الآنسة هادية ووسواس الشك بالله !
وسواس قهري اختفاء الله
أنا مريض بالوسواس القهري العقائدي من خمس سنين لأول مرة جاءني كان خبيث جداً فيه كفر وسب وإنكار لوجوده سبحانه وتعالى استمريت سنتين ونص بالعلاج والحمد لله تحسنت كثير لمدة سنة بس ورجعلي الوسواس برمضان بس كانت حدته أخف من أول مرة بالنسبة للقلق والخوف وتعالجت سنة ونص كمان بنفس الدواء اللي هو سيرترالين عيار 100
ووقفته بعد مدة ستة شهور ورجعتلي الأعراض مع بداية رمضان وضغط الامتحانات،
فعلياً هو مرتكز جيته برمضان بحس حالي بلشت أصحى وبدي أرجع شوي ألتزم بحضر كم مرة صلاة التراويح وبعد بترك لأن الوساوس يتقتلني.لما بكون جو الوسواس بحس حالي بداومة وعم لف حوالين نفسي مش عارفة كيف ربنا يختفي من حياتي وبظل طول الوقت عم اثبت وجوده بعقلي ومع نفسي بس بظل مختفي عندي وبظل عم لف حوالين نفسي وأنا عم راجع القصة بداية الخلق والجنة والنار
أكثر شيء نفسي ما بفهموا هو كيف (كيف بشوفنا كيف بسير الأرض والسماء)، لأن يتهيأ لي ياه بشكل دائماً بقول لنفسي ما بدي أعرف شيء كل اللي علي أعبده ليوم القيامة وهو بخبرنا كل شيء بس نفسي بوقت المرض ما بتعرف ربها ما بعرف بصير ضائعة تماماً دوامة تأخذني من كل شيء يتعبني كثيراً بفقد معنى الحياة ومعنى كل شيء وأحياناً بقول لنفسي أنت ما تستحقي تعيشي لأنك ما تعرفي نفسك وكل ما أشوف حيوان بصير أبكي لأن الحيوان اللي ماله عقل يعرف ربه وأنا لأ، مليت من حياتي ومن حالي، لأن فعلياً بخلال فترة الوسواس ما بكون بعرف حالي أنا مؤمنة ولا لأ سلسلة أسئلة لا متناهية كيف وشلون وحالة من العبثية المطلقة والدنيا كلا بتصير خبط عشواء بقول لنفسي أنت مريضة هي وساوس بس بصراحة ما بقتنع إنها مريضة وهي أفكار وهي راضية عنها ما بعرف كيف مالها مريضة وهي عم تحاول تثبت لحالها أن الله موجود على مدار 24 ساعة بدون كلل ولا ملل ما في عاقل يفكر هيك،
ودائماً بروح بالمسجد وبقول أنا مالي مهرب منك يارب إلا إليك حتى لو ما كنت بعرفك وعقلي ما بيفهم ولا بيستوعب عظمتك بس ما بدي غير رحمتك أنت موجود غصب عني وعن نفسي وعن كل الوساوس
هلئ أنا جو الدوامة سامحوني وقولوا لي أي كلمة ممكن تخفف عني فعلاً أنا ضائعة...
المفروض أن أبدأ بالعلاج المعرفي السلوكي بعد أسبوعين أنا طلبته من الدكتورة من ثاني انتكاسة للمرض كنت قرأت على النت بس الدكتورة طنشت يمكن لأن ما بعرف منيح هالمرة قالت لي راح أحولك عند دكتور شاطر بالعلاج المعرفي هو اللي راح يعطيكي الجلسات...
هل هي الجلسات راح تفيدني كوني مريضة وسواس قهري فكري وما عندي أي سلوك قهري كل الوسواس فكري .
16/6/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
للسائلة الكريمة نقول إن أول خطوات العلاج هي معرفة المرض، ولا يوجد أي شك في أن ما تصفينه هو شكل من أشكال الوسواس القهري المرضي، والوسواس مرض معروف يصيب ملايين البشر وهو ناتج عن خلل في أحد مراكز التفكير في المخ تجعل نشاطه زائد في محاولة إثبات الأمور ومصارعة الشك ومحاولة الوصول إلى اليقين الكامل المطلق في أي شيء (واليقين الكامل المطلق ليس باستطاعة الإنسان الوصول إليه أصلاً) فتكون النتيجة أن يدخل الإنسان في دوامة من الشك وتتمدد الأفكار الوسواسية حتى تصيب العقل بالشلل ويصبح غير قادر على ممارسة مهامه الأصلية من التفكير الإيجابي والتخطيط للحياة الطبيعية.وللوسواس أشكال كثيرة منها العقائدي والعبادي والجنسي والعدواني ووسواس التأكد والعد والترتيب والاحتفاظ والنظافة، وغالبا ما ينتقي المرض أهم الأشياء وأغلى الجوانب في حياة الإنسان ويهاجمه فيها، ولذا فإنني دائماً ما أخبر مرضاي من ضحايا الوسواس العقائدي بأن إصابتهم بهذا المرض بالذات دليل على قوة إيمانهم وليس العكس، لأن العقيدة لو لم تكن أغلى الأشياء في حياتهم لما اختارها الوسواس لتكون نقطة هجومه عليهم، ولو أنك فعلاً شاكة بوجود الله أو غير مؤمنة به لما عانيت كل هذه المعاناة ولا طلبت العلاج ولا تحسنت عليه. وكم من شاك أو ملحد لا يشكو من شكه ولا يبالي به بل قد يجهر به ويدعو إليه الآخرين ويستهزئ بالدين والعقيدة أو يخرجهما من حياته أصلاً ولا يبالي.
فلابد من إدراك أن من يردد هذه الأفكار في ذهنك هو الوسواس وليس "أنت"، وأن هذا الوسواس هو مرض وعدو لك، وأولى خطوات الانتصار عليه هي إهماله وعدم المبالاة به بل عدم الرد على شبهاته والانشغال عنه بالنافع من الأفكار والأفعال، ويجب أن تكوني على يقين بأن هذه الأفكار لا ذنب لك فيها ولا يحاسبك الله عليها بل أنت مأجورة بإذن الله على الصبر على هذا البلاء ومقاومته وإتباع الخطوات العلاجية الصحيحة للانتصار عليه، ونحن ننصح بالاستمرار على العلاج الدوائي وعدم التوقف عنه إطلاقا إلا بأمر الطبيب والبدء فوراً بجلسات العلاج المعرفي السلوكي بمصاحبة العلاج وندعو الله لك ولجميع المرضى بالشفاء العاجل
والله المستعان