الذكورة واعتقادات خاطئة
مرحبا يا دكتور لم أعد أستطيع التحمل. كنت اعتقاد من أناس ليس لهم أي علاقة بالطب بأن الشخص الذي يقوم بالعادة السرية فيخرج منه المني والمني له علاقة بالهرمونات فإني أعتقد أن شيئا من شخصيتي ينقص. ولكي أسترجع تلك الطاقة يجب أن أنتظر 72 ساعة بالتحديد.
أصبحت كلما قمت بعادة سرية أعيش في جو من الكآبة والحزن وأتهرب من الناس حتى تنقضي 72 ساعة. وأنا على هذا الحال لمدة ثلاث سنوات. كلما بدأت في مشروع أو وظيفة يحصل معي هذا الشيء ويعيقني.
أرجوك يا دكتور ساعدني
22/2/2014
رد المستشار
عزيزي؛
يبدو واضحا أنك تعاني من دافع يجبرك على ممارسة العادة السرية (الاستمناء). ممارستك للعادة السرية لربما لدافع, أي أن ممارستها تكون استجابة لرغبة ملحةٍ وهنا عادةً ما يتلوها شعورٌ بالندم. بمعنى بسيط فإنك تحمل في طيات نفسك مشاعر دفينة بالحزن وانكسار النفس ويحول الاكتئاب بشكل كبير بين قيامك بعملك أو دورك في الحياة أو في علاقاتك بالآخرين وهذا ما يجعلك تشعر فقدان الحيوية والنشاط وفقدان الاهتمام وعدم الاستمتاع بالهوايات أو الأنشطة. ويجب أن تلاحظ أن عدم قدرتك على الإحساس بذاتك والعالم من حولك وفقدان القيمة لذاتك ومكانتك جعلك أكثر هروبا من الالتقاء بالناس.
كما هو واضح من الرسالة بأنك تعاني من الاكتئاب منذ 3 سنوات, فأنت تعاني من تغيير واضح وملموس في الوجدان والأفكار التي لها ارتباط وثيق يشخصيتك. وكما يقول أستاذنا الفاضل وائل في أحد مقالاته "الاستمناء القهري" كذلك يَجْعلُ الشخصَ كثيراً ما يتأخر على العملَ، أَو يَتغيّبُ عن الأنشطة الأخرى. وغالبا ما يعايش مريض الاستمناءِ القهري في حياته اليومية خيالات مستمرةِ ومزعجة، قَدْ تشْغلُه عن العملِ".
وكثير ما نقرأ أن العادة السرية تورث العصبية والكآبة وحبّ العزلة وذبول الجسد والضعف والوهن. والإفراط فيها، والإكثار من ممارستها، يصبح مدمنا عليها...... ومن الأباء من يقول أن العادة السرية من الناحية الطبية ليس فيها ضرر وأن الضرر الرئيسي هو ما يحيط بها من أوهام وأباطيل وخرافات تجعل الإنسان يحار بين الدوافع الشديدة لديه لممارسة العادة السرية وبين ما يحاط بها ما يحيط بها من تهاويل، هناك إشاعات كثيرة تنتشر عن أضرارها، وهي إشاعات ليس لها أي سند من الصحة إلا في حالة الإفراط الشديد, وبذلك يصاب الممارس لها بنوع من الأزمة النفسية بين ما يسمع (كما هو الحال عندك).
إذن ينبغي أن نفهم هنا أن خطر هذه العادة هو بالإفراط فيها لا بمجرد ممارستها. فأنت, ولعدم قدرتك على الإشباع بالطريقة السليمة, تعبر عن توترك النفسي واكتئابك وهياجك الجنسي.
وكما يقول أحد الزملاء.... على الرغم من بعض الأقوال التي تشير إلى أن العادة السرية تؤدي إلى المرض النفسي أو إلى ضعف القدرة الجنسية فإنه لا يوجد دليل علمي على ذلك, ويبدو أن هذه الأقوال مرتبطة أكثر بالتحريم الأخلاقي أو الاجتماعي, أما من الناحية الطبية فإن العادة السرية تصبح عرضا مرضيا فقط في ثلاث حالات:
1 – حين تصبح قهرية, بمعنى أن الشخص لا يستطيع التحكم فيها وينغمس فيها لأوقات طويلة حتى وهو غير مستمتع بها.
2 – حين يسرف فيها إلى درجة كبيرة, فالإسراف في أي شيء يعتبر اضطرابا يخرج عن إطار الصحة التي تتطلب الاعتدال, والإسراف هنا يؤدي إلى حالة من الإرهاق والتشوش والعصبية, ويستهلك طاقة الإنسان التي كان يجب أن توظف في أنشطة إيجابية.
3 – حين تصبح بديلا للممارسة الجنسية الطبيعية فيكتفي بها الشخص وينصرف عن الزواج أو عن الزوجة.
وعليه قد تكون ممارسة للعادة السرية قهرا (الاستمناء القهري) عندما تكون استجابةً لشعورٍ بالضيق وممارسة الاستمناء هنا تماثلُ الفعل القهري في اضطراب الوسواس القهري, أنصحك بالذهاب إلى أحد الأطباء النفسانيين....... لا تتأخر
لك كل الاحترام.