رغم كل التنازلات الفلسطينية التي لم تتوقف على امتداد ربع قرن، فإن (إسرائيل) لا تريد سلاماً ولن تسمح به. وهي لم تدخر جهداً أو وسيلة للتأكيد مرة تلو الأخرى أن هدفها الوحيد هو ابتلاع باقي الأرض. وفيما يلي لمحة من شروط (إسرائيل) "المعلنة" للتسوية. نستخلصها من واقع تصريحاتها ومواقفها وممارساتها واعتداءاتها اليومية، ومن الكيفية التي تُدير بها المفاوضات الماراثونية التي لا تنتهى ولم ولن تُسفر عن شيء. ونستعرضها هنا لنتساءل عماذا تبقى بعد ذلك ليُراهن عليه أنصار السلام معها من العرب والفلسطينيين ومتى يعترفون بخطئهم الوطني والتاريخي:
- التنازل عن أي حقوق فلسطينية في أرض (إسرائيل) فلسطين 1948!
- التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الواردة في القرار 194!
- الاعتراف بيهودية دولة (إسرائيل)!
- أن تقتصر"المطالب" الفلسطينية على الضفة الغربية وغزة، مع عدم التزام (إسرائيل) بالانسحاب من أراضي 1967، أو بأي حدود لدولتها أو للدولة الفلسطينية، أو بأي مواعيد محددة لإنهاء الاحتلال!
- الالتزام بالمفاوضات الثنائية "طريقاً وحيداً" للنظر في هذه "المطالب"!
- والكف عن كل أنواع المقاومة سواءً كانت مسلحة أو سلمية أو انتفاضات ومظاهرات شعبية، والتنازل عن الحق فيها، مع اعتقال ومحاكمة وتجريم كل من يُمارسها!
- و"حق" (إسرائيل) من الناحية الأخرى بالقتل والاغتيال والحرب والعدوان والأسر لكل من ترى أنه يُهدد أمنها، بدون أن يكون من حق الفلسطينيين المطالبة بمحاسبتها جنائياً ودولياً!
- إخلاء الأراضي الفلسطينية من أي جماعات أو تنظيمات أو مؤسسات أو جمعيات أو شخصيات أو أفكار ترفض الاعتراف (بإسرائيل)، أو تُطالب بأي حقوق تاريخية فلسطينية في (أرض إسرائيل). وهي ما تُسميه بتفكيك البنية التحتية "للإرهاب"!
- عدم تجميد المفاوضات لأي سبب حتى لو لم تُسفر عن شيء!
- عدم تدويل القضية أو الذهاب إلى هيئة الأمم المتحدة حتى لو فشلت المفاوضات!
- "حق" (إسرائيل) في استيطان الضفة الغربية وبناء مستوطنات جديدة، وعدم تفكيك المستوطنات القائمة وتبادل الأراضى بدلاً من ذلك، ووفقاً للخرائط التي تريدها هي!
- القدس الموحدة (شرقية وغربية) هي عاصمة دولة (إسرائيل)!
- الاعتراف بالحقوق التاريخية والدينية لليهود و(لإسرائيل) في المسجد الأقصى وبالحق في مشاركته واقتسامه، والتنقيب تحته وتغيير معالمه وتهديد بُنيانه والتحكم بحركة وأعداد المصلين المسلمين!
- عدم الاعتراض أو التعرض لاقتحام اليهود لباحات المسجد الأقصى!
- منع بناء مساكن فلسطينية على الأرض الفلسطينية إلا بتصريحات إسرائيلية!
- إخلاء الفلسطينيين لمنازلهم التي تريد (إسرائيل) هدمها بمجرد إخطارهم بذلك!
- أي كيان فلسطيني حالي أو مستقبلي يجب أن يكون منزوع السلاح!
- يُسمح للفلسطينيين بتشكيل شرطة مدنية فقط، تكون مقيدة بالعدد والعتاد والتسليح. تكون مهمتها الرئيسية هي حماية أمن (إسرائيل) في مواجهة أي تهديدات "للإرهابيين" الفلسطينيين (أي المقاومة)!
- لا يُسمح بأي استحقاقات انتخابية رئاسية أو برلمانية أو محلية تُسفر عن صعود أو تولي أي تيارات أو قوى أو شخصيات معادية (لإسرائيل)؛ أي مواقع قيادية أو مؤثرة داخل الدولة الفلسطينية، مع وضع كل القيود والترتيبات التي تضمن ذلك!
- بقاء قوات إسرائيلية في أراضي الدولة الفلسطينية، لضمان أمن (إسرائيل)!
- سيطرة وسيادة إسرائيلية كاملة على الحدود والمعابر الفلسطينية وعلى مجالها الجوي ومياهها الإقليمية!
- رقابة إسرائيلية على حركة الأموال والبضائع من وإلى الأراضي الفلسطينية حتى لا تُسبب ضرراً للاقتصاد الإسرائيلي أو تُهدد أمن (إسرائيل)!
- سيطرة وسيادة إسرائيلية على السياسة والعلاقات الخارجية للدولة الفلسطينية لضمان عدم دخولها في معاهدات أو ترتيبات أو تحالفات تُهدد أمن (إسرائيل) ووجودها!
- وأن تعترف الدول العربية (بإسرائيل) وتُطبع معها قبل السلام!
- ولا يكفيهم كل ذلك فيُعلن (نتنياهو) مؤخراً أن (إسرائيل) لن تنسحب من أي أراض فلسطينية قبل القضاء على الإسلام الراديكالي "الإرهابي" في كل المنطقة وليس في غزة والضفة فقط!
***
إنه سلام مستحيل.. فهل البديل هو تدويل القضية واللجوء إلى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن!؟
هذا ما قد نُناقشه في المقال القادم بإذن الله تعالى
واقرأ أيضا:
شيزلونج مجانين: ما الذي يجري لأمريكا؟/ حفلة أوباما في الأمم المتحدة/ عفواً.. اعترافكم مرفوض!/ إخلاء سيناء مطلب (إسرائيلي)!/ البطولة أمريكية والكومبارس عربي/ خطيئة الاحتفال بالحرب العالمية الأولى