تقول الكتب عن مواليد برج القوس -وأنا منهم- أنهم أصدقاء أوفياء متسامحون لأقصى درجة، يمكنهم إقامة صداقات تستمر طول العمر. وأنا فعلاً أجد الصداقة علاقة وقيمة غالية وعظيمة في حياتي، فأحترم هذه العلاقة للغاية واستمتع بوجودها في حياتي.
وخلال أيام العمر التي تنقضي سريعاً سريعاً قلائل هم من يتركون آثارهم قوية ومؤثرة في حياتنا، ومن أصدقائي الكثيرين لدي صديقة مقربة جداً لقلبي وأحبها جداً اسمها (نهال)، تعرفت عليها بمحض الصدفة لتكون من أجمل الصدف التي وقعت في حياتي والتي تركت أثرها بقوة فيها. فلا أنسي يوم السادس من أكتوبر من عام 1997 يوم تعرفت عليها فأعتز جداً بهذا التاريخ، وكان هذا في المدينة الجامعة لجامعة القاهرة فكلانا ينتمي لمحافظة كفر الشيخ ودرس بكلية الإعلام بالقاهرة.
ومن الأشياء الطريفة في علاقتي بها وعلى الرغم مما وصلت إليه هذه العلاقة من قوة وصدق وقرب أنها اعترفت لي بعد مدة من صداقتنا أنها لم تكن تقبلني ولا تطيق الحديث معي في بداية معرفتنا! لأن دمي كان تقيل في نظرها في هذا الوقت! ويبدو أن قائل المثل" ما محبة إلا بعد عداوة" صادق.
والصداقة التي تجمعني بنهال أشعر أنها مختلفة، في قوتها وحرارتها أيضاً ،فكنت أروي لها أدق أسراري وأعبر لها عن أعمق أعماقي، وما لا أقو على قوله لإنسان، وكنت أشعر وأنا معها بدفء يغمرني وكأننا أتدثر بها من برودة الحياة وجفاف مشاعرها. ربما لهذا منحتها ثقتي الكاملة وحبي أيضاً .
فمن الأشياء الجميلة والإنسانية في هذه الحياة أن تجد من تثق به وترتاح له بلا شروط، وتقدم له كل المشاعر الطيبة بلا أغراض دنيوية قاصرة. ومما يعيننا على مشقة الطريق أن تجد من تستند إليه حينما تحتاج إلى سند، ويقف بجوارك عند الأزمة، ومن يشجعك ويقف بجانبك حين يتخلى عنك الآخرون، وأن يحبك لشخصك، ويتقبلك بكل ما فيك بعيوبك ومساوئك قبل محاسنك، ومن يكون مرآتك في نفس الوقت فيصدقك بلا تجريح وبلا تخاذل أيضاً لأنه دائماً يريدك الأفضل، وهكذا كانت نهال تفعل معي بكل صبر على عيوبي الطفولية الحمقاء أحياناً، وكانت تفهم ما أريد أن أقول دون أن أتحدث ولا أنطق بحرف واحد، ومن منا يريد في صديقه أكثر من هذا؟! أنا فعلاً محظوظة لأنها في حياتي وأدعو الله ألا نفترق حتى أموت.
ومع كل ما ذكرت إلا أنه مر أكثر من 4 سنوات دون أن أراها ولو مرة، فهي سافرت إلى أقصى أطراف الأرض مع زوجها، إلى اليابان، ليحصل على الدكتوراه، ولهذا فأنا أفتقدها جداً جداً، وأشتاق كثيراً للجلوس والحديث معها مثلما كنا نفعل سابقاً. ومن كثرة تفكيري فيها هذا الأيام فهي تزورني كثيراً في أحلامي، وهذا من رحمة ربي بي، فإذا كنت لا أتمكن من رؤيتها في الواقع فالله تعالى يأتي بها لي في أحلامي حتى يحين اللقاء. فأنا فعلاً بحاجة إلى أن أتزود بالصبر لحين عودتها. فأدعو الله معي أن تعود بسلام وأمان إلى مصر وتعود أيامنا الحلوة من جديد. ويا رب لا يحرم صديق من صديقه ولا إنسان ممن يحب.
واقرأ أيضًا:
يوميات ولاء: أيها الشتاء..مرحباً بك / في عيد ميلادي..ورحلة البحث عن السعادة / عن ما حدث بجامعة الأزهر