اخترت اليوم الحديث عن عيد يهودي الانتماء (البوريم)، لارتباطه بالشهر الحالي من العام الميلادي (مارس).
علماً أن لهذا العيد طقوس خطيرة ستروعكم لاشك في ذلك.. فالمعذرة إذا أصابكم من حديثي هذا أي ضيق؛؛؛ هذا العيد يلزم اليهود إعداد فطيرة خاصة جداً، محتوياتها ليست غالية وليست نادرة، بل.. غير متوفرة مطلقاً في الأسواق المحلية أو العالمية، محتوياتها مع الأسف.. لا يمكن استغناؤهم عنها أو قبولهم ببديل يؤدي نفس الغرض.. هذا العيد يلزم الشعب اليهودي توفير دم بشري بغية إعداد رجال دينهم فطيرة العيد، بمعنى آخر لا تتم طقوس عيدهم بالشكل المطلوب دون استنزافهم للدماء البشرية...!! وقبل أن أدخل في التفاصيل لابد أن أوضح أن استنزاف اليهود لدماء البشر، بغرض صنع فطائر عيدهم، ثابت تاريخياً وقانونياً، في جميع مراحل التاريخ البشري، وقد كان ذلك سبباً أساسياً فيما تعرضوا له من اضطهاد وتشريد.. في أوروبا وآسيا خلال الأزمنة المختلفة..
يبدأ هذا العيد بصيام يوم الثالث عشر من شهر مارس، إقتداء بـ (استير) اليهودية، التي نذرت صيامه، ويستمر هذا العيد إلى يوم الرابع عشر من الشهر نفسه، وخلاله يقوم اليهود بلبس الأقنعة والملابس التنكرية على طريقة الكرنفال، ويكثرون فيه من شرب الخمر، والزنا، والفجور، وقد اشتهر هذا العيد لدى المؤرخين المسلمين، باسم (عيد المسخرة) أو عيد المساخر، أما من هي (استير) وما سبب تقديس اليهود لها وإقتدائهم التام بها، فسأوضحه لكم يوم الثلاثاء التالي بعون الله..؛
أما اليوم فأود أن أحدثكم عن كيفية استنزافهم لدماء البشر، إذ لا يجوز لرجل الدين اليهودي قبول واستخدام دماء بشرية في صنعه لفطيرة عيدهم إلا إذا كان استنزافهم بطريقة معينة.. فما هي هذه الطريقة..!؟
في هذا العيد بالذات لا بد أن تكون الضحية شاباً بالغاً غير يهودي بطبيعة الحال، مسيحي أو مسلم الديانة، يؤخذ دمه ويجفف على شكل ذرات يمزجها رجل الدين بعجين الفطائر، ويجوز حفظه لما تبقى للعيد المقبل.. أما ذبائح عيد الفصح- وهو ما سأتكلم عنه في يوم ما - فيجب أن تكون الدماء المستخدمة فيه من الأولاد النصارى أو المسلمين الذين لا تزيد أعمارهم كثيراً عن عشر سنوات، وفيه يخبر رجل الدين بمزج الدماء قبل أو بعد التجفيف.. لنرجع إلى كيفية استنزافهم لدماء الضحايا، يستخدم لهذا الغرض البرميل (الإبري) وهو عبارة عن برميل يتسع لجسم الضحية، مثبت على جميع جوانبه إبر حادة للغاية تغرز في جسم الضحية بمجرد وضعه في البرميل، هذه الإبر تحقق المطلوب من خروج دماء الضحية ببطء شديد، وبالتالي تحقق العذاب الأليم للضحية، عذاب يعود باللذة لليهود مصاصي الدماء الذين يحرصون على متابعة هذا الاستنزاف بكل تفاصيله، بحب واستمتاع يصعب فهمها..
وبعد هذا العرض الوحشي يرفع اليهود الدماء المستنزفة من إناء وضع في الأسفل لهذا الغرض.. ليقدم بعدها لرجل الدين اليهودي الذي يحقق لبني جلدته السعادة الكاملة في عيدهم، وذلك بتقديمه لهم فطير مزجت بدماء البشر.. هناك طريقة أخرى لهذا الاستنزاف يتم خلالها ذبح الضحية كذبح الشاة، ومن ثم تصفية دمها في وعاء، أو قطع شرايين الضحية في مواضع عدة لتتدفق الدماء من جسمها، دماء تجمع بحرص شديد - كما أشرت آنفاً- (للحاخام) رجل الدين اليهودي، (الشيف) المتخصص بإعداد هذا النوع من الفطائر.. الفطائر اليهودية تأبى البشرية حتى النظر إليها.. فكيف بإعدادها، أو حملها.. أو تناولها..!!
الجزء الثاني
كما وعدتكم سأكمل حديثي اليوم بعون الله عن (البوريم)، العيد اليهودي، الذي بدأ كما عرفنا بليلة الثالث عشر، ويستمر إلى يوم الرابع عشر من شهر مارس من كل عام، وذلك بصيامهم يوم الثالث عشر منه، إقتداءً بـ (إستير) اليهودية وتقديساً لها.
فمن هي (إستير) هذه، ولِمَ هذا التقديس وذاك الإقتداء؟.. إليكم تفاصيل قصة إستير كما روتها كتب اليهود المقدسة (العهد القديم) سفر (إستير) منه بالذات. يذكر السفر أن (احشويرش) وهو من أكبر ملوك فارس، أقام وليمة عظيمة، وأمر زوجته الملكة (وشتى) المثول أمام ضيوفه بكامل زينتها ليكتمل أنسهم بجمالها، وفي موقف كان الأول من نوعه لزوجة ملك رفضت الملكة أن تهدر كرامتها ببذل نفسها لضيوف زوجها.
هذا الموقف كما يحكي سفر (إستير) المقدس، لم يتسبب في إلجام الحضور فقط، بل تسبب في هيجان الملك وثورته، فأصدر قراراً فورياً بخلعها، كما استدعى على الفور أجمل الفتيات العذارى في مملكته للمثول أمامه في قصره، لعله يجد منهن من تتمتع بالمواصفات المطلوبة لملكة تجاريه طواعية فساده. وهنا تتقدم فتاة يهودية يتيمة تولى تربيتها ورعايتها ابن عمها (مردخاي) كان جمالها كما يصفه السفر يؤهلها لتكون بين أجمل ثلاث نساء على الأرض، لذا كان من الطبيعي لملك مواصفاته الأخلاقية كـ (احشويرش) أن يقع في حبها، ومن ثمَّ يبادر بوضع تاج الملك على رأسها، هذه الفتاة هي (إستير) المعنية بحديثنا هنا.
كان هذا الملك يثق بـ (هامان) رئيس وزرائه، الذي يكره بدوره اليهود ويهددهم دوماً بالإبادة، وهنا كان لابد لليهود من تحرك مضاد لرغبة رئيس الوزراء هذا، تحرك يضمن لليهود السلامة والأمان.. فكر (مردخاي) اليهودي ابن عم (إستير) وفكر، ولم يجد سبيلاً لنجاة اليهود سوى بأمر الملكة (إستير) اليهودية الأصل والمنشأ بالتدخل السريع والفعال.
وخلافاً للبروتوكول الملكي المتبع آنذاك استخدمت (إستير) كل السبل للمثول أمام الملك خلافاً للعادة الملكية.. التي تلزمها بعدم المثول أمام زوجها، إلا في حالة واحدة تتمثل في استدعائه لها.. فما كان منها إلا أن زينت نفسها، وارتدت أجمل ما لديها من ثياب ملكية، ثم توجهت للوقوف عند مدخل عرشه لعلها تلفت نظره فيطلب استدعاءها، فتنال رضاه وتحقق غايتها.. ليس في إنقاذ شعبها فقط، بل بالانتقام من أعدائها أيضاً.
وهكذا كان.. فقد استدعاها الملك محققاً بذلك الحماية لشعبها.. إذ أوهمت (إستير) زوجها الملك أن (هامان) وزيره المحبوب يريد به وبملكه شراً.. ولتحصل على إذن ملكي عام يضمن حق اليهود في حماية أنفسهم ولو بقتل كل أعدائهم.. ثم عملت على تنصيب (مردخاي) ابن عمها رئيساً للوزراء.
أما من أين جاء تحديدهم لليلة الثالث عشر من مارس دون غيرها لممارسة عيدهم، فذلك لأن (هامان) رئيس الوزراء كان قد أجرى قرعة لتحديد اليوم الذي يتم فيه إعدام عدد كبير من اليهود، ورست القرعة على اليوم الثالث عشر من مارس، اليوم الذي تم فيه إعدام هامان وأبنائه العشرة، ثم صلبهم بطلب من الملكة (إستير) التي أمرت بعدها بقتل خمسة وسبعين ألفاً من أعداء اليهود.
ومنذ ذلك الحين كما ينص (العهد القديم) كتاب اليهود المقدس، وجب على اليهود أن يمجدوا هذا العيد ويظهروا الفرح فيه، فرح لا يكتمل إلا بتناول فطير ممزوج بدماء بشرية
الدكتورة /اميمة احمد الجلاهمة
جامعة الملك فيصل/ الدمام
اقرأ أيضاً :
ما لا يعرفه مسيحيو أمريكا عن ( اسرائيل )/ الحركة الصهيونية كمشروع غربي من هم الصهاينة؟/ غولدشتاين ... يقدسه اليهود لأنه ذبح العرب