أولاً أرحب بك على صفحة الاستشارات، في فترة الغربة نحتاج إلى من يقف بجانبنا ويساندنا ويدعمنا. ويبدو أنك أردت ذلك وبحثت عن الحب الأول باعتبار أن أفضل حب هو الحب الأول، ولكن ما يفتقده الحب الأول هو قلة التجربة ونقص الخبرة وضيق الأُفق، والحقيقة التي يراها كثير من الناس يرون أن الحب الأول ليس الأفضل وليس الحب الوحيد! بل من النادر أن نجد شخصا أحب مرة واحدة فقط! في بحثك عن تلك المساندة وذلك الحب –للأسف- لم تحسني الاختيار. البداية كانت الاتصال بشاب لا تعرفيه عن طريق الخطأ، ثم لاحقك برسائل غرامية وهو لا يعرف عنك أي شيء ثم لِنت له وضعفت واتصلتِ به وأسمعته صوت المسجل، أي أعلنتِ له قبول اتصالاته، ولكنه صياد ماهر ولديه خبرات سابقة فأحب أن يشغل بالك فلم يرد على مكالماتك لفترة ثم بدأت العلاقة تأخذ شكلا آخر، وذلك حين بدأ كلامه بكلمات حب وغرام، وهى كلمات لم تكن عزيزتي موجهة إليك أنتِ شخصياً –و لا أقصد أنك لا تستحقين تلك الكلمات ولكن أقصد أن أوضح لك أنه لم يكن يعرفك بعد، ومن ثم كانت تلك الغراميات موجهة إلى امرأة في خياله هو، وربما كان في ذهنه أهداف أخرى كأن يأسر قلبك بسرعة –أياً كنت. وهدفه من هذه الاتصالات أن يشغل ذهنك ويجعلك تفكرين في هذا المتيم الذي ينفق كثيراً على الاتصال بك؟. وربما بررت لنفسك اتصالاته لصفات –أراها موجودة فيك من رسالتك- وهى أنك تجيدين التعبير عما لديك من مشاعر وأفكار وتحسنين اختيار الكلمات ومن خطابك أرى أنك تملكين ملكة الكتابة، فإذا ما امتزج ذلك كله بصوت جميل فكيف تكون النتيجة؟ الغريب أنك كنت ترينه على حقيقته من البداية وترين أن حياته لا ترضى الله تعالى ، ولا ترضى البشر أي لا ترضيك على الإطلاق، ولكنك انجذبت له أو انجذبت للحب وليس للشخص نفسه –وهذا أمر وارد لأن لديك احتياجا عاطفيا ككل من هم في مثل عمرك وظروفك- وبررت لنفسك الحديث معه على أساس أنك ستساعدينه فقط، حتى لا تشعرين بالذنب من وجود علاقة عبر الهاتف. وبالطبع تنفيذ ذلك صعب للغاية لأننا بشر. فكيف نضع النار بجانب مادة قابلة للاشتعال ثم نقول أن هذه المادة ستخمد النار؟ واستمرت العلاقة غير طبيعية كما بدأت بشكل غير طبيعي، علاقة يشوبها الغيرة الشديدة والشك الذي ليس في محله والكذب وعدم مراعاته لمشاعرك . وهذه السمات الأخيرة سماته –توصلت أنا إليها من خلال خطابك- أي أن هذه السمات هي رأيك فيه. صحيح أنك في نهاية الخطاب بدأت تعددين إيجابياته، ولكن كل منا به إيجابيات وسلبيات، وليس هناك إنسان ملاك أو شيطان، ولكن حينما ترجح كفة السلبيات –سواء كما أو كيفا- عن كفة الإيجابيات تصبح الإيجابيات بلا قيمة ولا وزن ولا أهمية. ما قيمة اهتمامه بمذاكرتك إذا كان هو السبب في إحساسك بالاكتئاب والانقطاع عن أشغالك لمدة أسبوعين؟ وما قيمة حنانه إذا كان مقروناً برغبة في إيذائك؟ ما قيمة الحب إذا كان مخاطرة معروفة نتائجها التي ستكون أفظع بكثير مما أنت فيه؟ من أدراك أن ما يقال على الهاتف هو ما سيتم في الواقع؟ تتساءلين " ما الذي يجبره.......ليخسر المئات كل يوم لأجل أن يكلمني......... وما الذي يجبره لكي يحبني.....البنات على حمل من يشيل" ؟ فأقول إنه لن يجد مثلك أبداُ لن يجد امرأة تقابل الإساءة بالإحسان، ولن يجد فتاة ببراءتك ورومانسيتك، ولن يجد فتاة لديها أسرة محافظة وتتقبل حياته التي لا ترضى الله، ولن يجد بسهولة من يكون هو أول حب في حياتها، لن يجد مثل إخلاصك وعطائك، ولن يجد بسهولة زوجة يفتخر بتقديمها أمام الناس على أنها حاصلة على شهادات من الخارج، لن يجد من تجمع مع كل ما سبق الشاعرة و ذات الصوت الرائع، وكثير من الصفات التي لا تقدرينها في نفسك!! هل تستحقين ذلك الشاب؟ أم تستحقين من هو أفضل منه وأنسب؟ عزيزتي الحب وحده لا يكفى، نعم لا يكفى لإقامة علاقة مستمرة ما يقرب أو يزيد عن الخمسين عام. وأحيلك هنا إلى عدة ردود سابقة على صفحتنا حول اختيار شريك الحياة، وحول العلاقات عبر الهاتف والنت، لعل فيها ما يفيدك إن شاء الله: عقلي يأمرني : اتركيه...وقلبي لا يطاوعني اختيار شريك الحياة هل من ضابط وجهة نظر حول الحب مشاركة التوافق بين الزوجين : قواعد عامة على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة في غياب العقل أقابله دون علم أهلي العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة شكر ومتابعة عاشقة الأكشن جريئة وتبحث عن الحنان من النت إلى الجوال : عجائب الخليج العصري حب سابق التجهيز : من النت إلى الجوال ! مشاركة الكائن الافتراضي (الرجل الحلم) ، والفتاة الطيبة أخونا صيادٌ ماهر والفريسة تتألم عزيزتي برغم أنني أعتقد أن العلاقة عن طريق الهاتف غير كافية للتعارف فكل منكما يختبئ وراء الهاتف وفى الغالب يتجمل ويظهر حسناته ويضمر عيوبه. وقد تظهر مقابلة أو عدة مقابلات أمورا لم تتضح على الهاتف رغم طول المدة. فكري في أنه لم يظهر سلبياته بعد وأنه مازال متجملاً بعض الشيء، فكيف يكون الحال إذا نزع القناع تماماً؟ وبرغم ذلك إلا أن هناك حقائق كانت واضحة وضوح الشمس من تلك الاتصالات ولكنك لا تريدين رؤية الشمس أو أن رؤيتك لها لم تجعلك تغيرين مسارك!! وما ساعد على استمرار العلاقة هو أن البداية كانت حب ويقولون أن مرآة الحب عمياء ومن ثم جعلتك لا ترين أمورا لا تعجبك فيه وتتجاهلين أمورا لا ترضيك أو تقللين من شأنها. وما ساعد على ذلك أنك تتسمين "بالبراءة" وليس لديك خبرات سابقة مع الشباب –سوى خطيب لم توفقي معه ولم تحبيه- تسألينني " أهو صادق والصدق ولا هو أهل الخيانة وراعيها"؟ والإجابة واضحة انظري إليها ولا تديري وجهك عنها. انظري إلى الطامة الكبرى حينما سجل لك كلام غزل أو سجل بطريقة أو بأخرى صوتك وركبه على كلام لم تقوليه –أو حتى قلته- فإن لم تكوني قد قلته فقد اتهمك في شرفك وإن كنت قد قلتيه فهو لم يحفظ سرك. المهم أنه يهدف من ذلك التصرف ""المشين" أن يجعلك خاضعة له ويجعلك خائفة من أن يعلن هذا التسجيل لأحد أفراد أسرتك أو معارفك، لا أعرف ما هو هدفه بالضبط من هذا التسجيل ولكنه –ولا شك- هدف غير نبيل بل هدف سيء للغاية. نعم أسوأ مما تتخيلي. ومن جانب آخر هناك اختلافات كبيرة جداً في الشخصية بينكما –من خلال كلامك أنها "فوارق من الساس إلى الراس- وهناك اختلافات أسرية أعتقد أن البعد عنه به شيء من الصعوبة ولكن الاستمرار أصعب بكثير ونتائجه –المتوقعة من المقدمات- غير سارة. حينما تجدين الحب الحقيقي ستشعرين بالفرق الكبير، وحينما تجدين الأمان ستشعرين أن ما أنت فيه ما هو إلا قلق لا تستحقين أن تعيشيه. أرى أن تتحدثي مع أحد والديك بصراحة وتعبري عن الجوانب التي تعجبك والتي لا تعجبك في شخصيته وتعبّري عن مخاوفك وتستمعي إلى رأيهم ولا تتعجلي قرار الزواج إلا بعد الخطوة الأخيرة. وأحب أن أطمئن على أخبارك.