الدم والغربة والتوقعات: متاعب نجمة!!!
الدم والغربة والتوقعات: متاعب نجمة!!! م
حماس الدقة الجديدة، وحراس التقاليد القديمة متابعة نجمة م1
عروس 4 أشهر وأفكر بالطلاق
صباح الخير..
شكرا لكم لهذه الفسحة. لولاها لمت قهراً وحزناً. تزوجت منذ 4 شهور. عمري 24 سنة. زواج تقليدي تم في وجود الأهل ولا توجد أي معرفة سابقة بيني وبين زوجي. أيام الخطوبة كانت أيام أحلام وردية وحب و.. و.. وكل هذه الترهات. استمرت فترة الخطوبة 5 أشهر فقط وتم الزواج بعدها، وكنت أنا وزوجي متحمسين للزواج. لم تحدث أي مشاكل بين العائلتين أو بيني وبين أهل زوجي والعكس. وكانت الأمور تسير على خير وعلى أتم وجه. لم تواجهنا أي مشاكل أثناء الزفاف وكل الأمور تبشر بالخير.
إلى اللحظة التي انغلق فيها الباب علينا. لأفاجأ بزوج عصبي يستخدم السباب لأتفه الأسباب ويوجه لي الإهانات. كثيراً ما يعيرني بشكلي ويقول لي لم أكن أريد أن أتزوج فتاة بمواصفاتك!! علماً بأن الزواج تم بقبول منه ومني ولا توجد معرفة مسبقة بين الأهل حتى يضغط الأهل علينا لإتمام الزواج!! والعلم أنني جميلة ولا أشكو من علة، موظفة وجامعية وناجحة في عملي، ومعاملتي لأهل زوجي رائعة بشهادتهم. يحبونني أكثر من زوجي ويظهرون الود لي والاحترام أكثر مما يفعل.
دائما ما يتحدث عن أهلي بكلام سيء، علما أن أهلي لم يفعلوا له شيئاً. ويرفض زيارتهم ولا يتحدث مع والدي إلا لأجل مصلحة (كخدمة يقدمها لصديقه مثلاً) بينما أنا لا أنقطع عن التواصل الإيجابي مع أهله. ولا أقصر في واجباتي المنزلية ولا الزوجية وغالبا ما أفعل كل شيء في المنزل باستثناء بعض الأمور كتبديل جرة الغاز وهو ما لا أقوى عليه. أشعر بكرهه تجاهي وتجاه أهلي. دائماً ما يقول لي انتي غبية، كاذبة، خبيثة ولئيمة وكلما أخبرته بشيء ما يتعلق بأي شيء تافه يقول لي أنت كاذبة!!
قبل أن أتزوج تقدم شخص لخطبتي وكنت موافقة عليه وأهلي كذلك. ولكنه كان في بلد آخر غير البلد التي أقيم بها فكنا نتواصل عبر الانترنت كالفيس بوك وبرامج المكالمات كالفايبر ولم نكن قد خطبنا رسمياً وإنما اتفاق بيننا وبين الأهل لحين يستطيع القدوم إلى حيث أقيم. لكن هذا الشخص غدر بي (علماً أنه لا يوجد معرفة سابقة وأيضاً تم التعارف عن طريق الأهل) ورفض المجيء إلى البلد التي أقيم فيها وألغى كل مشروع الخطبة والزواج فكرهته واستحقرته ولم أعد أشعر بأي شيء تجاهه.
زوجي قد علم بأمر هذا الشخص السابق، إلا أنه لم يفاتحني بالموضوع، ولا أدري كيف عرف فأنا لم أجد سببا لأخبره عن خطابي السابقين ومنذ أن عرف به وهو يلمح إلى هذه العلاقة بأسئلة مستفزة مثل (هل تعرفين أحداً بهذا الاسم ويكون الاسم هو اسم الخطيب السابق) (هل تعرفين ما هو الرمز الدولي لهذا البلد ويكون البلد الذي يقطن فيه الخطيب السابق) (ماذا تعرفين عن هذه العائلة وتكون عائلة الخطيب السابق) وهكذا.
لم أجاوبه ولم أفصح عن أي شيء لعلمي أن الموضوع كان بمعرفة أهلي ولم أقترف خطأ مع هذا الخطيب السابق وكان الموضوع قسمة ونصيب وتم كله عبر الانترنت، أي لم أخرج معه لم يحدث تجاوزات ولا أي تواصل حقيقي وكل التواصل كان عبر الشاشة. إلا أن زوجي ربما زادت معاملته لي سوءا بسبب معرفته بهذه القصة.
لا أعرف كيف أتحمل تصرفاته، خاصة أنني عشت في منزل أهلي مدللة، يوجه لي شتائم لم أعتد على سماعها ولا يحادثني أو يهتم بي، فقط حين يرغب بقضاء شهوته، يقضي وقتاً كبيراً في العمل والأصدقاء وعندما يأتي للمنزل يذهب للنوم دون أي اهتمام بي. كفرت بالزواج وبالعلاقة وبكل الرجال، حتى لم تعد لي أي رغبة بممارسة العلاقة الزوجية وغالباً ما أضطر اضطراراً لها بسببه. أفكر بالانفصال ولا أرغب بالإنجاب حالياً رغم عشقي للأطفال. فأشيروا علي رجاءاً.
عذرا على الإطالة.
25/12/2014
رد المستشار
أهلا وسهلا بك مجددا، وشكرا على استمرار ثقتك بموقعنا، ونتمنى أن تصل خدماتنا إلى كل من يحتاج إلى فسحة أو نافذة مشورة، أو عون فتكون حبل نجاة لمن لا سند لهم، ولا أذن تصغي إليهم، والانتحار تتزايد معدلاته في العالم العربي!!! حين قرأت كلماتك وأنت تقولين عن زوجك: "يوجه لي شتائم لم أعتد على سماعها، ولا يحادثني، ولا يهتم بي، فقط حين يرغب بقضاء شهوته، يقضي وقتا كبيرا في العمل والأصدقاء، وعندما يأتي للمنزل يذهب للنوم دون أي اهتمام بي"!!! أقول حين قرأت كلماتك هذه خشيت أن أندفع لتصنيف زوجك ضمن الطاعون المنتشر للرجل العربي أو الشرقي كما يسمونه أحيانا!!! هذا "النطع" – كما نسميه في مصر– الذي يعتقد أن الزواج هو مجرد أموال ينفقها، وسوائل يسكبها داخل رحم زوجته، وجماع يمارسه حين يحلو له، ودمتم!!!
بل إن بعضهم قد يضن بهذا أو تلك، فلا هو يدفع مالا، ولا يريق ماءا، فتكتشف المرأة أنها تعيش في خواء نهاري، وبرودة ليلية، مع ما تتعرض إليه من غارات إساءة، وشتم، وإهانات، وهكذا مشهد "الزواج في العالم العربي" إلا من رحم نفسه، ورحمه ربه حين يراعي حدوده!! أقول لا أريد أن أندفع نحو هذا التوصيف والتصنيف، وهو في المتناول بسبب شيوع البلوى مما تحول معه الزواج العربي إلى مأساة، ومساخر، وفوضى، وقلة قيمة.. كما نقول في مصر!! لكن مع كبح جماع الاندفاع ستبرز أسئلة أولها:
-لماذا؟! لماذا يفعل زوجك كل هذا؟!
-هل فكرته عن الزواج مشوهة ومشوشة مثل كثيرين؟!
-هل حصل عليه ضغط عائلي لإتمام الزواج، بينما كانت لديه مشاريع أخرى؟!!
-هل هو إنسان سيء الخلق أصلا، وقصرتم أنت وأهلك في السؤال عنه قبل الزواج؟!
إذن يلزمنا بحث مطول ومعمق عن أسباب ما يحصل معك، ويستلزم هذا منك نوعا من التركيز والانتباه والتأمل، والحوار الاستكشافي الهادئ لسبر أغوار هذا الزوج الغاضب المبتعد.
أيضا قد يفيدك توسيع دائرة الاستفهام والاستكشاف بسؤال القريبين منه (عائلته أولا)، ويكون السؤال في إطار محاولتك لفهم هذا الكائن الذي تعيشين معه تحت سقف واحد، وتحتاجين إلى وقت وجهد واستقصاء لتتكامل لديك أبعاد الصورة. ربما في خطوة لاحقة قد تطلبين عونا من استشارة أسرية يمكنك البدء في البحث عنها من الآن، من حيث وجود هذه الخدمة متوافرة في المدينة التي تعيشين فيها، وربما يوافق على الذهاب معك إذا قلت له أن مثل هذه الاستشارة تهدف إلى تلافي جوانب ما يشتكي منه فيك!!
في كل الأحوال ما يزال الوقت مبكرا جدا للتفكير في الطلاق، وفي نفس الوقت أنصحك بالحرص حتى تتضح الأمور، وبعدها يمكنك التفكير في الإنجاب، وإلا فإن الزواج المزعج يمكن أن يتحول إلى جحيم كامل إذا صار لك أطفال من الرجل غير المناسب!! احرصي إذن ألا يحدث حمل في المدى القريب، وبنفس الوقت هذه فرصتك لتدخلي إلى عالم الرجال، والبعض يدخلنه من "باب السعادة"، والأغلبية تتاح أمامهن فرصة "الدراسة"، والاستكشاف!!
أنت الآن في خبرة تعلم وتدريب، ومغامرة تجريب وفهم تتاح أمام كل من تتزوج، والاستعجال يحرقها على من تعيش ظروفا لم تكن تتوقعها فتعمد إلى التخلص منها طلبا لراحة البال فتجد نفسها موصومة بالطلاق، وتتعرض لضغوط أخرى هائلة من العائلة، والمحيط، وقد أضاعت على نفسها فرصة التعلم من خبرة وتجربة واقعية تحتاج إلى مجهود، وإلى بحث، ومحاولات معرفة، وتدريبات تواصل!! هيا... ابدئي في وضع خططك الاستكشافية، ومارسي تجاربك الإنسانية بشغف بدلا من الاستسلام لمشاعر الإحباط من هذا الزوج الذي يبدو أنه ما يزال مجهولا لك، أو لنا .. على الأقل!!
ويتبع >>>>>>>>>> : يوميات نجمة شكوى، وحزن، وترهات م3
التعليق: ردا على أسئلتك دكتور أحمد، أود أن أخبرك أن زوجي إنسان رائع مع أهله وأصدقائه، يحرص على رضا أهله ورضا أصدقائه أيضاً ويخدمهم بكل ما يستطيع وممكن أن يستعين بأهلي كي يقدم معروفاً لأصدقائه وحتى أبناء أخته الأطفال يعاملهم بطريقة إنسانية ورائعة تبشر بأن يكون والداً رائعاً في المستقبل.
إلا أن كل ذلك يختفي معي أنا وغالباً ما يتهمني بأنني أنا السبب، أنا أعمل خارج المنزل 12 ساعة لمدة خمس أيام أسبوعياً ولا يسأل عني ولو رسالة على الهاتف بينما لا يتردد بالاتصال بعائلته أثناء عمله بشهادته هو نفسه، لا حوار بيننا ولا تواصل، يخطط للمشاوير مع عائلته وأبناء أخته دون أن يشركني فيها، لا يخبرني أي شيء عن عائلته ولو كانت أخباراً عادية كتخرج أخته في الجامعة.
كل شيء أسرار وكل شيء مخفي. أقضي أيام العطلة الأسبوعية في النكد والمشاكل ثم يأتي الدوام بكل ما يحمله من تعب.
أقوم بكل واجباتي الزوجية والمنزلية وأرضي ضميري.