ساعات قليلة وأكمل عامي التاسع والعشرين ...! فها هو يوم العشرين من ديسمبر على وشك البدء.
يااااااااه...29 سنة وأنا في هذا العالم، بدأت أشعر أن الحياة فعلاً قصيرة...قصيرة. بل أقصر مما كنت أتخيل، فبحسبة بسيطة وبالرجوع لحديث رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أن متوسط عمر أمته 60 عاماً، فهذا يعني أنني أعيش الآن منتصف عمري تقريباً! نعم الأعمار بيد الله وحده ولكن الحسبة حقيقية ولا يمكن أن أغفلها .
وكنت العام الماضي أعتمد في الاحتفال بذكري مولدي على أسلوب "كشف الحساب"، أي ما قدمته للحياة وما أنجزته على أرض الواقع، وكنت متفائلة جداً وكتبت: في عيد ميلادي أنا متفائلة، وأجدني هذا العام أحاسب نفسي ولكن بأسلوب مختلف، يا ترى كم من عمري مر دون أن استشعر وجود الله تعالي في حياتي؟ وكم من عمل عملته دون أن ابتغي به وجه الله سبحانه وتعالي؟ وهل كنت في أعمالي وأنشطتي قاصدة وجهه الكريم فعلاً أم أسعى لمجد شخصي؟ بممنى آخر: هل أنا حقاً مخلصة لله تعالى؟!
a
فإن لم تكن الأعمال والأقوال خالص لوجهه تعالى فهي هباء إذاً ولا قيمة لها ولا وزن، ولا يقبلها المولى عز وجل، وهذا أكثر ما أخشاه.
أخشى أن يكون حزني على إخفاقي في تحقيق شيء ما سببه هو الرغبة الشخصية وليست كي أفيد الحياة والمجتمع الذي أعيش فيه، نعم النجاح يصنع السعادة في الحياة، ولكن يجب أن توظف هذه السعادة من أجل العمل من اجل الآخرين والنهوض بهم، وهذا لن يتأتى إلا بالنهوض بنفسي أولا فالدائرة متصلة.
ولكنني أشعر دائماً أنني غير راضية عن نفسي، وعن أعمالي، لأنني دائماً أطمح للمزيد، وأطمح للأفضل، وعيني على ما لم أحققه بعد، والحقيقة أن هذا وبصراحة شديدة عيب في (تكيفت معه) لأنه يجعلني لا استمتع كثيراً بما حققت.
وإن كنت العام الماضي أشعر أنني أجري في سباق فلدي إحساس هذا العام بالارتياح والاسترخاء، فلن أحقق إلا ما هو "مكتوب"، ولن أسعد بحق إلا إذا شعرت بالرضا لأفعال الله في حياتي، وأن السعادة ليست شيئاً واحداً بل عدة أشياء معاً، وسعادتي ليست سعادة فلان أو علان، بل سعادتي أنا، فقط وليست سعادة شخص آخر! فالسعادة مفهوم نسبي للغاية وشخصي تماماً وهو مختلف من شخص لآخر.
وإن كان زملائي أفضل مني في بعض الأمور، فأنا أفضل منهم في أمور أخرى، وفي النهاية كل شيء "مكتوب". ولكل شيء أوان وميعاد لن يخلفه الله تعالى أبداً فقط على أن أصبر.
المهم ألا أفقد قدرتي على الحلم، وألا أفقد قدرتي على الفعل، وألا تضيع مني طاقتي المحركة،فوقتها أصبح بقايا إنسان!
وكالعادة لدي قائمة طويلة من الأحلام التي أتمني أن أحققها في عامي القادم، وأدعو الله تعالي أن يوفقني في الوصول لها والسعادة بها وأن تكون خالصة لوجهه وحده كي أسعد بها بحق.أولها أن يكون سري مثل علانيتي ثم يكون سري أفضل من علانيتي، فأبغي علاقة أقوى وأفضل مع الله تعالى تجعلني أرضى بما قسمه لي وتجعلني لا أتمني تعجيل ما أخر ولا تأخير ما عجل.
وفي رحلة بحثي الشاقة والطويلة عن السعادة أتمنى تحصيل المزيد منها !
وأسعدكم الله جميعاً ورضيَ عنكم.
واقرأ أيضًا:
يوميات ولاء: المدونون ما لهم وما عليهم / يوميات ولاء: أيها الشتاء..مرحباً بك / يوميات ولاء: صديقتي نهال