خطوات على طريق السلام النفسي
يقابل الإنسان يومياً مواقف حياتية متعددة تأخذ منه وقتاً طويلاً من التفكير وقد تشكل طريقة تعامله مع الناس، ومنها لماذا يعاملني الآخر هكذا؟،
ما هذه النظرة؟، ما المقصود من هذه الإشارة؟، لماذا هذا العبوس في وجهي عند مقابلتي؟، فيقوم برد هذا كله للآخر ومعاملته بالمثل في تعامله اليومي عند مقابلته، أو يقاطع الآخر ويتجنب مقابلته وينسحب من أماكن تواجده، وتتسع الدائرة يوماً بعد يوم فتصبح اللقاءات والمقابلات اليومية في مجال العمل والتفاعلات الاجتماعية المختلفة وكأنها حرب بين الأنا والآخر.
معظمنا ينتظر تغير الآخر لكي أتغير أنا، ويعتبر المبادأة بالتغير ضعف واستسلام، ويدخل الأنا مع الآخر في صراع يؤدي إلى الضغط النفسي الذي قد يؤدي بدوره للعديد من الاضطرابات النفسية والأمراض الجسمية التي لا تؤتي معها الأدوية الطبية النتائج المطلوبة،
فالدواء الطبي وحده لا يكفي هنا... عزيزي الأنا أنت في حاجة إلى سلام نفسي، ولكي تحقق السلام النفسي عليك أن تبدأ ليس من أجل الآخر ولكن من أجلك أنت مع الآخر، وعند سعي الأنا لتحقيق ذلك سيشعر بتغير الآخر، وإن لم يتغير الآخر، فيكفي أن نظرة الأنا لنفسه من الداخل قد تغيرت، ونظرة الأنا للأمور قد تغيرت، وتأثر الأنا بسلوك الآخر اتخذ شكلاً إيجابياً، بحيث يصبح الأنا في حالة من السلام النفسي، ولتحقيق ذلك يمكن ممارسة بعض السلوكيات كخطوات على طريق السلام النفسي.
ابتسم في وجه الناس.
ألقي عليهم السلام.
اجعل الآخر يستشعر الدفء والطمأنينة عند السلام عليك، وعند النظر إلى عينيك.
اسأل عن الناس وقم بزيارتهم وشد أزرهم، وواسيهم وعايدهم وهنأهم.
قدم المساعدة.
لا تتحدث عن مساعدتك للآخرين سواء أمامهم أو في عدم وجودهم.
ارسم على وجوههم بسمة.
اختر كلماتك عند التحدث مع الناس، واجعل من كلماتك قدوة يتبعها الآخرين.
اجعل حديثك صادقاً يغلفه الاحترام، وتأكد من معلوماتك قبل نقلها للآخرين.
انقد الآخر على انفراد وتذكر أن النصيحة على الملأ فضيحة.
لا تتهكم على سلوكياتهم من أقوال وأفعال.
احترم رأي الآخر حتى لو لم تقتنع به.
لا تستصغر الآخر ولا تحقر من شأنه فالجميع سواء.
لا تتحدث عنهم بسوء.
احفظ أسمائهم وناديهم بأسمائهم المفضلة.
احفظ أسرارهم.
شجعهم وادعمهم.
عزز خطواتهم الإيجابية.
التمس لهم الأعذار.
لا تفسر سلوكهم تفسيراً سيئاً.
اشعرهم بالمشاركة الوجدانية.
استمع للآخر بإنصات ولا تقاطعه وأشعره بالاهتمام.
لامس أحاسيسهم.
لا تنتظر المقابل.
ولا تسعى للحصول على رضا الآخر عنك فلن يرضى عنك كل الناس، فلا ترهق نفسك في ذلك وأدرك هذا كحقيقة مسلم بها.
افرح للآخر ولا تفرح في الآخر.
لا تحدث نفسك باستفسار ماذا قدموا لي؟
إذا استشعرت الغيرة تجاهك من الآخرين فهذا طبع الإنسان.
إذا استشعرت أنك تغير منهم قوم نفسك وجاهدها وستستطيع فكما لديهم لديك الكثير.
لا تتفاخر بقدراتك ومزاياك ومعلوماتك أمام الناس فقط أعرف قدراتك وما يميزك لتنميته.
لا تتحدث عن إنجازاتك بشكل مستمر أمام الآخرين إلا إذا دعت الضرورة لذلك وتأكد أن معظم المحيطين يدركونها جيداً.
لا تستهلك وقتك في الاستماع لأخبار حياة الناس.
لا ترهق نفسك فيما يقوله عنك الناس فلا سلامة من ألسنتهم.
افتخر بأخلاقك دون التحدث عن ذلك وزين أخلاقك وجملها قولاً وعملاً.
تجاهل التصرفات غير المقبولة من الآخرين وتأكد بأنها ستنطفئ وتتلاشى تدريجياً.
تأكد أنك لا تستطيع أن تنفع غيرك ما لم تستطع أن تنفع نفسك.
ركز في أعمالك واحرص على إتقان العمل.
استمتع بلحظات حياتك وما تقوم به، ودرب نفسك على الاسترخاء بشكل يومي.
لا يوجد إنسان كامل ولكن يوجد إنسان يسعى إلى بلوغ درجة جيدة من الكمال الإنساني، وفي الطريق لبلوغ القمة ستقابل العثرات والمشكلات، هذه العثرات والإخفاقات ليست نهاية العالم حيث تستطيع وبسهولة النهوض والبدء من جديد لتحقيق أحلامك في الارتقاء المهني في العمل، والتطور في رحلة العلم والاستقرار في الحياة الأسرية وعلى جميع الأصعدة.
المهم في حياتك اليومية أن تخاطب ضميرك قبل أن تتحول الفكرة إلى فعل، سواء أكان هذا الفعل أمام الآخرين أو بينك وبين نفسك.
الحياة ليست حرب مع الآخر ولكنها تعايش ومشاركة واندماج وتفاعل دينامي أنها أنس ومؤانسة.
تذكر أنه يمكننا الانتباه لسلوكنا وتنمية مهاراتنا لتحقيق الاندماج المتزن مع الآخرين.
يذكر كارل ألبريخت: "إن أمر التواصل مع الآخر لم يعد فناً أو شيئاً هامشياً، إنه -إن شئت الدقة -قد يكون المحاولة الأخيرة لمنع انقراض الجنس البشري!".
كن أنت صاحب التغيير، أنت تملك صافرة البداية
واقرأ أيضا :
التنافر المعرفي Cognitive dissonance / مخاطر السعي لبلوغ الكمال