فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي إيهاب للأسف حين كنت بعمر ال14 كنت قد مشيت مع رفيق السوء وفتح مواقع إباحية للأسف كنت جاهل لا أفهم لقد ابتعدت عنه ولكن بعد 9 أشهر فتحت مواقع إباحية عن طريق صور ثم تطور الأمر إلى فيديوهات وبعدها العادة السرية أستغفر الله لا أحب أن أرتكبها أو أشاهد الأفلام أنا شاب متدين أخاف الله جدا أصلي بأوقات وأصوم ولا أحب أن أرتكب شيء يغضب الله لا أدخن ولا أسمع الأغاني لأنه محرم ولكن للأسف مشاهدة الأفلام عبء علي لا أستطيع أن أكمل حياتي في بعض الأحيان أو دائما عند ممارسة العادة السرية كنت أتخيل فتيات من العائلة أرتكب معهم معصية كنت أقول أريد ممارسة الزنا وأنا أعمل العادة السرية أخاف أن يتطور الأمر للممارسة شيء يغضب الله.
مع العلم مشاكل العائلية كثيرة ودائمة وأحس بكرة عائلتي لأنهم كثيرو المشاكل.
قصتي بدأت ولأول مرة في حياتي أمارس عادة الشرج وقد وضعت شيء في الشرج كرهت نفسي جدا جدا أحسست أني أريد الموت ولكن ...عندما أريد أن أتركها فما أجد نفسي أفعلها بعد يوم أريد حل أو دواء لأتركها ولو كلفني مالي أو أغلا ما أملك المهم رضا الله
اللهم أحسن خاتمتنا.
وشكراً.
14/7/2017
رد المستشار
السلام عليكم أخي "إيهاب" ومرحبا بك وبتحسّرك، وأهلا بك في موقع مجانين.
ونعتذر عن التأخير الحاصل. أعترف أني لم أفهم جيدا استشارتك بكلّ أبعادها. لكنّ الاستشارة واضحة بالمُجمل. فأنت تشكو من الإباحيات والعادة السرية وعادة إدخال أشياء في الشرج. وبالنسبة لرفيق السوء ذاك، فقد مضى إلى سبيله، وهذا الاكتشاف قد يتأخر أو يتقدّم، سواء كان على يد رفقاء "سوء" أو على يديْك أنت. وستعلم أنّ أسوء رفيق يمكن أن يرافق الإنسان هو "نفسُه" !
أما عن الإباحيات، فدائما ما تكون سهلة الإدمان بسبب "قلّة كُلفتِها" وسهولة الوصول إلى ذلك الكمّ الهائل من المواد، إلا أنّ كُلفتها النفسية كبيرة جدا جدا للأسف. وكونُك متدينا ولا تسمع للأغاني لا يعصمُك يا صديقي "إيهاب"، فقضية الجنس قضية غريزية، لذلك قد شرّع الله أحكاما وذكّر الإنسان بطبيعة الضعف فيه، فقد خُلق ضعيفا، وما إن يتعرّض لما يثيره حتى يصير شخصا آخر في تصوّره، وفي الحقيقة ما هو إلا نفس الشخص، ولكنّه اكتشف جانب من ضعفه وحاجياته ونزواته، هو "إيهاب" من زاوية أخرى فقط.
وربّما تأتي دائما هذه المفارقة بين التدين والنزوات والإدمان لتذكّرنا أنّ الإنسان مخلوق معقّد، وأن مجرد الإحسان في جانب لا يقِ من الزلل في جوانب أخرى، وأن المشكلة تبقى مشكلة ويجب النظر فيها هي لا تخْديرُها بحلول أخرى. فالحلول أو النشاطات الأخرى تَعْمل عمل الدّاعم والمُعِين في الخطة العلاجية، ولا تكون هي العلاج نفسُه. فرغم أنّك لا تملك أي هوايات فإني أنصحك بشدة أن تمارسها، شرط ألا تكون مكلفة ماديا أو متناقضة مع نمط عيشكم، فهناك الكثير من الهوايات يمكن اكتشافها. وقلت أنك تشعر بكرهك لعائلتك بسبب كثرة المشاكل، وأنت تعمل على صغر سنّك (حسب ما فهمتُ) ومستواك الدراسي سيء كما تصف، فلا تجد متنفّسا لإثبات ذاتك ولا للشعور بالسعادة والإنجاز ! وهذا مما يزيد ضعفك أمام الإباحيات. كمتنفّس وانتشاء.
هذه الجملة لم أفهمها صراحة: (للأسف مشاهدة الأفلام عبء علي لا أستطيع أن أكمل حياتي في بعض الأحيان أو دائما) لم أفهم لماذا لا تستطيع إكمال حياتِك، فهل تقصد بعد ممارسة العادة ومشاهدة الإباحيات، أم قبل ذلك فتُشاهد وتمارس ؟ !
أما عن تأنيب الضمير وشعورك بالأسى، فدائما ما أشدد على هذا الجانب، فإن حبّ جلد الذات لا يكون تديّنا إلا أن يكون نافعا دافعا للتوبة والتغيير، وما عدا ذلك فهو مجرد تأنيب مرضي للضمير، يزيد الإنسان ضعفا. وبينهما شعرة رفيعة لا يُدركها إلا من فتح الله عليه. والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. فحجم الغم والهم بعد الذنب، لا يتوافق مع حجم الحزم والعزم لتغيير الوضع. كأنّها دورة من التلذذ والألم، التلذذ بالمشاهد والعادة ثم التألم منها ومن تحطيم صورة الذات المحترمة، ثم العودة إلى التلذذ مرة أخرى وهكذا...
وغالبا ما تفشل المحاولات الارتجالية (دون برنامج) في علاج الحالة وتقع الانتكاسة، أتعلم لماذا تقع الانتكاسة عزيزي "إيهاب"؟ لأنه ببساطة الإقلاع بشكل فوري وكليّ يسبب ضيقا للنفس لا تتحمّله فتعود ضعيفة أكثر بعد الإقلاع، وسرعان ما تعود لما تركتْ.
ولسبب آخر أهمّ، هو أنّ الإنسان لا يعترف بضُعفه ولا يعي عُمق المشكل عنده، فيظنّه مجرد "سلوك" يُمكن تركه متى شاء بقليل من العزم، وينسى أنّه ارتبط نفسيا وسلوكيا به، فيطرح حلاّ جذريا لا يحترم المراحل التي مرّ بها قبل إدمانه حتى صار مُدمنا، وأنّ أي علاج يحتاج مراحلَ أيضا، لذلك تأتي خطوة الإقلاع اندفاعية وعلى شكل غضبات، ولكنها لا تنفع مع الأسف. وإن كان غضبك وانفعالك يخفُت فإن شهوة نفسك ورغبتها وصبرها عليك لا يخفت، وهي لك بالمرصاد ! إلا أن تعرف كيف تتحايل عليها وتهذّبها وتعوّدها على عكس ما عوّدْتَها من قبل.
فإليك بعض النصائح في حربك هذه، فما لا يُعالج إلا بالإبقاء على بعض منه ابتداء، لا يُمكن معالجتُه بحذف كل شيء دفعة واحدة، ولن يكلّفك أغلى ما عندك، سيكلّفك فقط عزما وصبرا وحربا طويلة النّفس، فأبشر:
1- إن مشاهدة الأفلام الإباحية تأخذ طابعا "الإثارة الجنسية" قبل الشروع في العادة السريّة، فحاول عكس الترتيب، فإن الإباحيات قطعا ستؤدّي بك إلى الاستمناء. لكن إن بدأت بالاستمناء خبت رغبتُك، ورجعت طاقتك في التحكّم، آنذاك اعزم على عدم مشاهدة شيء أبدا، ولا تفكر في الصّور، إلى أن يحين وقت غليانك مرّة أخرى فتستمني مجدّدا ولا تشاهد شيئا.
2- حاول أن تشغل نفسك عن المثيرات الجنسية ولا تفكر فيها وغضّ بصرك عن المثيرات في الشارع، واشغل نفسك بالعمل أو هواية أو زيارة أصدقاء أخيار... إلخ.. ولا تقع فريسة للفراغ، فأول شيء تفكر فيه النفس وقت فراغها هو الاستجمام والتلذذ. وهذه الخطوة ضرورية، وإلا استبدلت إدمان الإباحيات بإدمان العادة السرّية عوض أن تُعالج نفسك منها.
3- قضية إدخال شيء في الشرج، هي مسألة طبيعية في غياب مثيرات جنسية حقيقية من شخص آخر (الأنثى هنا) فتخلق لنفسك مثيرات جنسية من نفسك وجسدك أنت، فتصير أنت "المثير والمثار". وهي محاولة تكيّفية لسدّ الحاجة في غياب من يلبّيها لك، نظرةً أو لمسةً أو سمعا. فهي طبيعية من جهة عملية التعويض هذه، ولكنّها ليست طبيعة من جهة الممارسة، وغالبا سيكون فعلك هذا إما قبل أن تصل لشهوتك بالعادة أو أثناءها. فحاول تجنّب ذلك، ولا تقم بالبحث عن لذة إضافية أو أكثر شدّة عبر إدخال شيء في دبرك، واستمر إلى أن تنتهي، وتتجنّب ذلك. وبهذا قد تصير عند العادة مملة رتيبة وأقل إثارة مما يعينك على تركها.
4- قم تدريجيا بنقص عدد المرات التي تستمني فيها، وثابر على ذلك واصبر واستعن بالله، وربّما تعينك الصلاة ومشقة الاغتسال على التقليل منها وتباعد الوتيرة. ولا تشاهد شيئا أبدا ! وإن خُيّرت بين ضعف نفسك أمام الأفلام الإباحية وبين العادة، فاختر العادة لتعيد الوضع لطبيعته مجددا. ولكن لا تفكر في الإباحيات وتأجج شهوتَك بالخيالات لتضع نفسك في محك هذا الاختيار.
5- ضع حاسوبك في مكان عام يراك فيه الأهل أو افتح بابك ولا تغلقها عليك، وضع الشاشة قبالة بابك المفتوح. واستمر على ذلك الوضع.
واعلم أنّ هذا البرنامج قد تبنيه شهرا، وتدمّره في يوم واحد في حالة ضعف منك وإرخاء لدفاعاتك.. فاصبر عليه وجاهد نفسك. وتذكر لذّة الانتصار والطاعة.
وإياك أن تعتقد أنّ المعصية لا يردَعُها إلا الخوف من الله وحده، فالمؤمن ضعيف بنفسه قويّ بأخيه كما قال صلى الله عليه وسلم، فانظر كيف أقرّ النبي الكريم بأن الضعف يتسرّب للمؤمن إن كان وحيدا ولم يقل كما يقول المثاليون: "من لم يردعه الخوف من الله وحده فلا خير فيه" ! فالنبي صلى الله عليه وسلم أعلمُنا بالله ودينه وأتقانا له، وهو القائل بضعف الواحد وبأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية (المتفرّدة البعيدة). فهو ينبّه إلى واقعية ديننا في التعامل مع الظواهر النفسية والاجتماعية، ومنها التديّن والطاعة والمعصية. فإنّك إن اعتقدت بذاك الاعتقاد، لن تقتنع بالتدرج في الإقلاع والتغيير، ولن ترضى إلا بإقلاع فوري وكليّ لتقع في فخّ مُحكمْ بين الغضبات والزفرات !
وأخيرا لا أخفيك سرّا أنّ احتمالية إصابتك باكتئاب واردة جدا نظرا لظروفك العائلية والنفسية وطريقة كلامك وصياغتك لمحتوى رسالتك. وأيضا أحذّرك من اتباع نمط متشدد في التديّن، كي لا يكون هذا التدين والمحافظة شكلا من أشكال الأزمة النفسية خرجت على شكل "تديّن". الالتزام بأوامر الدين جيد، ولكن قد تخدعُك نفسك فتختار من التدين أصعبه وأشقه على نفسك كمحاولة للهروب من تأنيب الضمير أو أمور أخرى. وهذا يا صديقي "إيهاب" لن يخبرك به أحد، بل هو شيء تكتشفه بنفسك وبتأملك في طريقة أخذك للفتاوى والمواضيع الدينيّة. واعلم أنّ الصلاح قد يكون أسهل من بعض ما يُطرح في الساحة من أنماط التدّين، وفّقك الله لأحسن الطرق وعافاك ونصرك.
وإليك بعض الروابط:
إدمان أفلام جنسية + استمناء قهري
العادة السرية: محرشات الاستمناء
الإدخال في الدبر اندفاعٌ بلا سيطرة
إدخال أشياء في الدبر
لاكتئاب والإجراءات الخاصة
الاكتئاب
عسر المزاج: اللاستمتاع المزمن