هل هي مشاكل نفسية .. أم ماذا؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا جمال من القاهرة .. مصر .. وشاهدت هذا الموقع من فترة .. واستمريت في المتابعة .. وبصراحة استفدت جدا من الاستشارات والإجابات .. وهذا عامة لأني أحب مجال الطب النفسي شخصيا ... رغم أنني لم أوفق في دراسته ... ودرست مجالا آخرا .. وطبعا لكم جزيل الشكر والثواب على ما تقدمونه من نفع وفائدة للناس.
لدي الكثير من الأمور التي لا أعرف هل تصنف على أنها مشاكل نفسية ... أم أنها أمور عادية أجبرني القدر عليها .. ولم يكن لي حكم الاختيار فيها ... فبداية أنا كنت شخصية منطوية جدا في الماضي .. وذلك بحكم أن والدي أنجبني وقد بلغ من العمر 54 عاما ... فلم أجد من يحركني منذ صغري ... ولم أجد من يضعني أمام قطار الحياة منذ الصغر .. فنشأت منطويا ... إلى أن وصلت إلى الجامعة وبدأت عقدة الانطواء ولله الحمد تنفك شيئا فشيئا ... وسأسرد بعض المشاكل لكم:
1- أجد فرقا كبيرا مع زملائي في نفس سني من حيث الخبرات الاجتماعية مثل العمل .. قيادة السيارة .. مثل هذه الأمور .... وطبعا أحزن لكل هذه الأمور ... وأحاول دائما تعويضها.
2- دائما عندي خوف من الابتعاد عن المنزل وخصوصا في الليل ... فعندما أذهب لمكان بعيد عن المنزل أحس بالضيق وبضرورة العودة إلى المنزل ... وهو ما يسبب لي الإحراج .. لأنها ليست من طباع من هم في سني.
3- بالنسبة للجنس الآخر .. فأنا لا أحس بأي شهوة (جنسية) تجاههم .. يمكن أن يكون هناك مشاعر حب بالتأكيد ... ولكن ليس هناك أي ميول جنسية تجاههم .. وطبعا ولله الحمد لله لست شاذا أو أنجذب للرجال.
4- دائما لا أحس بالرجولة من حيث القوة الجسمانية أو التعرض لمواقف صعبة فدائما ما أحس أني جبان في مواجهة المواقف وهذا الأمر منذ الصغر ولا أعرف لماذا أنا الوحيد الذي انغرس فيا هذا الطبع ... مقارنة بمن هم في سني.
أنا دائم التفكير ... وهذا سبب لي وسواس قهرية ... لكنها ولله الحمد لم تستمر لأني بفضل لله ... مطلع بشكل كبير على الطب النفسي ... واستطعت التحكم في الوسواس ... وعامة استطعت التحكم في التفكير ... ودائما ما أفكر في الأمور الإيجابية.
دائما أحاول إخراج نفسي من هذه المشاكل المكتوبة بالأعلى ... والله يعلم مدى ما أفعله لتوسيع الخبرات والخروج من الانطوائية ... ولله الحمد ... استطعت تخطي كثير من المشاكل النفسية منها الوساوس والانطواء ... ولكن المشاكل المكتوبة بالأعلى دائما ما أجد صعوبة في مواجهتها ... رغم أنني أحاول ... ولكن لا فائدة ... فهي تشكلت عندي منذ الصغر .. فهل هي مشاكل نفسية يمكن حلها؟ أم هي طبيعة مغروسة ستبقى معي حتى يتوفانى الله؟
* أنا تحصيلي الدراسي جيد جدا ولله الحمد .. وأستطيع أن أؤدي فى مجال العمل .. ولدي خطط وأهداف أحاول تحقيقها دائما.
وآسف على الإطالة ...
والسلام عليكم
11/11/2014
رد المستشار
أشكرك يا "جمال" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله..
أولا أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." ( الرعد: 11)، فالمسئولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسئولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك وتغير وتطور من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم .. اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعال نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك. يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه احتكار ذاتك والعصبية، من خلال نص كلامك "أجد فرقا كبيرا مع زملائي في نفس سني من حيث الخبرات الاجتماعية مثل العمل ... قيادة السيارة ... مثل هذه الأمور .... وطبعا أحزن لكل هذه الأمور ... دائما عندي خوف من الابتعاد عن المنزل وخصوصا في الليل .... فأنا لا أحس بأي شهوة (جنسية) تجاههم .. دائما لا أحس بالرجولة من حيث القوة الجسمانية أو التعرض لمواقف صعبة فدائما ما أحس أني جبان في مواجهة المواقف وهذا الأمر منذ الصغر ولا أعرف لماذا أنا الوحيد الذى انغرس فيا هذا الطبع ... مقارنة بمن هم في سني"
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به هو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصل عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبع العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحث داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه أن يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
1. عندما نضع أهدافا وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
2. اقبل تحمل المسؤولية .. فهي تجعلك تشعرك بأهميتك .. تقدم ولا تخف .. اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها .. افعل ما تخشاه يختفي الخوف .. كن إنسانا نشيطا .. اشغل نفسك بأشياء مختلفة .. استخدم العمل لمعالجة خوفك .. تكتسب ثقة أكبر.
3. حدث نفسك حديثا إيجابيا .. في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة .. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة .. ولكن تمرن على الكلام أولا.
4. حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات .. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
5. اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
6. اهتم في مظهرك ولا تهمله .. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
7. لا تنسى .. الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة .. وتذهب الخوف من المستقبل .. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله .. في كل شيء.
والله الموفق، تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديق دائم على موقعنا.
واقرأ أيضا:
رد فعل الأسى ؟ أم عصابية مزمنة؟
استغاثة وحيد
أحمد عايش وحيد م2
عايش وحيد: تعال لمجانين- م مستشار
التعليق: تدني الثقة بالنفس إحساس ينقض كالوحش حتى على من هم أكثر الناس ثقة في أنفسهم بلا سبب وهي أمور تحدث
المصيبة هي عندما تطول المدة وتكون حياة آخرين معتمدة على مدى تقديرك لذاتك ؟ لا يسعني إلا أن أشكر المستشارالذي كفى ووفى في رده ولكن إحساس عدم تقدير الذات لا يذهب بمجرد الإنجاز لا أعرف ما هو مهما قدمت وأنجزت إلا أنك ترى إنجازاتك لا شيء أو أنها بمحض الصدفة جاءتك أو غير ذلك وكل شيء تقوم به ويراه الآخرون إنجازا تقول بينك وبين نفسك إيه عادي المفروض أني أعمل هكذا
والذي يغيظني أني أجد أناسا في قمة السعادة رؤوسهم فارغة ليس لهم هم يحملونه ولا يفكرون في الغد بخوف بل لا يفكرون فيه إطلاقا وأنت تحمل الكرة الأرضية فوق رأسك أتمنى أن تشفى أخي جمال