أشرنا في مقالنا السابق المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم ! إلى أننا توصلنا عبر ربع قرن من العمل كطبيب نفساني في بلد عربي إلى فهم ربما يشكل رؤية كاملة لنوعين من الحالات يشتكي أصحابها للطبيب النفساني فيها من الميول الجنسية المثلية أو الشذوذ الجنسي سائلين إثباتها أو نفيها أو راغبين في التخلص منها، النوع الأول هي حالات الوسواس القهري الذي يتخذ من الشذوذ الجنسي محورا للوساوس والقهورات أو وسواس المثلية ونسمي صاحبها: "الخائف أن يكون شاذا Afraid of being homosexual " وهي حالات تعالج معرفيا وسلوكيا بالضبط كأنها اضطراب وسواس قهري حول موضوع الشذوذ وهي فعلا كذلك، وفصلنا طريقة ع.س.م في مقال علاج وسواس المثلية، وأما النوع الثاني فهي بعض حالات الشذوذ الجنسي غير المنسجم مع الأنا Ego-Dystonic Homosexuality والتي نسمي صاحبها: "الآسف أن يكون شاذا Sad for Being Homosexual "؛
واعتبرنا حالات الآسف للشذوذ أو على الأقل بعضها شكلا وسواسيا أكثر تطورا من وسواس الخوف من الشذوذ الجنسي، فهنا يكون المريض أكثر تصديقا وأقل شكا في كونه مثليا...... وكما وعدنا في مقالنا التقديمي السابق ها نحن نفرد فصلا نشرح فيه ما يتيسر من تفاصيل العلاج المعرفي السلوكي لحالات المشتكين من الشذوذ الجنسي وهو العلاج الذي يطعن ويشكك في صلاحيته كل من اتحاد الأطباء النفسانيين الأمريكيين APA والاتحاد العالمي للطب النفسي WPA.... وحقيقة فإن هذا التشكيك في العلاج وتقديم الخدمات لا يأخذ بنظرة الاعتبار الخلفية الحضارية والمفاهيم الاجتماعية للمجموعة البشرية التي يعمل فيها العاملون في الصحة النفسية. بينما التزام الطبيب النفسي بوجهة نظر اجتماعية نفسية خارج محيطه لا يوجب عليه التمسك بمفهوم قد يضعه البعض في إطار التصحيح السياسي العالمي.
يعرف الشذوذ الجنسي غير المنسجم مع الأنا Ego-Dystonic Homosexuality حسب الويكيبيديا (Wikipedia 2015) بأنه اضطراب عقلي يتميز بوجود الميل الجنسي المثلي أو التوجه الجنسي المخالف لصورة الذات المثالية، بما يسبب القلق والرفض والرغبة في تغيير التوجه أو قبوله (أي الارتياح والتعايش معه)، ويبدو هذا التعريف متسقا مع اعتبار منظمة الصحة العالمية في التصنيف العاشر للأمراض النفسية ICD-10 أن أي توجه جنسي (مثلي أو غيري أو مثلغيري –مزدوج-) ليس اضطرابا في ذاته، أي أن هناك إقرارا مسبقا وافتراضا ضمنيا بوجود التوجه المثلي وإمكانية قبوله كطريقة حياة فقط إذا تمت المصالحة بين المشتكي وصورة ذاته من ناحية ثم المجتمع -إن أمكن- من الناحية الأخرى، ولا يكاد يوجد اعتبار لإمكانية التباس الأمر على المشتكي فما دمت اشتكيت من ميول مثلية فأنت شاذ غير راض عن شذوذه، والمفارقة هنا أن تسمية شذوذ غير منسجم مع الأنا تقر ضمنيا بوجود الشذوذ وتجعل المشكلة هي فقط عدم الانسجام مع الأنا.
ولأن الممارسة العملية تظهر أن هذه الحالات تمثل طيفا واسعا غير متجانس من المرضى، وأغلبهم ليسوا شواذا وليسوا مجرد غير راضين عن شذوذهم، فهم رغم اشتراكهم في رفض الشذوذ بما يبرر للبعض تسمية "شذوذ غير منسجم مع الأنا" إلا أنهم ليسوا بالضرورة شواذا، وهذا ما تفتقر إلى الإيحاء به تسمية شذوذ غير منسجم مع الأنا، بينما تسمية "الآسف أن يكون شاذا" تضع احتمالية غياب الشذوذ، وتركز على جانب آخر هو جانب الرفض المعرفي الذي يحرك المريض رفضا للشذوذ وليس رفضا لعدم الانسجام، فهذا الرفض هو سبب معاناة المريض طالت أو قصرت في مواجهة التهديد المعرفي بالشذوذ أو التصديق بالشذوذ، وكما سنبين فإن فعالية الرفض المعرفية مركزية في رؤيتنا لهذه الحالات.
ولكن يجب التنبيه إلى أن هناك من بين حالات الآسف للشذوذ أو الحزين لكونه مثليا Sad for Being Homosexual خاصة في المجتمعات التي ترفض المثليين من لا يجيء أسفه أو حزنه لأسباب داخلية أو رفض شخصي للتوجه الجنسي المثلي وإنما بسبب رفض المجتمع له وعلى الطبيب استيضاح تلك النقطة جيدا لأن مثل هذا العميل لن يكون متعاونا بالقدر اللازم للعلاج المعرفي السلوكي ولعل الأنسب في هذه الحالة أن يبحث عن مجتمع يقبل المثليين، وهناك أيضًا في مجتمعاتنا من بين حالات الحزين أو الآسف لكونه مثليا من يكونون في الحقيقة مصابين باضطراب الهوية الجندرية (أو الجنسية) Gender Identity Disorder أو ما نفضل تسميته بخلل التناغم الروح/جسدي وكثيرون من هؤلاء يحضرون إلى الطبيب النفساني راغبين في إيجاد حل لمعاناتهم ويجب عدم الخلط بينهم وبين المقصودين بهذا المقال.
وفي مساهمة منه بعد قراءة ما سبق من المقال يرى الزميل د. سداد جواد التميمي أن من يطلبون عون الطبيب النفسي ضد الميول المثلية يمكن تقسيمهم إلى قسمين حسب منبع الدافعية ضد الشذوذ هما منبع نفسي داخلي منسجم أو لا منسجم مع الأنا ومنبع اجتماعي خارجي فيتساءل هل ممكن القول بأن هناك تصنيفا كالتالي؟؟؟؟؟
1- مجموعة تحرك نفسي داخلي:
٠ آسف غير منسجم مع الأنا
٠ آسف منسجم مع الأنا
2- مجموعة تحرك اجتماعي خارجي:
٠ حزين يعاني من النبذ
٠ حزين لا يعاني من النبذ
٠ حزين يبحث عن هوية جديدة.
كما أشار د. سداد في ملاحظاته إلى ما يمكن اعتباره تطورا مرحليا للميول المثلية يبدأ من المثلية غير العرضية Non-Symptomatic Homosexuality وهي مرحلة كثيرة الملاحظة في أعوام المراهقة وبعض منها قد تتلاشى أو تتأصل كمثلية غير عرضية أو تنتقل إلى المرحلة الثانية والتي قد يصل إليها المثلي فيشعر بالتنافر المعرفي الذي قد يظهر كأسف أو خوف أو كليهما، وقد يكون العرض أحادياً في الممارسة السريرية أي ما يسمى بالمثلية وحيدة العرض MonoSymptomatic Homosexuality أو غير المتواكبة مع اضطرابات نفسية أخرى والتي يمكن علاجها ببرامج معرفية وسلوكية فقط، أو يكون السلوك المثلي متواكبا مع اضطرابات نفسية أخرى أي يكون جزءً من عرضية تعددية Polysymptomatic Homosexuality حيث تكون هناك حاجة إلى علاج الاضطرابات النفسية الأخرى، ويعتبر هذا تطويرا لمتصل أو طيف الخائف من الشذوذ - الآسف للشذوذ بحيث يمكننا تصوره كما هو مبين:
ولابد ونحن نضع بين أيديكم الخطوط العريضة لأسلوب المعالجة المعرفية السلوكية للمشتكين من الشذوذ أو احتمال الشذوذ أن نتقدم بالشكر للمرضى الذين طورنا معهم وما نزال نقوم بتطوير البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي والذي نجريه على أربعة مراحل حيث تشمل المرحلة الأولى الشرح والتعليم، وتشمل المرحلة الثانية استيعاب التاريخ المرضي، وصولا إلى المرحلة الثالثة وتشمل التجارب السلوكية وإعادة الهيكلة المعرفية وأخيرا المرحلة الرابعة وتشمل العمل على توكيد الذات والقناعات الراسخة من أجل منع الانتكاس.
المرحلة الأولى هي الشرح والتعليم:
المرحلة الأولى في هذا البرنامج هي شرح وتعليم المريض النظرية المعرفية السلوكية العامة وآليات التغيير العلاجي الخاصة بها إضافة إلى النظرية الخاصة التي تشرح علاقة حالته بحالات الوسواس القهري أو وجه الشبه بين أعراض حالته وأعراض الوسواس القهري، فما يشتكي منه المريض "الآسف أن يكون شاذا" عادة ما يندرج تحت بنود الأفكار والمشاعر و/أو السلوكيات، وهي كلها مؤسفة لا مُرضية له..... وهذا هو نفسه حال مريض الوسواس القهري فيما يطلب المساعدة فيه من المعالج إذ تكون لديه أفكار ومشاعر و/أو سلوكيات كلها مؤسفة لا مرضية له.... ولعل هذا ما يبينه الجدول التالي والذي نقارن فيه بين الأعراض التي تزعج الآسف أن يكون شاذا بما يقابلها في حالات الوسواس القهري المعتادة
الآسف للشذوذ | الوسواس القهري |
أفكار أو صور أو نزعات غير مرغوب فيها ومرفوضة بشدة تتعلق بموضوع الميول الشاذة أو الفشل الغيري. | أفكار أو صور أو نزعات غير مرغوب فيها ومرفوضة بشدة تتعلق بالموضوع المعين. |
مشاعر الضيق والخوف والقلق والحزن غالبا والغضب أحيانا | مشاعر الضيق والخوف والقلق غالبا والاكتئاب والغضب أحيانا |
أفعال قهرية يضطر لها المريض للتعامل مع الضيق أو الخوف الناتج عن مثير مثلي مثلا تحاشيا له أو لتحاشي الفشل الغيري. | أفعال قهرية يضطر لها المريض للتعامل مع الضيق أو الخوف الناتج. |
مشاعر حشوية أو جسدية جنسية مزعجة ومربكة في مواقف الإثارة المثلية تفسيرها هو تأكيد الشذوذ وربما غياب للمشاعر المنتظرة أو المرجوة بشدة في مواقف الإثارة الغيرية أيضًا ليتأكد الشذوذ | مشاعر حشوية أو جسدية مزعجة ومربكة تتعلق بموضوع الوسوسة مثلا الوساوس الدينية المتعلقة بالتطهر، تبدأ من الظواهر الحسية وبعضها يصل إلى مستوى الهلاوس الكاذبة. |
وقد بينت لنا الممارسة العملية أن حالات كثيرة إن لم تكن كل حالات "الآسف أن يكون شاذا Sad for Being Homosexual" إنما تمثل شكلا وسواسيا أكثر تطورا من وسواس الخوف من الشذوذ الجنسي، ففي حين تبدأ بعض الحالات كتطور واضح للخوف الوسواسي من الشذوذ نتيجة الفشل المتكرر في إثبات (التأكد % من) التوجه الغيري على خلفية من الحالة الذهنية الوسواسية التي تتسم بالشك والانفصال وعدم الثقة في الذاكرة أو حتى في الأحاسيس المباشرة خاصة مع الرغبة في التأكد % ، وإضافة إلى إمكانية الوقوع في شرك الإدراكات الحسية الكاذبة والمتمثلة في الظواهر الحسية ذات المعنى الجنسي، فإن بعض الحالات لا تمر بمرحلة الخائف من الشذوذ وإنما تبدأ بما يعتبره المريض دليلا على كونه شاذا ويكون رد فعله هو الرفض والاكتئاب أي رد فعل الآسف أن يكون شاذا... ويتسم ذلك الرد بالرفض الشديد للأفكار أو الصور العقلية وللمشاعر أو الأحاسيس الجسدية التي تذكر المريض بكونه شاذا مثليا وتتسم بالإلحاح وكلما قاومها ازدادت إلحاحا، وعلى قدر قوة رفض المريض لها تكون القابلية للوقوع في شرك عمليات عقلية معرفية شعورية (وسلوكية) لا تختلف كثيرا عن تلك التي يقع فيها مريض الوسواس القهري وإن شاعت فيها المشاعر الاكتئابية ربما أكثر.
وكما ذكرنا من قبل فإنه يبدو واضحا أثناء الجلسات المعرفية السلوكية مع المرضى وجود تداخل في الأعراض بين هذين النوعين من الحالات أي الخائف والحزين أو الآسف رغم اختلافهما، وأن النشاط الوسواسي للحالات يتأرجح على خلفيتين انفعاليتين هما الخوف والقلق من جهة والضيق والاكتئاب من جهة، وهو ما جعلنا نفضل تصور هذه الحالات على متصل معرفي شعوري سلوكي يمتد من الحالة النقية للخائف أن يكون مثليا في جهة إلى الحالة النقية للحزين أو الآسف أن يكون مثليا في الجهة الأخرى... وواقعيا تتوزع أغلب حالات الشاكين من الميول الجنسية المثلية أو الشذوذ الجنسي سائلين إثباتها أو نفيها أو راغبين في التخلص منها على هذا المتصل أقرب لجهة أو للأخرى وربما تتوسط بينهما، إلا أن هناك بما لا يدع مجالا للشك حالات تبدأ بمرحلة الخوف من والشك في أن يكون الشخص شاذا وتنتهي بقناعته بذلك أي اقترابه أكثر من طرف الحزين أو الآسف أن يكون شاذا.
البند | الخائف أن يكون شاذا Afraid of Being Homosexual | الآسف أن يكون شاذا Sad for Being Homosexual |
المثيرت الجنسية | يشعر أنه يثار بإشارات الجنس المعاكس، لكن يخاف جدا لأنه يثار أو قد يثار بإشارات الجنس المماثل، ويمكن أن يصل في شدة الحالة إلى الشك في أنه يثار بإشارات الجنس المعاكس | يأسف جدا لأنه يثار أو أصبح يثار بإشارات الجنس المماثل، وربما يحاول إثارة نفسه بإشارات الجنس المعاكس وكثيرا من شدة رغبته في ذلك و/أو شدة رفضه للشذوذ ما يفشل في نفيه! |
الخبرات الجنسية | ربما/غالبا معظم خبراته الجنسية المتخيلة أو الواقعية كانت مع الجنس المعاكس، إلى أن وقعت الوسوسة الأولى بالخوف من الشذوذ وبعضهم يمكن أن يجرب علاقة مثلية ما بعد ذلك، وقد يقع في أفخاخ لا تنتهي من التساؤلات بعدها عن مشاعره أثناء تلك المحاولة. | ربما معظم خبراته الجنسية المتخيلة أو الواقعية تكون مع الجنس المماثل وقد تكون له خبرات أو محاولات واقعية مع الجنس المعاكس (وإن بقي كثيرون في مجتمعاتنا بلا خبرات جنسية سابقة)، وكثيرا ما يضخم المريض من أثر فشله في تلك المحاولات |
العلاقات الإنسانية | فكرة الانشغال بعلاقات مع نفس الجنس لا تغريه بل ربما مخيفة له، فهو يشْعرُ بقلق من العِلاقاتِ الرومانسيةِ مَع الجنس المماثل لأنها تستفز وساوسه وأعراضه القهرية | فكرة الانشغال بعلاقات مع نفس الجنس تبدو غالبا مخيفة له ويشْعرُ بقلق من العِلاقاتِ الرومانسيةِ مَع الجنس المماثل لأنها تمثل عبئا عليه ولأنها تستفز رفضه وغضبه وصراعاته بشكل عام. |
الميول العاطفية | غالبا يشعر بالقرب العاطفي من شريك من الجنس المغاير، وإنما يرجع قْلقُه من تفكيره في الجنس المماثل أساسا إلى أنه لا يريدُ الاسْتِسْلام لاحتمالية كونه شاذا، ولا أن يعيش حياة غير طبيعية. | ربما يشعر بالقرب العاطفي من شريك من الجنس المماثل لكنه يرفض ذلك ويحاول التخلص منه، لأن قْلقَهُ من تفكيره في الجنس المماثل يرجع أساسا إلى أنه يثيره وهو لا يريد الاسْتِسْلام لميوله الشاذة ولا أن يعيش حياة غير طبيعية. |
محتوى التفكير | لا يستطيع وقف التفكير في مشكلة انجذابه للجنس المماثل، والأفكار أو الصور تسبب له خللا في انتباهه، وقد تداهمه لا فقط أفكار أو مشاعر وإنما أحاسيس جسدية جنسية مربكة، ذات معنى مثلي | أحيانا يجد نفسه يفكر راغبا في علاقات مع الجنس المماثل، لكنه كثيرا ما يحارب ويحاول وقف تلك الأفكار، وبعضهم يتأرجح بين الرفض والاستسلام ثم الاكتئاب. |
التخيلات والأحلام | لديه تخيلات وأحلام بعلاقة جسدية مع الجنس المغاير، إلا أن العكس يمكن جدا أن يحدث وتجده يهول من أثر ومعنى الأحلام المثلية، ويهون من تلك الغيرية. | لديه تخيلات وأحلام بعلاقة جسدية مع الجنس المماثل غالبا ما تزعجه وتحزنه، وأخرى مع الجنس المغاير يتمناها لكنه يفتقدها غالبا، فضلا عن ما يصحبها من وساوس تتعلق بالفشل أو عدم الملائمة أو الرفض. |
ولعل تأمل الجدول السابق والذي نقارن فيه بين الخائف والآسف يبين لنا كم التشابه بين الحالتين وكيف يمكن أن يتغير أو يتذبذب تموضع الحالة على متصل الخائف-الآسف، كما يبين تشابه النشاط المعرفي في الحالتين إلى حد كبير، فمثلا يشعر الخائف أن يكون شاذا بأنه يثار بأفراد الجنس المماثل فيخاف جدا ويبدأ في اختبار نفسه مستخدما مادة فيلمية جنسية فيجد أنه يثار من مشاهدتها فيهدأ خوفه لفترة وجيزة ثم تبدأ التساؤلات تلح عليه هل ما أثاره كان رؤية الجنس المماثل أم المغاير أم أن ما أثاره كان الفعل الجنسي نفسه، وهنا يدخل في حالة تشبه جدا حالة متلازمة المعرفة الانتباهية (Cognitive Attentional Syndrome (Wells, 1997 والتي تشمل في هذه الحالة:
1- التفكير التكراري المستمر، يتم استخدام التفكير التكراري المستمر في شكل القلق المفرط ("ماذا لو؟ كنت مثليا") أو الاجترار (أكثر من تحليل، "لماذا؟ أنا مثلي") ويدور الشخص في سلاسل من الأفكار التي تدور حول المثلية والشذوذ والموقف من الله ومن المجتمع وغالبا يستمر ذلك لبعض الوقت.
2- استراتيجيات التأقلم الانتباهية الفاشلة، وتشمل الإفراط في "رصد التهديد" أو تركيز الانتباه على التهديدات المتعلقة بالميول المثلية، وتشمل هذه الحالة غالبا الانغلاق المفرط على الذات وتؤدي إلى تركيز الاهتمام على علامات الخطر (مثلا، الأفكار الجنسية المقتحمة) والاستثارة الفسيولوجية والانفعالية، وبرغم أن استراتيجية الاهتمام بمراقبة ورصد علامات الخطر هي استراتيجية وراء معرفية إرادية ومجهدة بطبيعتها وتهدف إلى تنظيم العمليات المعرفية، إلا أنها غالبا تسبب العكس، ذلك أن الرغبة المفرطة في السيطرة على الفكرة والمحاولات الفاشلة لقمعها أو السيطرة على الأفكار والمشاعر المزعجة، تؤدي إلى زيادة حدة ومعدل ورود تلك الأفكار، ومثلها في ذلك محاولات الإلهاء أو "عدم التفكير" في الموضوع أو المشكلة غالبا تعطي نتائج عكسية.
3- محاولات المجابهة عكسية النتائج، مثل الإفراط في استخدام سلوكيات طلب الأمان حيث لا لزوم لها (مثلا تحاشي مصافحة أفراد الجنس المماثل أو أشخاص معينين منهم، أو تحاشي رؤيتهم على الشاطئ أو في غرف تغيير الملابس إلخ.)، وأيضًا تحاشي الحالات أو الأنشطة ذات العلاقة أو تسويفها، وكذلك تكرار محاولات الفحص والتحقق من الميل الجنسي، وواقع الأمر أن هذه الاستراتيجيات كلها تعرقل تعديل فكرة الشذوذ وتمنع بالتالي تصحيحها.
وهناك احتمالات عديدة للمريض الآسف للشذوذ تحت تأثير متلازمة المعرفة الانتباهية ليس أقلها أن يكتشف أن رؤية رمز جنسي مثلي معين تثيره وأنه سيفقد التحكم يوما في نفسه، ومن المرضى من تسبب له الأفكار أو الصور خللا في انتباهه، وقد تداهمه لا فقط أفكار أو مشاعر وإنما أحاسيس جسدية جنسية مربكة، ذات معنى مثلي، ومنهم من يفكر في أو يحاول فعلا تجاهل التفكير في الجنس كلية، ومنهم من يفكر في الانتحار...إلخ.، لكن المشكلة الحقيقية هي أنه ينتهي مقتنعا أكثر فأكثر بأنه شاذ للأسف!.
المراجع:
Wikipedia (2015): http://en.wikipedia.org/wiki/Ego-dystonic_sexual_orientation.
Wells, A. (1997): Cognitive therapy of anxiety disorders: a practice manual and conceptual guide. Chichester, England: Wiley.
التعليق: السلام عليكم عندي مشكلة مهمة أبغي أعرفها راح أتحدث وبكل صراحة
لقد قام أحد أقاربي وهو كبير في السن بالاعتداء علي عن طريق إدخال إصبعه في دبري أو مؤخرتي وأنا في سن 10 سنين تقريبا وأتذكر أنه فعل معي وأنا نائم حوالي 3 مرات تقريبا
السؤال الحين هل أنا الحين شاذ ؟؟ مع العلم أنني لا أشعر بألم ولا بحكة في دبري إلا في أوقات متباعدة جدا قد تصل إلى مرة كل سنة من تاريخ الواقعة وأنا الحين عندي 14 سنة هل أنا شاذ الحين ؟ ومستقبلي تدمر ولا أستطيع الحياة أم أنه شيء طبيعي ولم يوجد ضرر؟؟؟
أرجو الرد الفور الفوري والشافي لسؤالي