تأثير الألوان في الإنسان هل ثابت ويمكن تعميمه؟!

إن تأثير الألوان على الإنسان ليس عاما بين كل البشر، فاللون الذي قد يدخل البهجة والسرور على إنسان ما؛ هو نفسه اللون الذي يستثير مشاعر الحزن والكآبة لدى إنسان آخر. واللون الذي يشعر الإنسان عند رؤيته بالهدوء هو نفسه الذي يسبب الإثارة لدى شخص آخر. واللون الذي يفتح شهية الإنسان للطعام عند رؤيته هو نفسه اللون الذي يشعر إنسان آخر في وجوده بعدم الرغبة في تناول الطعام وانسداد الشهية.

وكذلك اللون الذي ينشط الذاكرة لدى إنسان قد يكون ليس له تأثير على تنشيط ذاكرة إنسان آخر. وأيضاً اللون الذي يستثير مشاعر الطمأنينة لدى البعض قد يكون نفس اللون الذي يستثير مشاعر الخوف والقلق لدى البعض الآخر. ويختلف الأشخاص أيضاً فيما بينهم فيما يتعلق باللون المفضل الذي يستثيره جنسياً.

على سبيل المثال لا الحصر اللون الأسود قد يكون بالنسبة للبعض كآبة وقتامة ومزاجا سيئا ويدعو للحزن أو الخوف والتشاؤم، بينما لدى البعض يستثير الإحساس بالهيبة والفخامة وحسن المظهر، وما يردده البعض بأن من يفضّل اللون الأسود يميل إلى الانطوائية ليس له أساس من الصحة، ولاكتشاف ذلك بنفسك انظر حولك لترى أصدقائك ممن يفضلون اللون الأسود ويتمتعون بذكاء اجتماعي وروح انبساطية بدرجة عالية، ومنفتحين للدخول في علاقات اجتماعية مع من حولهم. وطبق نفس الشيء فيما يتعلق بباقي الألوان وما يشاع حولها.

ما سبق لا يعني أن الألوان ليس لها تأثير على الحالة النفسية للإنسان، بل على العكس للألوان تأثير مثبت على الحالة النفسية للإنسان ولكن هذا التأثير نسبي يختلف باختلاف الأشخاص، فلا يمكن بأي حال تعميم تأثير الألوان على البشر، ولا يمكن التعرف على تأثير اللون على الإنسان بمعزل عن:
- تاريخه السابق وعلاقته ببيئته ومحيطه الذي تربى فيه؛ وتاريخه النفسي - الاجتماعي وما يتضمنه من علاقات مع الأشخاص، وما تركه من أحداث قابعة في الذاكرة.
- الثقافة التي يعيش فيها؛ فتفسير اللون مرتبط بالثقافة والنشأة حيث أن للألوان رمزية اكتسبت معناها عبر سنوات وأجيال متعددة.
- متغير العمر.
- متغير الجنس.
وعليه لا يمكن تفسير اللون وطبيعة تأثيره النفسي إلا في ضوء تاريخ حالة الشخص، فمعنى اللون يختلف باختلاف شخصية الفرد، وأيضا تفسير رؤية اللون في الأحلام يختلف باختلاف الأشخاص.

هذا المقال وجهة نظر شخصية تعبر عن رؤية كاتب المقال.
مع أرق تحياتي

واقرأ أيضا:
أنا والآخر/ الأطفال والاكتئاب/ مخاطر السعي لبلوغ الكمال/ التنافر المعرفي Cognitive dissonance/ اعرف شخصيتك من خلال الفيس بوك