قلق واكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من اكتئاب وقلق ونوبات هلع منذ 5 سنوات .. كان ذلك يوم زواجي بسبب دخول شيء من عدم الرضا عن خطيبتي - من حيث الشكل فقط - والتي هي حاليا زوجتي ذهبت إلى طبيب نفسي وصرف لي دواء زولفت وقد تحسنت عليه كثيرا خصوصا من أعراض الاكتئاب واستمريت على الدواء لمدة 3سنوات قبل أن أوقف العلاج بعد أن طلبت من الطبيب ذلك وبقي وضعي مستقرا نوعا ما مع بقاء أعراض القلق ونوبات هلع من حين إلى آخر.
رزقت من زوجتي بطفلين خلال 5 سنوات زواج ولله الحمد والمنة .. ولكن بقي ذلك الشعور يلاحقني كلما نظرت إلى زوجتي ذهبت إلى طبيب آخر قبل عام وشرحت له المشكلة فشخصها على أنها اكتئاب مع قليل من الوسواس وصرف لي دواء سيبرالكس وما زلت مستمر عليه بجرعة 10 ملغ بعد ان كانت 20 ملغم قبل أشهر
في الحقيقة أنا أكبت في نفسي هذا الشعور بعدم الرضا وذلك لأن زوجتي لا تستحق مني هذا الشعور فهي تحبني كثيرا كثيرا وتسهر على راحتي أضف إلى ذلك أن شخصيتها فريدة فهي متدينة ومتعلمة ومربية فاضلة ومخلصة جدا في عملها وأم مثالية وأنا أخجل من نفسي لمجرد الحديث في هذا الموضوع لأنني أنا من اخترتها وذلك بسبب سمعتها الطيبة وأخلاقها العالية.
ولكن ماذا أفعل لهذا الشعور المؤلم جدا جدا والذي دمر حياتي وحرمني من أجمل سنين عمري .. جربت كل الوسائل غير العلاجية من استرخاء وبرمجة عصبية وحرية نفسية ولكنها لم تفلح .. موضوع الطلاق غير وارد لعدة أسباب الأول أن أخلاقي لا تسمح بطلاق زوجة كهذه بالإضافة إلى ذلك ما ذنب الأولاد؟ والسبب الآخر عدم القدرة المادية على الزواج مرة أخرى ..
أفيدوني جزاكم الله خيرا
09/06/2014
رد المستشار
بادئ ذي بدء أشكرك على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية والاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه
ثانيا أذكرك بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " (سورة الروم:21) تشير الآية وفق تفسير الجلالين إلى أن "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا" فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء "لتسكنوا إليها" وتألفوها "وجعل بينكم" جميعا "مودة ورحمة إن في ذلك" المذكور "لآيات لقوم يتفكرون" في صنع الله تعالى.
فأنت أشرت في مشكلتك عن عدم الرضا عن زوجتك بالرغم بإقرارك عن أنها لا تستحق ذلك لأنها تحبك كثيرا وتسهر على راحتك وشخصيتها فريدة ومتعلمة ومتدينة ومربية فاضلة ومخلصة وأم مثالية وسمعتها طيبة وأخلاقها عالية.
لا شك أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، تحتاج هذه الشركة إلى بذل وعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها؛ إذاً لا ننكر إطلاقاً أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين، فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة.
إلا أنك لم تطرح لنا بمشكلتك عن السبب الرئيسي من وجهة نظرك الذي يجعلك غير راضٍ عن زوجتك هل هو عدم وجود الحب واختلاف ميول الطرفين؟؟؟ أم غياب الحوار بينكما؟؟؟ أم خوفك من فشل علاقتكما؟؟ أم تعصب زوجتك لرأيها؟؟؟ أم .. أم ؟؟
فأيا كان السبب سأساعدك ببعض الخبرات التي قد تساعدك في زيادة شعورك بالرضا عن زوجتك في ضوء كل المميزات اللي سردتها عنها منها:
1- أن تفهم طبيعة شخصيتها, فلكل امرأة شخصيتها ولكل شخصية مفاتيحها التي تسهل فهمها والتعامل معها.
2- أن تحبها كما هي, ذلك الحب غير المشروط الذي يتجاوز عيوبها ويتجاوز تفاصيل شكلها ولحظات ضعفها, أي أنك تحبها هي بكل كيانها وبكل جمالها وبكل نقصها وبكل قوتها وبكل ضعفها.
3- أن تستشيرها, واستشارتها تنبع من احترام انسانيتها واحترام عقلها وتقدير وجودها أن تحبها , فالحب هو أعظم نعمة ينعم الله بها على زوجين, ومنه تنبع كل أنهار السعادة والتوفيق والنجاح.
4- أن تكون محور حياتك, بمعنى أن ترتب حياتك وعلاقاتك ومواعيدك وهى حاضرة في وعيك لا تغيب عنه
5- أن تكون سعادتها أحد أهدافك المهمة
6- أن تحتـفظ بحالة من الطمأنينة والاستقرار في البيت ( مفهوم السكن )
7- أن تظهر مشاعرك الإيجابية نحوها بلا تحفظ أو خجل ( المودة )
8- أن تسيطر على مشاعرك السلبية نحوها خاصة في لحظات الغضب، وتحاول أن تجد لها عذراً أو تفسيراً، وإذا لم تجد فيكفي أن تعلم أنه لا يوجد إنسان بلا أخطاء أو عيوب
9- كن مستعداً للتسامح ونسيان الأخطاء في أقرب فرصة ممكنة ( مفهوم الرحمة )
10- اجعلها تشعر بمسئوليتك عنها ورعايتك لها فهذا يجعلك رجلاً حقيقياً في عينها، فالمرأة ( السوية ) دائماً بحاجة إلى الإحساس بمن يرعاها ويكون مسئولاً عنها، لأن الرعاية والمسئولية هي العلامات الحقيقية للحب
11- أشعرها بأنوثتها طول الوقت وامتدح فيها كل معاني الأنوثة : الجمال .. الرقة .. الحب .. الحنان .. الشرف .. الطهارة .. الإخلاص .. الوفاء .. التفاني .. الانتماء .. الاحتضان.
12- تزين لها كما تحب أن تتزين لك ، وتودد لها كما تحب أن تتودد لك
13- تجنب إهمالها جسدياً أو نفسياً أو عاطفياً، لأن الإهمال يقتل كل شيء جميل في العلاقة، وربما يفتح الباب لاتجاهات خطرة بحثاً عن احتياج لم يشبع
14- حافظ على استمرار الحوار بينكما " بكل اللغات " اللفظية وغير اللفظية, فلا تبخل بكلمة حب, ونظرة إعجاب, ولمسة ود, وضمة حنان.
15- جدد حالة الرومانسية دائماً في حياتكما، ولا تتعلل بالسن فلا يوجد سن يتوقف عنده الحب، ولا تتعلل بالمشاغل فزوجتك هي أحد أهم شئونك, ولا تتعلل بنقص المال فالرومانسية هي الشيء الوحيد الذي لا يحتاج لمال.
16- أشعر زوجتك بالأمان, فهذا الشعور من الاحتياجات الفطرية للإنسان عموما وللمرأة على وجه الخصوص.
17- تذكر أن علاقتك بزوجتك علاقة شديدة القرب، شديدة الخصوصية، وأنها علاقة أبدية, وهى أبدية بمعنى امتدادها في الدنيا واستمرارها في ثوب أجمل وأروع في الآخرة.
18- لا تنم في غرفة منفصلة أو سرير منفصل مهما كانت المبررات والأسباب.
19- حافظ على الخصوصية المطلقة لعلاقتكما بكل أبعادها, ولا تنقض هذه الخصوصية أبدا حتى في أشد حالات الخصومة, فما بينكما ميثاق غليظ يسألك عنه الله.
20- اهتم بالتواصل الروحي بينكما من خلال علاقة صافية بالله وأداء بعض الطقوس الدينية معا, كالصلاة وقراءة القرآن والدعاء والحج والعمرة وسائر أعمال الخير.
21- ساعد على تكوين صورة إيجابية ومتميزة لها لدى الأبناء, فذلك يسمح بعلاقة طيبة بينها وبينهم ويعطها قدرة أكبر على ممارسة دورها التربوي معهم حين يرونها زوجة وفية وأما عظيمة في نظرك ونظرهم
ويمكنك الاطلاع على الروابط الآتية:
أزمة الثقة في الشريك
مروة : قلق واكتئاب ووساوس من كل نوع!
تأكيد الذات واختيار شريك الحياة
زوجتي كأختي...!! صناعة قرار Decision Making م
زوجتي دفعتي: حالة فشل تواصل
زوجتي ما لها وعليها، كيف أغيرها مشاركة
زوجتي
والله الموفق وتابعنا بأخبارك