أكره أمي وأبي لكني أحبهما!
السلام عليكم؛
أنا عبدالرحمن طالب ثانوي ولدت في بيئة شعبية وبحولي الكثير من المشاكل مع جيران ومع أقاربنا، وبسبب هذه الظروف منعت من النزول واللعب في الشارع كباقي الأولاد حتي وصلت المرحلة الثانوية مما ولد في كره الناس والانعزال عنهم والانطواء فأصبحت أنا والحاسب الآلي والألعاب الأون لاين القتالية أصدقاء مقربين أراقب الناس والواقع في صمت مما أتاح لي معرفة الكثير عن الناس.
ومن أخطاء أبي وأمي: كانت أمي دائما تحكي لنا عن عيوب ومواقف مرت بها سببها لها والدي مما أدى لابتعادنا أنا وإخوتي عن والدنا فلم نكن نتحدث معه ودائما ما كنا بعيدين عنه وكان إذا حدثت مشكلة ما في المنزل دائما ما يكون صوت أمي أعلى وأبي لا يتحدث بالمثل أو يصمت وهذا جعل أمي تزداد في هذة الحالة من تعصب وصياح
في كل مشاجرة كنت أسكت ولا أتدخل وأراقب من بعيد أخطاء أمي فليس من الصحيح أن تحكي لنا عيوب أبي أو تتشاجر معه أمامنا بهذه الطريقة، كنت أسكت إذا تشاجرت معي كأبي حتى كبرت ودخلت في مرحلة الثانوية العامة بدأت الرد عليها إذا تكلمت معي كأبي وتغيرت تماما فصرت أتشاجر معها إذا تشاجرت وأرفع صوتي إذا رفعته حتى أصبح هذا الفعل في طبعي لا أستطيع التخلص منه وحتى إذا واجهت أبي في مشاجرة أصبحت أرفع صوتي وأواجهه، وأدركت أن رد الفعل لا شيء سوى الكلام فتماديت وتمادت أخطائهم، فاتجهت أمي إلي فتح حساب بالفيس بوك للعب المزرعة السعيدة وبمرور الأيام اكتشفت أنها تكلم أناس غرباء من الذكور والإناث.
صدمت وتشاجرنا سويا وبكت ووعدتني أن لا تعاود هذا الفعل وسارت دائما تفعل أنظمة الأمان على حساباتها وتغير كلمة السر وتمسح المحادثات وتخبئ الشاشة حين تتحدث مع أحدهم مما أكد لي عدم توقفها وكل هذا وأبي ليس على علم، ولكني في هذه المرة لم أتشاجر وكتمت هذا بداخلي، حين وصلت الصف الثاني الثانوي بدأت المواقف مع أمي تكثر وتصعب فتارة تحرجني مع أصدقائي وتارة تدعو علي وتغضب علي وعلى هذا الحال، اتجهت للبحث في الأديان إثر شكوك ظهرت لي وبحثت حتى استقريت وتبت إلى ربي توبة نصوحة فبدأت بحفظ القرآن والصلاة في المسجد بالسنن والدعاء وقيام اليل والصوم.
وأصبحت لا أتشاجر معهم وكما أمرني الدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنت أنهاهم عن كثير كالاستماع للموسيقي وكنت أيضا أنصحهم بالصلاة فبيتنا لا يصلي به أحدا غير أبي فقط، ولم أجد منهم ردا سوى الابتعاد والشكوى للعائلة ووصفي بـ "إخواني" ساروا يحاربونني لم أجد تشجيع وحين أصل في زيارة للعائلة لا أجد إلا النصح بالابتعاد عن هذا الاتجاه حتى كرهت عائلتي ولم أعد أذهب هناك وابتعدت تدريجيا عن الصلاة والقرآن فعدت لأستمع للموسيقى ولأمارس عاداتي السيئة القديمة.
ظللت أعاني من حرب في داخلي بسبب أمي وأفعالها الخاطئة التي لم أجدها في أمهات أصدقاء ومن المواقف اللتي ما زلت أمر بها حتيى وصلت الآن لنهاية عامي الثانوي الثالث ومع ضيق الدراسة وخنقة الأهل والملل من عدم الخروج والمواقف التي تزداد انفجرت كالبركان فيهم جميعا فصرت أرد على كلام أمي بالمثل بل وزيادة فأجعلها تنكتم من غلظة كلامي الصحيح الذي يهاجم أفعالها، أعترف أنني أصبحت قاسي لاكن كالعادة تدعو وتغضب وأبي لا يفعل شيء.
وفي شهر مايو اللعين الماضي تشاجرنا وقاطعت أمي لمدة أسبوع تقريبا وكنت وقتها مقاطع لأختاي الكبرى والصغرى وشكيتها حين علمت أنها شكتني للعائلة فعلمت العائلة أني أنا الصواب فانحازت لي وهاجموها فجاءت تبكي ولم أتحمل فصالحتها وظللنا عدة أيام حتى تشاجرنا مجددا بسبب أختي الصغيرة الغبية تماما فاشتد ردي وواجهت انحياز كل من بالمنزل لأمي وحدي وتحملت الاستفزاز وكنت أرد ووجدت أبي يلتي فيضربني حاسبا أنه قد حل المشكلة فنظرت إلى الجميع وطلبت منهم في غلظة أن ينسوا أنني ابنهما وأخذت أمي تدعو علي بالفشل وعدم النجاح ومن وقتها حت الآن (أسبوعان تقريبا) وأنا جالس وحدي لا آكل إلا قليلا ولا أراهم إلا قليلا وطالبتني أختي بأن أصالحهم فرفضت وطالبتني بأن لا أنتظر منهما شيء فوعدتها بذلك.
أحبهما أو أكرههما أنا لا أعرف حقا وشيئا بداخلي رافضا تماما الصلح وأنا أدرك أنكم مهما حاولتم أن أصالحهم فلن أفعل، ولكني أنتظرهم هم أن يصالحوني وأدرك أنهم لن يفعلوا، قبل أن أنهي كلامي أذكركم فقط أنني اختصرت كثيرا من مشكلتي فأنا أعاني من أشياء أخرى تحتاج إلي متابعة وهذه المرة الأولى التي أفصح عما بداخلي ولكني لا أملك المال ولا العمل لأذهب لطبيب. فلو تكرم أحدكم بالتبرع لمساعدتي لأنني بحاجة كبيرة لأحد فجازاه الله كل خير. شكرا
01/06/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أهلا بك في موقع العقلاء المجانين. تعاني من مشكلة أسرية فهل تعلم أنك لست وحدك، فكثيرون يعانون من أسرهم لدرجة أنه أصبح لدينا علم النفس الأسري، وهو علم يقوم على دراسة مشكلات الأسر المضطربة لنتعلم من أخطائها الصواب، وهو ما يجب عليك أن تفعله.
معاناتك مزعجة ولكن يمكن التعايش معها من خلال اقتناعك بأن معظم الأسر لديها مشكلات، هذه الفكرة ينبغي أن يعتمد عليها تكيفك مع أسرتك ووالديك. وجود المشكلات لا يعني التخلي عن أهلنا، قد يظن البعض أنه ممكن ولكن الواقع يقول عكس ذلك، فكما ترى ها أنت موقف للتفاعل مع والديك فهل أنت سعيد، بالطبع لا وبالتالي الانفصال عن الأسرة لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا.
أعجبني من سطورك قولك بأنك تعلمت مراقبة الناس، فهل أعجبك سلوك والدتك هداها الله وإيانا، الصوت المرتفع والكلام الجارح، لقد خبرت بنفسك كم من السهل أن يطلق المرء العنان لغضبه وكيف أن انطلاق الغضب لا يحل مشكلة، فلماذا تكرر نفس الأخطاء؟
تحتاج الأسر جميعها لمساحة من التسامح والتغاضي عن العيوب، تحتاج الأسر لتعلم احترام اختلاف أفرادها وتقبلهم على ما هم عليه، تقبل شخصية والدتك وكذلك والدك، تقبلك لا يعني إعجابك بها ولا تكرارك لها، فقط احترمها وتقبلها. لن تستطيع أن تغير من شخصية وأسلوب والديك كما أنه ليس دورك في الحياة.
للوالدين فضل كبير وإن أساءوا فهم كباقي البشر لهم عيوبهم التي تزعج توقعات الأولاد ولكن لن تكون قادرا على قراءة ردي على رسالتك لولا رعاية والدتك لك في وقت ضعفك ولولا عطاء والدك.
الغضب والكراهية أسهل من الحب والاحترام ولكنها أثقل على النفس وأكثر ضررا لمن يحملها بالدرجة الأولى، فأوقف حديثك السالب مع نفسك وتذكر فضل ومعروف والديك عليك مهما بدا لك قليل تأكد أنه كل ما أمكنهما فعله. إن أردت أن تغير من أحد يجب أن تكسب مودته واحترامه في البداية، لا تستفز والدتك فهي كما يقول المثل العامي "أدع على ابني وأكره اللي يقول آمين". كن قدوة لهم بالتزامك الديني ليس فقط من خلال المظهر بل من خلال الخلق والتعامل، وتسامح مع عيوبهم كما تقر بنفسك بأن لك عادات سيئة دون أن يجعلك هذا إنسان سيء.
أهلا بك دائما معنا.
واقرأ أيضًا:
بين أبي وزوجته.. وأمي وزوجها
إلى الآباء والأمهات .. ارحموا أبناءكم
أصدقائي يحبونني بعكس العائلة الكريمة
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
قلبي وأبي وربي شباب للعرض فقط متابعة
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين