السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما انتهيت من الدراسة في الكلية فجأة وبدون مبرر أصبحت أشعر بالميل الجنسي تجاه الرجال والشعور بالرغبة في الدبر مما أصابني بحالة اكتئاب كبيرة مع العلم بأنني تعرضت للممارسة الشاذة في صغري وأنجذب للرجال أكثر مما أصابني بحالة اكتئاب كبيرة مما جعلني أتمنى الموت في كل لحظة، وأرجو من سيادتكم الرد علي في أسرع وقت مع العلم بأنني ذهبت لأحد الأطباء النفسيين وقال لي بأنه وسواس قهري وجزاكم الله خيرا.
27/2/2014
رد المستشار
الأخ الفاضل الكريم، أهلا ومرحبا بك على الموقع.
رسالتك قصيرة جدا جدا ولا تحتوي على معلومات كثيرة لذا سأعتمد في إجابتي على سرد بعض الاحتمالات.
معطيات حالتك تتلخص في شعور بميل نحو الرجال في سن العشرين صاحبها اكتئاب ثانوي مع تاريخ لممارسة شاذة في الصغر لم توضح دورك فيها ومدتها وعددها وتأثيرها عليك.
مما سبق يكون أقرب الاحتمالات كما قال لك طبيبك أنك تعاني من وسواس مرتبط بالهلع من الممارسة الشاذة فالوسواس هي أفكار متسلطة وملحة على الذهن يرفضها العقل الواعي ولا يستطيع منعها مما يجعله يحاول تجنبها قدر الإمكان، ومما ساعد على وجود الفكرة سابقة الممارسة الجنسية وربما تكون هناك ظروف قبلها ساعدت على ظهور الفكرة وهو ما لم توضحه أنت في رسالتك حيث اكتفيت بكلمة فجأة فقط.
وهنا نحتاج إلى معرفة هل تعاني من وساوس أخرى لها علاقة بالدين أو النظافة أو العدوان أو الترتيب أو غيرها؟
ما هي طبيعة شخصيتك فهل تميل إلى الشك والنظام والترتيب وقلة الاختلاط؟
ماهو حجم نجاحك العملي والاجتماعي؟
ما هي هواياتك؟ هل عانى أحد من أسرتك من مرض نفسي؟
ماذا فعلت مع طبيبك السابق؟
كل ما سبق سيساعد طبيبك في دراسة حالتك وتحديد الخطة العلاجية التي ستشمل شقين:
الأول العلاج النفسي في صورة:
1. التجاهل الكامل للأفكار والقهورات يعني (التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع).
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا.
ولهذا فلو أوهمك الوسواس أنك ستقوم أو ترغب في عمل جنسي ما فيجب تجاهل الفكرة نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة، وهذا سيسبب لك توترا شديدا وتأنيبا للضمير، وقتها نلجأ إلى تمرين استرخاء لإزالة التوتر، دون استخدام الإقناع بمعنى مناقشة فكرة لماذا جاءت وكيف ستتم وكيف أمنعها وووووو إلخ لأنه سيسبب لك هدوءا مؤقتا لفترة ثم تعود الفكرة، أما التجاهل الكامل سيجعل التوتر يقلل تدريجيا من تسلط الفكرة عليك وهكذا.
2. عليك أن تطبع هذه الورقة وتقرئها كثيرا:
أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي (وسأضع لك جوابا مساعدا):
س1--> منذ متى وأنا أعاني من الوسواس؟
ج-->أعاني منذ سنة.. سنتين.. عشر سنوات (أذكر المدة).
س2-->هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا؟
ج--> لا بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن (وقد يكون هناك سبب آخر).
س3---> أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون؟
ج--> لا، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س4--> ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية؟
ج--> لكي أرتاح من المعاناة النفسية.
س5--> هل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم؟
ج --> لا بل معاناتي في ازدياد كبير، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة!
س6--> إذا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية؟!
ج --> لا أدري.
س7--> هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة؟
ج عليك بتنفيذ سياسة التجاهل التام
3. استخدم قاعدة ابدأ، استمر، أكمل.
ابدأ تجاهل الفكرة واستمر في هذا ولا تستسلم لأي أفكار تثنيك عن الرجوع في قرار العلاج ومواجهة الوساوس والقهورات.
ثانياً العلاج الدوائي من خلال طبيب متخصص، وهناك العديد من الأدوية الآمنة والمفيدة إن شاء الله. وسترى أننا بدأنا بالشق النفسي لأن اضطراب الوسواس يعتمد عليه بنسبة كبيرة.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
الخوف الوسواسي من الشذوذ متابعة1