استشارة نفسية
السلام عليكم، أنا شاب كنت أعاني من الشعور بأن أحد يلمسني في أماكن حساسة وأني مراقب بالكاميرا من أشخاص وكنت أعتقد بأن الناس سوف يؤذونني حتى أهلي وكنت من المتفوقين لكن في هذه الفترة تدنى مستواي الدراسي وأصبحت أهرب من المدرسة وأصابني وسواس غلق الأبواب والنوافذ هذا الكلام قبل 5سنين، عندما بدأت الأعراض ذهبت إلى مستشفى الطب النفسي وكانوا يصفون لي جرعات كبيرة من الأدوية وبدون تحسن بمعنى أنها كانت تختفي الأعراض الإيجابية لكن علاقتي الاجتماعية لم تتحسن وكنت منعزلا في البيت وكنت أخجل من الناس وكنت لا أذهب لأداء الاختبارات ربما أصابني خلل في التفكير وهو أني يا أكون دارس كل شيء وعلامتي كاملة يا إما أن لا أدرس وتكون درجاتي صفر واستمريت في المرحلة الثانوية ست سنوات والحمد لله منّ الله علي بأن أكملتها هذه السنة أكملتها من خلال تغيير طريقة تفكيري والاقتناع بفكرة شي أحسن من لا شيء ولكن كنت أجد صعوبة كبيرة ومع هذا أكملت المرحلة الثانوية،
من الجدير بالذكر أنه كانت لي علاقة مع أحد أقاربي (علاقة جنسية) وأعتقد هذا الذي أظهر الهلاوس اللمسية لكن الحمد لله الآن لا تأتيني الهلاوس اللمسية لأني من سنة ونصف ذهبت إلى دكتور في بلدي وشخصني بالفصام ووصف لي دواء انفيقا 12mg وحالياً لي أربعة أشهر اتناول سوليكس 120ملج واختفت أعراض الفصام الإيجابية من ناحية هلاوس ومعتقدات ولكن لا أستطيع التطوير من نفسي مثل ترك التدخين والعادة السرية والدراسة بدون صعوبة كما أنه تنتابني نوبات من الضيق وفقد الأمل وأريد أن أخبركم بأني أحياناً أستيقظ من النوم مزاجي منبسط وأتكلم كثيرا وأضحك وأغني وملاحظة أخرى ينقلب مزاجي بسرعة كبيرة من مجرد كلمة أكون سعيد فأصبح حزين أو أكون حزين فأصبح سعيد،
من ناحية الغذاء أتناول وجبتين أو ثلاثة في اليوم، أدخن بشكل شره باكيتين في اليوم وعمري 20 عاماً، أنا أعلم أن العادة السرية حرام وتسبب احتقار للذات لكن ليس عندي دافع لتركها، لا يوجد حماس أو اندفاعية نحو تغيير حياتي، أعتقد أن كل شيء يأتي بحبة دواء ومهما حاولوا إقناعي لا أقتنع لكي أكون صريح معكم قبل أسبوع كلمني صديق لي وأخبرني أن ليس كل شيء يعالج بالدواء فهناك العمل وهناك الأفكار اقتنعت بعض الشيء لكن عدت للتفكير بأن حلي هو عند الدكتور، من الجدير بالذكر أني مع استمراري للعلاج الدوائي ذهبت لمعالج سلوكي معرفي مشهور وتقريبا ذهبت له على مدى شهرين ولكن دون فائدة كان يتكلم وأتشجع أحياناً وأحياناً لا أجد همة للتغير كنت أذهب ولا أجد فائدة فما تقييمكم لحالتي النفسية وما المرض الذي أعاني منه؟
وكيف أتخلص من هذه الدائرة المغلقة؟
وجزاكم الله خيراً
19/1/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
رسالتك في غاية الوضوح وتعكس ما نسميه الآن في الطب النفسي المتلازمة الذهانية العامة General Psychotic Syndrome،
هذه المتلازمة تتكون مما يلي:
١ـ البعد الذهاني من وهام وهلاوس.
٢ـ اختلال التنظيم الوجداني من قلق واكتئاب ونوبات هوس.
٣ـ أعراض سالبة أو بالأحرى اعتلال التحفيز.
٤ـ تغيرات إدراكية.فعالية العقار الذي تستعمله الآن واضحة في تثبيطه للبعد الأول من المتلازمة الذهانية العامة التي تعاني منها ولكن الحقيقة هي أن تأثير هذا العقار أو غيره على الأبعاد الثلاثة الأخرى مخيبة للآمال إلا إذا كانت أعراض البعد الذهاني شديدة للغاية وفي المراحل الأولية من المرض.
لا تزال تعاني من اختلال التنظيم الوجداني كما تشير إليه من شعورك بالاكتئاب والقلق أحيانا وكذلك نوبات طفيفة من الحماس، العقاقير المضادة للذهان تساعد في السيطرة على هذه الأعراض إذا كان اختلال التنظيم الوجداني أشد من الأبعاد الثلاثة الأخرى، لكن وجود هذا البعد مع هيمنة البعد الذهاني قد يحتاج إلى عقار آخر يعتمد على تقييم طبيبك المعالج لحالتك النفسية بين الحين والآخر.
الأعراض السالبة أمرها شديد لأنها أكثر الأبعاد مقاومة للعلاج بالعقاقير، الأمانة العلمية واجبة من الموقع والصراحة لا يوجد دليل مقنع جداً على فعالية العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج الفني Art Therapy في تغيير مسار هذه الأعراض على المدى البعيد، لكن رغم ذلك لا توجد مؤسسة صحية لا توصي بعلاج نفسي أو كلامي.
التغيرات الإدراكية تتميزعن غيرها من الأبعاد الثلاثة بثباتها لفترة طويلة، بعبارة أخرى هناك من المرضى من يعاني منها بشدة منذ بداية المرض وفي البعض الآخر لا تظهر لفترات طويلة جداً وهناك من لا يعاني منها: لا وجد لهذه الأعراض في سطور رسالتك.سؤالك هو كيف تخرج من هذه الدوامة؟
أولا: تراجع الطبيب النفسي المشرف على علاجك وتلتزم بنصيحته ووصفته الطبية، تتحدث معه عن البعد الثاني والثالث من متلازمتك.ثانياً: الاستشاري الذي تراجعه قد يوصي بعقار ما يضيفه إلى العقاقير التي تستعملها وكل ذلك يعتمد على تقييمه لحالتك النفسية.
ثالثاً: عليك أن تساعد نفسك وتغير نمط حياتك وتلتزم بنشاط بدني يومي لا يقل عن ساعة يوميا مع إيقاع يومي منتظم من تنظيم الأكل والنوم والمطالعة، هذه الخطوة مهمتك أنت وأن التزمت بها تتحسن حالتك بصورة ملحوظة والصراحة لا يوجد عقار لها.
وفقك الله ورعاك.
ويتبع >>>>>: المتلازمة الذهانية العامة General Psychotic Syndrome م