وسواس قهري وعلاج عقاري مزدوج : العلاج المنقوص !
هل سببت مضادات الاكتئاب ظهور نوبات الهوس ؟؟؟ ساعدوني
السلام عليكم، اختصارا للوقت والكلام هذه استشارتي لكم منذ عام ونصف تقريبا بها تفاصيل سابقة عني، في استشارتي السابقة ذكرت أنني في نهاية 2017 وبداية 2018 عدت للعلاج النفسي مرة أخرى فافرين 50 وسيبرالكس 10 ..في أثناء تلك الفترة أنا متأكدة أنني مررت بنوبة هوس وفقا لما قرأت عن الهوس الاكتئابي رغم أنني لم أمر بهذه الحالة من قبل - شعرت ببهجة وطاقة غريبين وحب غير طبيعي لما لم أحب من قبل !! لكن لحسن حظي لم تستمر حالة الهوس تلك أو تتجاوز عدة أيام أو أسبوعا ربما.
تجاهلت الأمر لأن مصيبتي الكبرى كان الوسواس القهري،، أوقفت الدواء في شهر مايو 2018، وظل معي الوسواس القهري الفكري والسلوكي معا، لكن مشكلتي هنا الآن أنني أصبت باكتئاب شديد من بداية سبتمبر 2019 وبعد مقاومة مع نفسي اقتنعت أنه من الصواب أن آخذ الدواء لكي أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي على الأقل.
وفعلا بداية أكتوبر 2019 بدأت بأخذ فلوزاك 20مجم حبة واحدة يوميا (دون علم أهلي وحتى اليوم)، أصابني الأرق لمدة 10 أيام إلى أسبوعين تقريبا ولم يظهر تأثير الدواء إلا بعد شهر تقريبا فبدأت أتحسن ولله الحمد، ولكن مرة أخرى خاصة في البداية ظهرت حالة من الطاقة غير الطبيعية أبدا، لا أشعر بنفسي متزنة، وقتها كنت أظنني أتحسن فقط من اكتئابي وبوقتها أعني شهر نوفمبر ولغاية منتصف ديسمبر تقريبا لكن بالنظر الآن ليست هذه بهجة طبيعية التي مررت بها أبدا !! (نسيت أن أذكر أيضا أن شهيتي تغيرت وفقدت بعض الوزن منذ بدايتي لتناول الدواء، لم أعد آكل كثيرا بل صرت ربما أفوت وجبات الطعام على غير عادتي) ،،
المشكلة الآن منذ أسبوعين تقريبا عاد وسواسي بقوة ثم هدأ قليلا ولكن شكواي الأساسية أن البهجة غير الطبيعية التي مررت بها من شهر تقريبا - الهوس- قد عادت بشكل سيء، صرت أستيقظ في النوم أعاني تدفقا في الأفكار بشكل غير طبيعي عقلي يقفز من فكرة لفكرة بسرعة شديدة لا أستطيع التركيز أشعر أنني مندفعة من الداخل شيء في سينفجر - أكتب لكم الآن على لوحة المفاتيح وأشعر أن أصابعي تسابقني للكتابة –
أنا خائفة مما يحدث لي - كنت أحمل هم أن يقل تأثير الدواء مع مرور الوقت فيعود الوسواس والاكتئاب مرة أخرى لكن لم أفكر أبدا بنوبات الهوس هذه !! أريد عقلي هادئا مرة أخرى أريد أن أشعر بالاتزان، أريد أن أصلي بسلام .. فكرت أن آخذ الليثيوم لأني قرأت أنه الأنسب لحالتي لكن خفت من آثاره الجانبية وخفت أن آخذ خطوة كهذه دون استشارة طبيب -
ربما تتسائلون لماذا لم أعد لطبيبي منذ البداية وبدأت بأخذ الفلوزاك من تلقاء نفسي لكن هذا لأنني سئمت من الأطباء هنا فقد جربت أكثر من واحد ولم أرتح معهم جيدا فقررت أخذ الدواء من نفسي مع علمي أن هذا قرار غير صحيح جدا لكن هذا ما حدث.
بالمناسبة بالنسبة لتاريخي العائلي: عائلة الأب فيها مصابة باضطراب الوسواس القهري لكنها تعافت الآن ولله الحمد وواحدة أخرى عانت من post-partum depression لكنها لم تتلق علاجا إلا بعد وقت طويل من مرضها، لدي أخ أصيب بالوسواس القهري في مرحلة ما لكنه تعافى تماما الآن ولله الحمد وهو قريب من عمري.
لا أدري عن أبي وأمي شيئا فيما يتعلق بالمرض النفسي إلا أن ما أراه من أبي هو تقلبات مزاجية ربما هي عادية، أما عن أمي فقد كانت في الماضي لديها تفكير سوداوي جدا في كل شيء وكانت منطوية على نفسها نوعا ما، الآن هي ليست كذلك.... علاقتي بأسرتي كعلاقة أي ابنة بأسرتها تتخللها بعض المشاكل أحيانا.
أذكر أنني عشت حياة هادئة ولله الحمد حتى فترة الثانوية العامة والكلية - الطب البشري -من وقتها بدأت الضغوطات النفسية بشكل كبير ،، (لم أحب مجال دراستي أبدا لكنني أكملت لأنه كان اختياري ولكي لا أخيب آمال والدي في) .... إضافة لكم أنا شخصية انطوائية بالدرجة الأولى ولا أخرج من المنزل إلا لقضاء المهم من الأمور.
هل أنا حقا مصابة بالهوس الاكتئابي مع وسواسي القهري ؟؟ أم أن مضاد الاكتئاب هو السبب في هذه النوبات ؟ (قرأت شيئا عن ذلك)
ملاحظة : وسواسي القهري الآن يسير بشكل منحنى فأيام يشتد جدا (خاصة قبل الدورة الشهرية) وأيام أخرى يهدأ ويتركني.
في انتظار ردكم بفارغ الصبر
ولكم الشكر
25/1/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سمارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
عليك إن أردت أن تتخلصي من الحالة الذهنية المزعجة التي تمرين بها الآن أن توقفي عقار الفلوكستين Flouxetine (الفيلوزاك) الذي تتناولين ببساطة لأن ما يحدث لك هو هوس صغير سببته حساسيتك لعقاقير علاج الاكتئاب..... ربما الأعراض تكمل أو لا تكمل أعراض نوبة الهوس الصغرى لكنها حدثت مرة في أوائل 2018 ومرة في أواخر 2019 ومرة أخيرة إن شاء الله في أوائل 2020.....
إذا كان تشخيص حالتك وسواس قهري فعلا فقط فالأصح لك ليس أن تستخدمي الليثيوم أو أي موازن مزاج آخر ... وإنما أن توقفي عقَّار الم.ا.س.ا SSRI الذي تتناولين..... علما بأن الفلوكستين هو من أطولهم بقاء في الدم بعد الإيقاف حيث يبقى مستقلبه نورفلوكستين NorFlouxetine في الدم 333 ساعة أي حوالي أسبوعين لكنني أتوقع أن تتحسني أسرع من ذلك.
لكن الجانب المهم والذي يستوعب أعراضك كلها بما فيها أعراض الوسواس هو الاكتئاب الذي أصابك مرتين ولم تكتبي لنا تفاصيل كافية عنه لتوثيق تشخيصه... فقد يكون تشخيص الحالة اكتئاب ثناقطبي Bipolar Depression أو اكتئاب ثنائي القطب وأحيانا تكون أعراض الوسواس نوبية تعبيرا عن نوبات تحت الهوس Hypomania (أو الهوس الصغير)...... أو ربما يكون تشخيص حالتك مزدوجا أي تواكب هذا الاكتئاب الثاقطبي كاضطراب مستقل (وإن لم تظهر نوبات تحت الهوس إلا مفجرة بمضادات الاكتئاب) مع اضطراب وسواس قهري....
وتتميز أعراض الاكتئاب ثنائي القطب. بوجود تشتت الانتباه والتهيجية Irritation سواء على المستوى الفكري (أفكار سيئة ومزعجة وناقدة) أو السلوكي (سهولة الاستثارة ورد الفعل العنيف تجاه الأشياء كأن تخبط الأشياء أو تركلها أو تنتقد الآخرين بشكل لاذع مؤلم) ووجود زيادة (غالبا) في النوم والأكل ومستوى النشاط الحركي (وربما العكس) إضافة إلى بعض أعراض الاكتئاب المعتادة بما فيها أحد العرضين الأساسيين (مزاج مكتئب أو فقد الاهتمامات والتلذذ)... لكنك لم تفصلي في أعراض الاكتئاب مثلما فصلت في أعراض تحت الهوس المحدث عقاريا في استشارتك هذه وفي أعراض الوسواس القهري في استشارتك الأولى.
إذا كان هذا التشخيص أصح فسيكون اللجوء لموازنات المزاج ممكنا حسب شدة الحالة، وأما علاج أعراض الوسواس القهري التي أشك أنها تتناوب مع أعراض اكتئاب لديك فإن الأسلم والأصح هو استخدام العلاج السلوكي المعرفي الذي أرشدناك له منذ البداية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>> : وسواس قهري وعلاج عقاري مزدوج : العلاج المنقوص ! م1