فجّروا مصالح أجنبية لاستدراج تدخل غربي ضد مصر
الكيان الصهيوني يكرم الإرهاب
كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
يمنح الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف يوم الأربعاء المقبل مجموعة من الإرهابيين اليهود المصريين أوسمة البطولة لدورهم في العديد من التفجيرات التي نفذوها قبل واحد وخمسين عاما في القاهرة والإسكندرية. وجرت هذه التفجيرات في مؤسسات عامة مصرية وأجنبية بتعليمات من الاستخبارات الإسرائيلية في العام 1954بغرض زعزعة النظام الجمهوري الجديد في مصر وتوتير علاقاته مع كل من أميركا وبريطانيا.
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد اعتقلت في العام 1954عدداً من المواطنين المصريين اليهود بتهمة وضع عبوات ناسفة في مراكز ثقافية أجنبية ومؤسسات عامة مصرية عديدة بأوامر من الاستخبارات. وحكمت المحاكم المصرية على اثنين من هؤلاء الإرهابيين، موشيه مرزوق وشموئيل عيزر، بالإعدام شنقاً وتم تنفيذ الحكم على ستة آخرين بالسجن والأشغال الشاقة لفترات تتراوح بين سبع إلى خمس عشرة سنة.
وكان بين المعتقلين ضابط استخبارات إسرائيلي برتبة رائد، هو ماكس بينت، أقدم على الانتحار في السجن. وضمت أيضا الشبكة عدداً آخر من الإرهابيين وضباط الاستخبارات الذين فروا ولم تفلح يد العدالة المصرية في الإمساك بهم. وبعد سنوات جرى إطلاق سراح المعتقلين في عملية تبادل أسرى مع إسرائيل جرت إثر حرب العام 1967.
وشكلت عملية تفجير المصالح الأجنبية في مصر وقدرة الاستخبارات المصرية على اكتشاف الشبكة بسرعة قياسية مقدمة لفضيحة سياسية أشغلت إسرائيل طوال أكثر من عقد من الزمن. وسميت هذه الفضيحة بفضيحة <<لافون>> على اسم وزير الدفاع آنذاك بنحاس لافون الذي خلف دافيد بن غوريون في فترة أزمته مع موشيه شاريت.
وتركزت الفضيحة حول من أعطى الأوامر للخلايا الإسرائيلية العاملة في مصر بتنفيذ هذه العمليات, رئيس شعبة الاستخبارات بنيامين جبلي المقرب من بن غوريون أم وزير الدفاع لافون. وقادت هذه الفضيحة في العام 1963إلى استقالة بن غوريون من رئاسة الحكومة بعدما كانت هذه الفضيحة نفسها قد أعادته إلى الحكم في العام 1955.
وفي حينه تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن نجاح المصريين في كشف الشبكة يعود إلى حقيقة نجاحها في تجنيد ضابط استخبارات إسرائيلي يدعى أفري إلعاد الذي سجنته إسرائيل ولم تكشف النقاب عن اسمه إلا في السبعينيات. وكانت الصحافة الإسرائيلية تتعامل مع إلعاد فقط عبر لقب <<الرجل الثالث>> الذي جلبته إسرائيل من ألمانيا لتحاكمه بتهمة الخيانة.
ويتضمن الكتاب الذي سيسلمه الرئيس الإسرائيلي إلى كل واحد من أعضاء الشبكة الذين لا يزالون على قيد الحياة أو أحد أبناء عائلاتهم اعترافاً بأن هؤلاء عملوا بوصفهم جنوداً في الجيش الإسرائيلي. ويقول الكتاب إن وسام البطولة يمنح لهم لأنهم في نطاق خدمتهم العسكرية <<أدوا مهمتهم وهم يدركون أن المهمة التي كلفوا بها هي لخدمة أمن الدولة وأنهم يعرّضون حياتهم للخطر بوعي كامل>>.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال العدوان الثلاثي على مصر الجنرال موشيه ديان قد أصر على عدم المطالبة بالمعتقلين اليهود أثناء التفاوض على تبادل الأسرى. وبرر رفض المطالبة بهم بأن إسرائيل ليست في وارد تحمل المسؤولية السياسية لتفجير مصالح أميركية وبريطانية في مصر. غير أنه كوزير للدفاع وافق بعد حرب العام 1967على المطالبة بهم في مفاوضات تبادل الأسرى. وبالفعل تم الإفراج عنهم في العام 1968ووصلوا إلى إسرائيل بطريقة سرية.
وقال أحد الإرهابيين اليهود، ممن سيتسلمون الوسام, روبرت داسا، إن <<من المؤسف أننا نتلقى شكر الدولة وامتنانها بعد تأخير شديد وسنوات معاناة وعذاب نفسي وبدني مررت بها أنا وزملائي وأقاربنا وأقارب من صعدوا على المشنقة>>.
جريدة السفير
اقرأ أيضاً:
الحركة الصهيونية كمشروع غربي / عيد البوريم / من هم الصهاينة؟ / عملية استيلاء تدريجية على القدس القديمة