أين أنا؟؟ وكيف وصلت إلى هنا.. أرجو المساعدة
فتاة في العشرين من مصر أدرس الطب في السنة الثالثة أحاول أن أكون مثقفة لكي أرتقي بنفسي وفكري ولكني أجد أنني مازلت أسيرة لنفسي المريضة التي لا أعرف كيف ابتليت بها لقد كنت حتى وقت ليس ببعيد نقية.. شفافة.. مجدة مجتهدة.. كنت أسمعهم يضربون بي المثل.. وكنت أرى الاحترام في أعينهم فأشعر أنني أهل له
لم تتغير نظراتهم لي حتى الآن فما زلت أراني بعيونهم نفس الفتاة التي تستحق الاحترام.. أشاهد تلك المقاطع اللعينة البرونو وأفلام الجنس لا أعرف كيف انتهى بي المطاف إلى هنا.. هذه العادة تقتلني حية أعلم ماهي أضرار مشاهدة مثل هذه المقاطع فعليا فأنا أعيشها حاليا
من المفترض أننا الآن في أيام امتحانات وليس بجديد عليهم في بيتنا أن يروني أيام الامتحانات معتكفة في غرفتي.. دائما ما أعتكف لكي أدرس ودائما ما يوفقني الله ولكني هذه الأيام لا أفتح كتابي أبدا إنما أقعد مربوطة أمام هذه الأفلام أعنف نفسي وأنهرها.. أخيفها من الله وعذابه.. أبحث عن مقاطع دينية تحثني عالتوبة عن هذه الأشياء فلا ألبس ان أعود لها مرة أخرى
أشعر أني وصلت إلى درجة أكرهها فيها النظر إلى المرآة حتى لا أراني وأرى في عيني حقيقته إنسانة أكثر قربا للصفات البهيمية الشهوانية أبكي نفسي وحالي تقريبا يوميا.. وأستغفر الله.. ولكن لا أجد خلاص ولا منفذ أتذكر قديما حين وقعت بين يدي فلاشة لابن خالي ووجدت عيلها صور من هذا القبيل (أقصد البرونو وما إلى ذلك).. أتذكر جيدا يومها كم استحقرته.. وأتذكر نفسي الآن لأقول الآن لا أحد أفضل من أحد فلقد هبطت لمستواه..
لي ذكرى مع هذا ابن الخال حين كان عمري 6 سنوات وهو يكبرني حوالي ب9 سنوات... ذكرى تحرش.. نعم هذه هي ذكريات مريعة التي تناسيتها مع مرور.. أتذكر كيف مرضت بعدها وكيف عرفت أمي.. فعنفه أبي.. وأخذتني أمي يومها إلى الطبيب لتتأكد من بكارتي.. الموضوع بالنسبة لي كان في خبر كان ولم أكن أتذكره.. فقط تلك الشحنة السلبية داخلي تجاه ابن الخال أكره رؤيتي ولكن لا أظهر له ذلك علما بأنه الآن متزوج وأب.. أحب ابنته جدا وأدعو لها الله ألا يرد فيها ما فعله أبيها بي أو بأخرى.. ما أعيشه الآن يذكرني بهذا الشخص وبما فعله ما أعيشه الآن يجعلني أشعر أني وهو لا نختلف عن بعضا أنا كرهي له من الأفضل أن أوجهه إلى نفسي
أتذكر جيدا ما كنت عليه الطالبة الأولى على صفها المحبوبة من أهلها ومن حولها الناصحة لزملائها. والله ما كنت أراهم يخطئون إلا قومتهم بمقدار علاقتي بهم هذا لا يعني أني كنت ملاك لا أبدا كنت أخطئ وكنت أكره أخطائي حينها.. ولكنها اليوم لا شيء مقارنة بما أنا عليه.. اليوم وقد فقد الكثير من نفسي وأضعت روحي هباء اليوم وعلاقتي مع ربي التي كانت سبب فلاحي تنهار أمام أعيني أحاول أن أنقذها ولكن لا أجد أبدا الشجاعة لكي أدعو الله فأنا أشعر بغضبه علي ومقته لي.. أسأل نفسي ما الذنب الذي اقترفته حتى أصل إلى هنا.. وأين الخراج من هنا.. إن كانت صلاتي لم تأمرني بالمعروف ولم تنهاني عن المنكر
أنا إنسان ضعيف ممقوت من نفسه.. لا أستحق تلك النظرات في أعين من حولي فأنا لم أعد أنا لست مضطرة أن أقول ولكن لأقصر الطريق على من سينصحني بالصلاة.. أحب أن أقول أنني ابدا لم أترك صلاتي منذ أن تعلمتها وحتى بعد الساعات من الانغماس في هذه الأشياء كنت أصلي فروضي كاملة أعرف أن هذه شوزوفرنيا وازدواجية مريضة
للعلم في حياتي لم أسمح بعلاقتي بشاب أن تتطور في أي اتجاه خاطئ حتى وإن كنت معجبة به.. أحافظ على العلاقة في حدود تربيتي وديني وعاداتي ويشهد الله أن أمي وأبي لم يقصرا في تربيتي يوما.. وأنا أدين لهما بذلك فعلى الرغم من خلافاتهما الدائمة إلا أنهم دائما يبحثون عن سبل سعادتي وإصلاحي
أريد استرجاع نفسي فهل لي من سبيل
ولكم الشكر الجزيل
30/05/2014
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
ما يعني أي طبيب نفسي في الاستشارة أولاً هو وجود حالة وجدانية في غاية الأهمية لأنها بدأت تؤثر سلبياً على آدائك التعليمي ويصاحبها شعور باحتقار الذات وانتقاد لاذع لها يمكن حصره في إطار الشعور بالذنب.
يضاف إلى أعلاه استرجاعك لصدمات نفسية كان وقعها شديدا عليك في أيام الطفولة. هذه الذكريات الغير مرغوب فيها فعلت فعلها بتكثيف حالتك الوجدانية السلبية.
النقد الذاتي واللوم ولوم النفس على أشده في رسالتك.
هذه العوامل الثلاثة في رسالتك متكررة وفي غاية الوضوح ولا تقود الطبيب النفسي إلا إلى وجود حالة اكتئابية وجدانية. هذه الحالة الوجدانية قد يكون سببها ظروف بيئية واجتماعية تتعلق بالعائلة والتحصيل الدراسي أو، وهذا ما أميل إليه، إصابتك باضطراب اكتئاب جسيم Major Depressive Episode.
تاريخ تحرش جنسي في زمن الطفولة يضاعف من تدني احترام أو اعتبار الذات Low Self Esteem وبالتالي تدني احترام الذات بحد ذاته يضاعف عشر مرات معاناة الإنسان من الشعور بالاكتئاب بين الحين والآخر في أوقات ظروف بيئية صعبة وخلال بعض هذه الأوقات يصل الأمر إلى نوبة اكتئاب جسيمة. لجوئك إلى هذا السلوك السري هو جزء لا يتجزأ من الشعور بتدني احترام واعتبار الذات والخروج منه بعلاج الحالة الاكتئابية.
التوصيات:
• تكلمي مع أحد أساتذتك في الجامعة والحصول على عقار مضاد للاكتئاب أولاً.
• حاولي الالتزام بجدول زمني صارم ينظم إيقاعك اليومي من نوم وأكل.
• حاولي المطالعة والمراجعة في مكان لا يسمح لك بالدخول إلى المواقع الإباحية مثل المكتبة أو صالة البيت لا تحتاجين الإنترنت للتحضير للامتحانات بصراحة.
• بعدها لا بأس بعلاج كلامي لا يقل عن 6 جلسات ولا يزيد على إثنى عشر.
• لا تتأخري في الكتابة إلى الموقع ثانية للتعبير عن مشاعرك.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
طالب الطب متى عن نفسه يرضى؟
طالب كلية الطب والإحساس بالذنب
طالبة الطب وحدوتة التركيز
نور والاكتئاب الجسيم المضاعف
الاكتئاب المتلصص والفشل المظلوم