومشاريع إنسانية تبتلع طاقتك النفسية؟ فتتضاءل أمامها أطلال الحب مع مرور الزمن.. أما الثانية.. فقد تكون أصعب بعض الشيء لأنه قد حدث "ارتباط لديكِ بين الجنس وبين الانحراف والمعصية ولأن التجربة كانت"حيوانية" إلى حد كبير، حيث أن كلاكما كان يحصل علي متعته خارج أي إطار أخلاقي أو شرعي أو إنساني.. لكن على أية حال.. هذا الارتباط يمكن فكه بإذن الله تعالى، ثم بأن تحاولي أن تُخرجي "الجنس" من القالب الملوث الذي وضعته فيه، وأن تُبدعي في بناء تصور جديد نظيف عن الجنس.. تلك النعمة الجليلة التي خلقها الله تعالي ليتزاوج البشر ويتناسلون، والتي قال عنها في كتابه الحكيم "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"صدق الله العظيم. (الروم:31)في يوم من الأيام كنت أقود سيارتي في أمان وهدوء ، وفجأة ظهرت أمامي سيارة مسرعة تقطع الطريق أمام سيارتي، فارتطمت سيارتي بها بعنف، فجرح وجهي وسالت منه دماء غزيرة وتألمت بشدة.. منذ تلك اللحظة حدث ارتباط في ذهني بين قيادة السيارة وبين الجرح والألم، وبقيت فترة طويلة كلما أمسك بعجلة القيادة تستدعي ذاكرتي هذا الألم وهذه التجربة وأوشكت أن أتوقف عن القيادة، ولكنني بفضل الله نجحت مع الوقت في فك هذا الارتباط وكنت أُذكّر نفسي دائما بأن سيارتي لطيفة جدا معي، وأنني أقودها منذ سنوات بدون مشاكل، وتذكرت قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) صدق الله العظيم(الزخرف:13) أنت ستنجحين –بإذن الله– في فك الارتباط بين الجنس والحيوانية والانحراف، وستتزوجين وتعيشين حياة طيبة.. ابنتي الكريمة..أهلا بك صديقة لنا..