السلام عليكم dr wael and all doctors in this great site جزاك الله خيرا لاستقبال أسئلتنا, سؤالي يخص أخي البالغ23عاما, أخي متدين والحمد لله, وسيم, أنهى دراسته الثانوية ولظروف خاصة لم يلتحق بالجامعة ولكن إن شاء الله قريبا سيدخلها وهو يبحث عن عمل منذ فترة. هو الولد الوحيد, أصغر واحد فينا نحن الثلاث بنات. عرفت منذ عامين تقريبا أن لديه مشكلة, ظهرت عنده لا أدري متى بالضبط ربما في ال16 أو ال18 من عمره, فهو ما شاء الله وسيم وأنيق لا أقول ذلك لأنني أخته بل كل صديقاتي يعجبن بوسامته, لكن فجأة أصبح يكره لبس البنطلون والقميص وصار يلبس الدشداشة المشهورة في الخليج ونحن كنا نقيم في الإمارات. وكان يقول لنا أن الرجال في المسجد يسخرون منه بل وحتى الأطفال, رفض إخبارنا بالأمر لأننا بنات وعلى حسب فهمنا ففي جسمه شبه بالنساء, مع أنني لم ألاحظ أن لديه مثلا بروزا في الصدر أو الأرداف.ولم ألاحظ أن هناك استدارة في أوراكه؟ أتساءل ما هي المشكلة الخارجية التي تجعل الرجال يلاحظونها حتى لو أخرج القميص إلى الخارج؟ وهو رافض لفكرة الزواج بسبب هذا الأمر. وأنا أسأل هل لو كانت لديه أعراض أنثوية هل سيؤثر ذلك على رجولته وعلى قدرته على الزواج والإنجاب؟؟ عرضناه على دكتور نفسي سابقا وللأسف لم يستمر العلاج. أرجوك أن تساعدني فأخي يذبل كل يوم, يكره التجمعات وحتى الجامعة يرفض الذهاب إليها بسبب مشكلته. أنا أقول حسبي الله على هؤلاء المصلين الذين انتقدوه على شيء من خلق الله والمفروض أن صلاتهم تنهاهم عن قبيح القول والعمل، أخي المسكين ينتقل من مسجد إلى آخر لعله يرتاح حسبي الله ونعم الوكيل. 23/04/2004
قد تبدو ولأول وهلة الأمور منطقية... فالمصلون ينتقدون أخيك ولذلك هو يرفض القميص والبنطلون ويلبس الدشداشة ويغير أو ينتقل من مسجد إلى مسجد حتى يستريح..... ولكننا لو أمعنا النظر في الأمر فسنجده على غير ما يبدو... فسبب الانتقاد غير واضح ومبهم ليس لأن الأخ يتحرج من أن يصرح به ولكنه موجود فقط في رأس أخيك وفي أفكاره... وليس له في الواقع أي وجود... وما هو هذا العيب الذي يحتاج الانسان أن يخفيه بلبس الدشداشة ويصر المصلون في جميع المساجد على كشفه وانتقاده.. ويتصاعد الموقف ليرفض الأخ الذهاب إلى الجامعة... بل ويرفض الزواج لنفس السبب... أي سبب... لا أحد يدري... ولن يدري أحد مهما بحثنا، لأنه في الحقيقة لا يوجد سبب... إنها فكرة خاطئة سيطرت على الأخ..... هي فكرة مرضية بأي حال من الأحوال... لن نستطيع الحكم بطبيعتها إلا من خلال المناظرة النفسية المباشرة معه لأن الاحتمالات تبدأ من الفكرة الوسواسية وتمر بالاضطراب الدلالي لتنتهي عند مقدمات مرض الفصام ولكل اختيار أسباب تقويه وأخرى تضعفه ولكن اختلاط الأفكار هو المشكلة... ويبقى الفيصل هو المزيد من التفاصيل والبحث عن باقي الأعراض وتفاصيل الحياة حتى نحسم أحد الاختيارات وهو ما يبدو أن الطبيب النفسي الذي قمتم بزيارته قد فعله ولكنكم لم تستمروا في العلاج، ربما تكون الأسباب المادية لعدم استمرار العلاج هي ما تخفين وراءه عدم قناعتكم بأن الأمر يتعلق بحالة مرضية.... الخلاصة أن المصلين لا علاقة لهم بحالة أخيكم و أن المشكلة في اختلاط مرضي لأفكاره يحتاج إلى التدخل العلاجي لدى الطبيب النفسي المختص قبل أن تتفاقم الأمور خاصة وأن الأمر قد وصل للانعزال ورفض الزواج.