إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   نحس 
السن:  
25-30
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   المغرب 
عنوان المشكلة: روح تقتل تبحث عن توأمها 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 21/08/2003 
 
تفاصيل المشكلة

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا نحس علي كل من اعرفه فهل لي من علاج
؟

نعم أنا نحس على كل إنسان أنا عمري 29 سنة حاصلة علي بكالوريوس هندسة، كان اسمي يجعلني أعزف ألحان الرومانسية والحب للخلق جميعا فأنا أشعر أنى ينبوع للعطاء تماما كنهر النيل وظللت أشعر أن حب الناس لي هو حصاد حياتي لأنني والحمد لله أصلي وأقيم فرائض الله جميعا وأتقي الله في ديني ونفسي وتقدم لخطبتي شاب ذو خلق ووسيم، أنا أحمل قلبي علي كفي لمن يستحقه، ووافق أهلي ووافقت أنا ولكن بعد الخطوبة مات هذا الشاب وماتت معه ثورته العلمية وجماله الروحي.

وفقدت ثقتي بنفسي، كان يقول لي أنت دماغك وتفكيرك عاجبني ويأسرني بالحنان ولكني فقدته قبل أن يشب الحب في قلوبنا كما يجب وكنت نحسا عليه وأخذت قرارا بعدم الزواج لكي لا أكون مصيدة للرجال كل من أراد الزواج مني سأقتله أنا بمجرد قدومي إليه لقد كان خطيبي ضحية لي والآن اشعر أنني اقتل كل شيء لو اقتربت منه وحبست نفسي في المنزل ولم أستقبل أي إنسان منذ ثلاث شهور لان خلق الله ما ذنبهم في انسانة تافهة مثلي كان يعتقد الناس أنها ينابيع بمعني الكلمة تعطي الحب والإحساس.

ولكن العمر يجري والناس من أقاربي يلحون علي بالزواج ولكني لست مجنونة فأنا لن اقتل شيء آخر ولا أشخاصا آخرين أبدا قل لي حضرتك المشكلة أنني لدي روح وإحساس يحتاج إلى من يخرجه للنور ولكنه سيقتل فكيف بالله عليكم يمكنني أن أعيش لقد قررت الانتحار ولكن سأخسر الدنيا والآخرة.

أتشعرون بناري أتشعرون بمشكلتي أرجو أن تحسوها أولا بإحساسي لكي تعذروني فأنا لا أستحق الحياة ولا أستحق أن أكون روحا فيها فأنا اعشق الحب والحنان ومتدينة ولكني أولا وأخيرا نحس ولدي ثقة في قدرة
الدكتور وائل أبو هندي علي مساعدتي في الخلاص من الحياة وإقناعي بأن حبي وإحساسي وحناني ليس لهم أي قيمة لأنهم قاتلين لكل شيء جميل

أرجو من سيادتكم أن توافقوني عل تغيير الاسم لأن الينابيع تدل علي الحب والخير وأنا لست خير بل أنا قوة قتل ثلاثية ووافقوني علي الخلاص من حياتي لأنني لا أعترف بنفسي لأنني الأب الروحي لعزرائيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
16/8/2003
 

 
 
التعليق على المشكلة  

 
الأخت السائلة أهلاً بك أولاً على صفحتنا استشارات مجانين، الواقعُ أن رسالتك رغم عدم كفاية المعلومات الواردة بها (مثلاً الزمن، فأنت لم تذكري لنا شيئًا يتعلق به غير عمرك، ولم نعرف متى كانت خطبتك ومتى توفى الله خطيبك، ومنذ متى حدثَ معك هذا التغير المؤلم في تفكيرك)، وهذه المعلومة تهم الطبيب النفسي لكي يستطيع وضع التشخيص المناسب للحالة فمثلاً إذا لم يكن قد مرَّ على رحيل خطيبك ستةَ أشهر، فإن حالةً أقلَّ شدةً من حالتك بالطبع) كانت ستشخصُ على أنها اضطراب التأقلم المصحوب بالاكتئاب (أو رد فعل الأسى) لوفاةٍ شخصٍ قريب.

إلا أن هناكَ ما يشيرُ إلى أن المدةَ أطول كثيرًا من ذلك، وهو ما يستشفُّ من عمرك، ومن قولك في إفادتك (ولكن العمر يجري والناس من أقاربي يلحون علي بالزواج)
، وإن شاء الله سيجري عمرك ولكن بطلاقةٍ وابتهاج مع صفحتنا، ومن غيرها أيضًا إذا لم تتابعي معنا كما أن هناكَ ما يشيرُ في إفادتك إلى درجةٍ شديدةٍ من هبوط الحالة المزاجية، وتشوه الأفكار عن الذات وفقدان الثقة بها وبالله سبحانه وتعالى وبالناس أجمعين بل والوصول إلى التفكير في الانتحار، وهو ما يجعلنا نميل إلى تشخيص اضطراب الاكتئاب الجسيم، حتى وإن لم تكن فترةُ الستة أشهر قد مضت.

والاكتئابُ إحساس يكون فيه الفرد نهباً للشعور الداخلي السلبي والفشل وخيبة الأمل، واختفاء الابتسامة والحبور والانشراح، وظهور العبوس وعدم الابتهاج والأسى الممزوج بالآهات والتنهدات بدون مبررات جسمية أو بيئية وفقدان الهمة والتقاعس عن الحركة والعزوف عن بذل أي نشاط حيوي ولربما العزوف عن الحيوية والحياة بكاملها.

ولربما يتصاعد الاكتئاب وذلك الإحساس ليصل إلى مراتب اليأس من فرص الحياة الطيبة في المستقبل والنظر للأمور بمنظار قاتم متشائم إذ يصبح عندئذ كل جهدٍ ممقوتاً وكل طاقات الجسم مفقودة مبعثرة وكأنها نضبت حتى عن تحفيز الجسم للقيام بأبسط الحركات والنشاطات كالاستحمام وغسل الفم والأسنان وحتى الابتسام والسلام الضروريين إذ يشعر الفرد معه عندئذ بحاجة لذرف دموع الحزن والأسى بدون سبب ويود لو أنها تنزلق من مآقيه على الرغم من عدم وجودها.

وأنواع الاكتئاب عديدة وإن اشتركت كلها في صفة إحساس المريض بعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة حتى ما كان يحبُّ منها وعدم اكتراثه بها أو فقدانه الأمل منها وكذلك في رأي المريض في نفسه وحياته وأفعاله، والاكتئاب تراجع في الفكر وضمور ينتهي في الفراغ الحاصل فيه ليشلّ الدماغ والخلايا العصبية فيه عن ممارسة دورها السليم في التحليل والتمييز وإصدار التعليمات لباقي أعضاء الجسم وغدده لإفراز أنزيماتها الوظيفية المعتادة مثل مادة الأمينات الأولية والتي تعمل بمثابة الزيوت التي تيسر التفاعلات المتنوعة والمتعددة الخاصة بالانفعال والفرح والحبور والتي تنقص عادة بالمخ في حالات كثيرة ليصاب الإنسان بالاكتئاب علماً بأن ازديادها يسبب الفعل العكسي وهو الهياج وكثرة الحركة والسعادة المفرطة المؤقتة.

ويمكن أن تفهم الأعراض الوجدانية (أو الشعورية) للاكتئاب بوصفها نوعا من المبالغة في الأمزجة الكئيبة أو "التعيسة" التي نمارسها باعتبارها ردود فعل على الخيبة أو الخسارة. ولكن الاكتئاب السريري (الإكلينيكي) يذهب إلى أبعد من ذلك. فالمصابون به يفتقرون إلى احترام الذات. وهم يشعرون بفقدان الأمل والمساعدة والتقدير. والتشاؤم لديهم أمر عام كما أن اتـهام الذاتِ أو الشعور بالذنب أمر مألوف.

ومن الناحية الاجتماعية نجد فقدان الاهتمام بالعالم أو البيئة المحيطة بما في ذلك أفراد أسرته المقربين مما يؤدي إلى جعل الناس المكتئبين معزولين، ومنسحبين من الاتصالات المهنية والاجتماعية، وأكثرَ عرضةً لاجترار الأفكار الاكتئابية.

ومن الناحية المعرفية فإن الاكتئاب يخل بالقدرة على التركيز وحصر التركيز في ناحية معينة (أو القدرة على مواصلة الانتباه لمثيرٍ ما)، كما أنهُ يمكنُ في حالاته الشديدة أن يؤثر على قدرة المريض على الاستدلال المنطقي، فيقفزُ المكتئبُ إلى استنتاجاتٍ (من حدثٍ أو مجموعة أحداث)غير مؤكدةٍ بالنسبة لأي عاقل (وبالنسبة للشخص نفسه لولا اكتئابه) ويراها حقائق لا تقبل الجدل، ورغم عدم منطقية مثل تلك الاستنتاجات فإنهُ أيضًا يعممُ تلك الاستنتاجات على كل شيءٍ في حياته رغم عدم منطقية التعميم، وبعض المرضى يبدأ في التذكر الانتقائي حين ينظرُ إلى حياته الماضية فلا يتذكرُ منها إلا كل ما يعضدُ استنتاجهُ الخاطئ أصلاً! كما يشكو المصابون بالاكتئاب من ضعف في الذاكرة في كثيرٍ من الأحيان، كما أن أفكارهم المثمرة تستبدل غالبا بتأملات متكررة في الأعراض البدنية، والمرض، والموت. وبالرغم من كل هذا الانشغال بالذات، فإن إهمال الذات يكون هو القاعدة السائدة. وإذ تسود عادة السلبية، والانسحاب، فإن القلق والإثارة يمكن أن يكونا سمتين لبعض الحالات الاكتئابية.

وما سيطرَ عليك كما هو واضحٌ من إفادتك هو استنتاجُ أنك نحسٌ أو شؤم، فما هيَ دلائلك حسب إفادتك، دلائلك كلها دليلٌ واحدٌ هو أن خطيبك مات!!، فهل أنت الوحيدة التي صادفها مثل هذا الموقف التعس؟ وهل يا مؤمنةً بالله الواحد المتصرف الأوحد لو لم يكن ذلك الخطيب رحمة الله عليه لم يتقدم لينهل من ينابيعك بالحلال، هل لو لم يفعل ذلك لما مات ؟؟؟؟؟؟ وفي نفس اللحظة وبنفس الطريقة ؟؟؟ ألم تسألي نفسك هذا السؤال؟


ألم يقل لك ألف قائلٍ أن أجله انتهى وأن ما حدثَ لم يكن إلا قضاء الله! واقرئي القرآن يصفُ بعضاً من أمة سيدنا موسى عليه السلام كانوا يتطيرون أي يتشاءمون، ويصمهم القرآن بالجهل حيث يقول الله تعالى:{فَإِذا جاءتْهُم الحسَنَةُ قالُوا لنا هذه وَإِن تُصِبهُم سَيِّئةٌ يَطَّيروا بموسى وَمَن مَعَهُ، إلا إِنما طائِرُهُم عِندَ اللهِ وَلَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَعلَمُون} [الأعراف الآية: 130].

الأخت السائلة: إن الإسلام يحرم تحريماً قاطعاً اعتقاد النحس والتشاؤم في أي شيء من الأشياء (فضلاً عن اعتقاد الإنسان ذلك في نفسه عافاك الله). لأن الإسلام مبنى على الحقائق لا على الوهم والخيال. فقال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تطير» صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواهُ ابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه) أي ليس منا من تشاءم أو اعتقد النحس. كما علمنا النبي الكريم طريقة الخلاص من التشاؤم والتطير بقوله: «إذا عرض لأحدكم تشاؤم وتطير فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يصرف السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك» صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواهُ أبو داود والبيهقي عن عروة بن عامر القرشي.

وهذا دواء فكري وعقدي أما علاج التشاؤم بشكل عملي. فهو أن نمضي قدماً إلى الإمام في كل عمل من غير تحول ولا تردد ومن غير وسوسة ولا تقهقر قال صلى الله عليه وسلمإذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ وإذا ظننت فلا تحقق» صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواهُ الطبراني عن ابن حصي فهل قضاءُ الله سبحانه وتعالى كان سيتغيرُ لو لم يتقدم لخطبتك ؟؟؟؟؟؟

يا عزيزتي إن ما وصلت إليه من استنتاجٍ يتنافى في الأصل مع الإيمان بقضاء الله، وعذرك الوحيد أنك مكتئبة، ولكنك لا عذر لك إن لم تطرقي بابَ العلاج لدى طبيبٍ نفسي متخصص، وبسرعة فأنت في حاجةٍ إلى عقارِ اكتئابٍ وربما لما هو أكثر، حسب تقييم الطبيب النفسي الأقرب منك والذي سيكونُ أفضل منا ألف مرةٍ في اتخاذ القرار (لأننا لم نرك ولم نسمعك ولا نستطيع أكثر من إرشادك، ولاحظي أننا نتعامل مع نص مكتوب وقدرتك على التعبير بالكتابة قد تكونُ أقلَّ مما تشعرين به حقا كما أنك قد تكونين أخفيت عنا الكثير)
، فربما يرى طبيبك النفسي أنك تحتاجين إلى علاج سريع بجلسات تنظيم الإيقاع الكهربي للمخ، وربما اكتفى بعقار اكتئابٍ وبعض جلسات العلاج المعرفي والتدعيمي، كل ذلك حسب تقييمه لشدة الحالة ومدى خطورة الأفكار الانتحارية، والعزلة التي تفرضينها على نفسك.

عليك
باللجوء أولاً إلى الله ثم إلى أقرب أفراد أسرتك منك، وفاتحيهم فيما نصحتك به ، وإن شاء الله يكونون نعم العون لك، وفي النهاية نتمنى أن يوفق الله طبيبك النفسي في علاجك وأن تكوني فأل خيرٍ عليه كما كنت على
صفحتنا استشارات مجانين
، وتابعينا بأخبارك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي