وسواس قهري واسترجاز وتقييم سلبي م
قصصت شعري فأصبت بالاكتئاب والندم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف كيف أبدأ بسرد مشكلتي، لكنها بالفعل تؤثر عليّ بشكل سلبي جدا..
أنا فتاة بعيدة عن أهلي لغرض الدراسة، أدرس في كلية صعبة وتحتاج الكثير من المذاكرة..
تعرضت للكثير من الصعاب في حياتي،مررت بفترة اكتئاب وضيق وبكاء لساعات وأيام ومشاكل
الحمد لله في النهاية تجاوزت الأمر، لكنني كنت ما أزال أشعر بضيق أو اكتئاب أجهل سببه الفعلي..
ربما بعدي عن أهلي، ربما مشاكلهم وظروفهم، ربما وحدتي وفشلي في تكوين صداقات حقيقية في الكلية
لا أعلم
ثقتي بنفسي صفر وأنا جبانة للغاية ولا أتقبل التغيير بسرعة..
بعد أن تجاوزت الفترة السابقة بصعوبة قررت التجديد لعل نفسيتي تتحسن وأتشجع قليلا وأخيرا أشعر بالسعادة التي غادرت حياتي
ذهبت لكوافيرة عشوائية في المدينة التي أقطن بها، لأنني لا أعرف كوافيرة جيدة
طلبت منها القيام بقص شعري الطويل الجميل الذي كان يصل حتى ظهري إلى أسفل أذني بقليل وذلك لأنني رغبت بشدة في التغيير علني أخرج من حالة الملل وأستطيع التركيز في دراستي أكثر..
أظن أن ما قمت به كان ناتجا عن التوتر والخوف من الامتحانات النهائية التي لا يفصلني عنها سوى شهرين إلى جانب الضيق والملل.
امتحاناتنا صعبة وأنا مستواي ضعيف، أنا من الطلبة الذين يسعون نحو النجاح وحسب،
وددت أن يتغير هذا في هذه السنة لكن ما مررت به أثر على دراستي كثيرا بالتالي للأسف... درجات أعمال السنة التي حصلت عليها بالكاد تؤهلني للنجاح آخر العام... ونحن الآن في التيرم الثاني
قامت الكوافيرة بقص شعري بقسوة شديدة آلمتني في تمشيطها الجائر و في استعمالها للمصفف الذي أحرقني..
لم أجرؤ أن أفتح فمي ولو بكلمة.. فانا كما ذكرت مخلوق جبان تضيع حقوقي دائما لأنني لا أطالب بها..
لم أجرؤ حتى على إخبارها أن المبلغ الذي تقاضته كبير نسبيا، ذهبت للمنزل وأنا أجر أذيال الحسرة فالقصة كانت بشعة جدا وغير صحيحة
ولا تناسبني.
أيضا شعري قصير جدا لم أقصه هكذا من قبل وهو غير قابل للربط والحجاب لا يكون مرتبا بسببه ولا يناسب حياتي اليومية العملية، و يبدو متعبا من التصفيف الجائر الذي تعرض له..
الآن أنا مقهورة، أشعر بالاكتئاب و الحسرة كلما تذكرت شعري القديم، خجلة من مظهري بين زميلاتي في السكن أشعر أن جمالي انخفض مع هذه القصة القبيحة
أبكي كثيرا في الجامعة بعد رؤيتي للفتيات حولي بشعورهن الجميلة وحجاباتهن المرتبة.
والأهم من هذا، خائفة ألا ينمو شعري ولا يطول مجددا أبدا مهما انتظرت وصبرت ...
فقد سمعت أن الشعر إن قص لن يطول كما في سابق عهده قبل القص، أنا لا أكاد أعرف نفسي عند النظر في المرآة الآن..
تهورت كثيرا والآن أنا نادمة..
لم أكن مستعدة لهذا التغيير المفاجيء خصوصا في هذا التوقيت بالذات..
فالامتحان قريب ولا مزاح به
وأنا لا أستطيع الدراسة بتركيز وعلى هذا الحال لن أحقق النجاح وسيتبخر تعبي طول العام
طول وقتي منذ أن قصصته منذ أسبوع أفكر بشعري وخائفة من ألا يطول وينمو ويبقى هكذا وأيضا مكتئبة وأشعر بالحسرة...
حاولت أن أحكي للزميلات مشكلتي فقوبلت بالسخرية ولم يأخذني أحد بجدية،،، واتهموني بأنني سخيفة
هذه القصة كان يفترض بها تحسين مزاجي لكنها كدرته أكثر وأكثر وجعلتني حزينة بشكل أعمق..
ترى هل هناك أمر إيجابي وسط السلبية هذه كلها؟!
هل ما قمت به من تهور وتسرع في قص الشعر كثيرا هكذا له فوائد أواسي بها نفسي التي تشعر بالضيق والتأنيب؟!
هل أستطيع النظر للأمر من زاوية أكثر إشراقاً؟!
أم أن الأمر سلبية محضة..
هل استفدت شيئا من قص شعري هكذا؟!
أرجوكم أريد تخطي هذا الأمر ونسيانه والتركيز في دراستي
أريد أن يكون فكري 100% مشغولا بالمحاضرات ولا شيء آخر وأن أنسى هذا الأمر لم يتبق الكثير من الوقت.. وحاليا لا أستطيع الدراسة أبدا بتركيز رغم أنني أحاول والله..
سأكون شاكرة إن ساعدتموني وقدرتم أن مشكلتي هذه تبدو سخيفة إلا أنها ليست كذلك بالنسبة لي
ولا أحد يفهم شعوري..
14/2/2018
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بكم على شبكتنا.
لنبدأ في استشارتك من السؤال الأخير الذي طرحته، وهو هل هناك جانب إيجابي فيما حصل بعد قص شعرك، ونقول لك بأن الجانب الإيجابي هو إدراك وجود مشكلة هي أكبر من موضوع قص الشعر، والسعي لحل المشكلة من خلال استشارة نفسية، وهذا ما كان يتوجب فعله منذ دخولك للكلية، فيبدو بأنك عانيت من الاكتئاب، مرافقا بضعف المهارات الاجتماعية وقلة الثقة بالذات، وهذا ما جعلك في عزلة وجعل الخروج من المزاج المكتئب مجهداً للغاية.
وللأسف فإن ضعف الثقة بالذات وقلة المهارات الاجتماعية، تساعد في تعميق الشعور بالكآبة وتصعب الخروج منه، لذلك فمشكلتك من الأصل تبدو في معاناة من الاكتئاب غالباً، لكن ذلك يحتاج لمراجعة الطب النفسي لتأكيد هذا التشخيص، حيث أنه يحتاج حينها للعلاج الجاد.
أما موضوع شعرك، فهذا موضوع مزعج لأي فتاة، فالفتيات عموماً يحببن شعرهن، ويرين جمالهن من خلال العناية بشعرهن، وهذا ما حاولت فعله من طرفك، فسعيك لقص وترتيب شعرك كان الهدف منه أن تجدي نفسك أجمل وتعتني بشعرك، لكن ما حصل يعكس ضعف توكيدك لذاتك، ونحن نعني بتوكيد الذات، القدرة على الوقوف والمطالبة بحقك، أو ايقاف التعدي الواقع عليك، فتوكيد الذات عبارة عن (لا حازمة، دون عدوان أو هوان)، وهذا ما لم تستطيعي فعله حيث لم تستطيعي ايقاف مصففة الشعر رغم كل ما فعلته لك،
ورغم أنها أخذت مبلغاً كبيراً، لكن انشغال بالك بشكل كبير في الموضوع لاحقاً قد يكون أدخلك في شيء من الوسوسة، لكن هذا يحتاج لتأكيد بعد مراجعتك لطبيب نفسي، حيث هنالك تشابه لحد ما بين الاجترار في الاكتئاب والوسوسة في القلق، لذلك يبدو أن حاجتك لمراجعة الطب النفسي حاجة ملحة، وذلك لتشخيص مشكلتك، وثم العمل على علاجها، خاصة بالعلاج السلوكي المعرفي، حتى تستطيعي التكيف أكثر مع ظروف حياتك، والقيام بمهماتك بكفاءة أكبر، فوجود معاناة نفسية يجعل الشخص كمن أصيب بحالة من العجز والثقل، لذلك تنخفض إنتاجيته ويكون قاسياً على نفسه، وهذا بدوره يزيد من حجم المعاناة والمشكلة، حيث سيغذي مستويات الضغط والقلق والإحباط، وبالتالي يؤثر أيضاً على البناء النفسي، من خلال انتقاد الذات وتعميق قلة الثقة بالنفس.
نتمى لك السلامة والنجاح، ولا تترددي في إرسال المزيد من الاستشارات.
ويتبع >>>>>: وسواس قهري واسترجاز وتقييم سلبي م2