السلام عليكمعزيزي الدكتور السيد صالح أشكرك على الردود جميعها وأنا ممتن لردك علي في الرسائل الماضية وأردت أن أجيبك عن سؤالك وهو لماذا كان يعتدي أبي على أمي أمامي أنا و إخوتي، فبحسب ما أذكر كان السبب في غالب الأحيان هو المال فأبي كان يعتبر أن كل من في العائلة مبذرين أنا وأمي وكل إخوتي كما أن أبي كان يسب على أهل أمي أمامنا جميعا. وكان يعاملنا بقسوة غريبة فكان يضربنا بكبلات الكهرباء والخيزران والعصا و يقول أننا أي [أنا و أمي و إخوتي] لا نشبه شيئا إلا قطاع الطرق. ولكن يا سيدي الفاضل كان أبي شخصا متعجرفا وقاسيا وغير مبال بمشاعر عائلته و كان يحب نفسه ويفضلها علينا وإن كل من عرف عائلتنا قال أن أبي شخص متعجرف وقاسي وأن أمي هي امرأة فاضلة. وعتابي عليك يا دكتور السيد صالح أنك تسرعت كثيرا في الحكم على أمي وقلت لي إن اللوم يقع على عائلتي وأمي بالأخص أنا معك أن عائلتي لها دور كبير في مرضي ولكن لا لا... ليس أمي فالمعروف في عائلة أبي وأمي أن أمي امرأة فاضلة وهمها الوحيد أن نكون ناجحين في حياتنا ثم إن أبي دائما كان هو من يقدم على ضرب أمي أمامنا وليست هي من تجبره على ذلك. كما أن أمي كانت عندما أقول لها إن أبي متعجرف تقول لا أبوك إنسان جيد ولكنه عصبي قليلا وكانت تحاول أن تخفي حقيقته إلا أن ما كان يفعله أبي كان أكبر من أن يخفى وقد سلمنا بالحقيقة أنا وإخوتي بعد أن كبرنا وكان أبي دائما يقول لي أنني لا أستحق ثمن طعامي الذي يقيتني وكان يقول لي [كثير من الناس موتهم أفضل من حياتهم] في إشارة منه إلى أن موتي أفضل من حياتي. فما رأيك في ذلك هل مازلت تعتقد أن أمي هي من كانت تجبره على ضربها أمامنا وأن هي السبب في مرضي. أرجو أن تكون غيرت رأيك بعد هذا الشرح البسيط عن القليل من أطباع أبي ويوجد بعد الكثير لأقوله عن أبي ولكنني أعتقد أن هذا يكفي. وبعد أريد أن أستشير حضرتك في شيء وهو موضوع الدراسة. فالمشكلة أنني أضع الكتاب أمامي ولا أستطيع أن أبدأ بالدراسة وكل مرة أقول اليوم سأدرس وأجدني لا أستطيع أن أبدأ وأقضي وقتي أحلام يقظة ودخان. والآن أرجو أن تعذرني عن الإثقال عليك لأنني كتبت الكثير من الرسائل وأرجو أن تقبلني صديقا وأخا وابنا لك وتحية طيبة إلى جميع مستشاري الموقع ورواد الموقع. والسلام عليكم ورحمة الله.
صديقي وأخي و ابني/ المعذب عليكم السلام ورحمة الله استهللت رسالتك بشكر على ما يجب أن يقوم به أي مسلم تجاه أخيه فلا جزاء ولا شكورا. وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير فقد أثرت بعرضك لمشكلتك تلك عدة قضايا منها على سبيل المثال وليس الحصر: 1- الفرق بين الوسواس القهري ومعاناة الألم وبين الشذوذ الجنسي الذي يعتبر جزء من التكوين الشخصي للفرد (وهو ابتلاء أيضا!)2- دور الأسرة وعلاقتها بنشوء وتطور الاضطرابات بين أفرادها.3- تأثير المجتمع المحيط بالفرد بالإيجاب أو السلب. 4- تنظيم العلاقة بين الأزواج وبين الآباء والأولاد والتي بالضرورة قد تؤثر على كيان الأسرة وجوديا. وبعد،،، فأنا في غاية السعادة لتفاعلك معي مما يدل على أن حواري معك استثار بداخلك بعض المسائل كانت في الجانب المظلم من نفسك وعندما ظهرت للضوء وجدتك ثائرا رافضا.أنا بصفتي الشخصية أعتبرها مرحلة من مراحل النضج ولو أنها في بداية البزوغ. وأنا لا أرفض عتابك لي بل أحترمه كثيرا. رغم أنني أراه وسيلة دفاعية لعدم تحملك فرضيتي بدور الأم والزوجة (والدتك) الفاضلة والتي أرادت أن تستمر الحياة بأي شكل من الأشكال ولكن ما النتيجة وليس معنى ذلك أن تذهب إليها وتعاتبها هي الأخرى ولا نقلل من قدرها أو شأنها ولكن نوضح كيف أن النوايا الحسنة لا تبرر السلوك. فبالرغم من محاولتك إظهار السيد الوالد على أنه وحش أدمي فأنا أراه ضحية. فعندنا في مصر يقولون "يا فرعون إيه فرعنك قال مالقيتش حد يردني" معنى هذا أن يطرح السؤال نفسه طوال الوقت لماذا تخفيف الوالدة -الذي أراه متعمدا على المستوى اللا شعوري- السلوك العنيف للسيد الوالد وكأننا في معتقلات النازي ولا نجد منقذا لنا إلا غرف الغاز أو الأفران؟؟؟؟؟. وليس معنى هذا –أيضا- أن تذهب لوالدتك تعاتبها أو لأبيك لتوبخه ولكن لتعرف حقيقة ما يدور فتجهز نفسك للتفاعل به ومعه محاولا الإصلاح ما أمكن دون جرح ولكن بكل الحب والتبجيل. فبارك الله لك وفيك ولوالديك واعلم أنهما على طول الخط طريقك إلى رضاء الله والجنة كلاهما وليس أحدهما. أما بالنسبة للمذاكرة فهي المرحلة التالية للشفاء ونضج البناء الشخصي لديك فبعد أن تعرف مالك وما عليك وتحدد أهدافك ولو باختيار هدف مرحلي قريب سهل التحقيق ستجد التركيز وتقل حاجتك لأحلام اليقظة. وتذكر قول الإمام الشافعي:شكوت إلى وكيع سوء حفظي * * * فأرشـــدني إلى ترك المعاصي وقال: اعلم بأن العلم نـــور * * * ونــور الله لا يهـدى لعـاصي!!!وهناك على موقعنا الكثير من طرق المذاكرة والتذكر أدعو الله لك بالتوفيق في الدنيا والآخرة. كيف أذاكر موادا كثيرة في وقت قصير؟ قلق الامتحاناتفن المذاكرة