بين ثلج ونار: الاستمناء استغناء
يا سادتي الأفاضل أنا صاحبة المشكلة التي طلبتم مني التي جاءها عريس.. ورفض من أهلي.. إرسال تفاصيل دقيقة عن حياتي وعن طريقة أكلي، اسم المشكلة: بين ثلج ونار كل شيء ينهار
أنا متذبذبة الوزن ولكني نوعا ما ممتلئة نومي سيئ جدا عندي شعور دائم بالذنب.. تجاه كل المشاكل التي تحصل في العالم هناك أشياء ربما تساعدكم في الوصول إلى وضعي النفسي وهل أعاني.. من اكتئاب أم لا؟ رجل في أسرتي قريب كان يدللني بطريقة غريبة من مناطقي التناسلية (ولا أتذكر) أمي حكت لي عندما حكيت لها عن مشاعري تجاه الرجال وعن كراهيتي لهم، عندما كنت في الثالثة والعشرين رجل تحرش بي في المصعد من خلفي أحسست بشيء وكذبت نفسي ولكنها أمسكني بقوة وجمدت في مكاني، هذه هي الأشياء التي حصلت لي.
طباعي غريبة لا أتزين مثل البنات... خشنة الطباع.. والحركات.. أتعامل مع الجميع بشيء من التوازن ولكني يا سيدي لا أؤمن بالحب ولا بالمشاعر وأعتقد أن الحب أكذوبة والعلاقة بين الرجل والمرأة في نظري.. تبدأ بالغزل وتنتهي بالفراش.. وهي علاقة مهينة لجسد المرأة وتفسد شيئا من نعومة جسدها وطراوته... ويوم أن تعطي جسدها لرجل ستتغرب عنه...
عندي نوع غريب من الحب لجسدي فأنا أتغزل فيه كثيرا ولا أكذب عليكم إذا قلت أني أستطيع أن أكون ممرضة لنفسي عندما أمرض صديقة عندما أشتكي... لا أحد يعلم ما يدور بداخلي ووصلت الأمور معي للجنس! نعم يا سيدي فأنا أعتقد أني لست بحاجة إلى رجل يمرمط كرامتي إذا كنت قادرة على إعطاء نفسي كل المشاعر الإيجابية والمريحة لي صحيح أني وحيدة وأشعر بحاجتي للآخرين، وفي ذات الوقت عندي شعور بالراحة لأني لن ينالني الأذى طالما أني وحدي وجسدي نظيف من لمسات الرجال، ولكني مازلت وراء سد منيع لا يراه أحد غيري.. إنني يا سيدي أتغزل بجسدي عندما أستحم... ويستثيرني منظري فقط منظري حتى عندما أمارس ما أمارس.. أتكلم مع نفسي بلغة الحب والعشق.
فهل أنا بحاجة إلى طبيب؟؟؟ وهل سأجن؟؟؟ وأحمد الله أني لم أتزوج إذا كنت سأطلق قريبا... جدا
19/10/2005
رد المستشار
شكرا على متابعتك، وعلى بياناتك التي أرسلتها فوضحت الصورة أكثر من ناحية يبدو أن لديك أعراض اكتئابية فعلا، وتحتاج إلى علاج طبي متخصص قد يطول لعدة أشهر على الأقل.
ومن ناحية أخري فإن التحرشات الجنسية التي حصلت معك، وهي من النوع الخفيف إلى المتوسط، إضافة إلى صورة الوالد ومثاله، وظروف التنشئة في أسرتك ومجتمعك كله، وما تلا ذلك من ملابسات، وكراهية للزواج والرجال.. الخ، كل هذه العوامل من شأنها أن تقودك إلى طرق كثيرة لعل من أقلها خطورة أن يحدث لك هذا النوع من الانكفاء على الذات، والهيام بالجسد، والإشباع بالاسترجاز "استمناء النساء" ولمن لا يعرفون فهناك اتجاها غربيا منذ عقود يغرق في مثل هذه الأفكار ويطورها، فهو ضد أن يكون الجنس ضمن علاقة عاطفية مع طرف آخر، ويستبدل ذلك بعلاقة "آمنة" و"نظيفة" مع النفس!!
والاستمناء استغناء، وهذا حديث يطول.
وأدهشني أنك تستخدمين نفس الألفاظ تقريبا لوصف علاقتك بجسدك، وفي باب الاستمناء فنون وابتكارات هناك، وهي تختص بتلك الممارسة وتمجدها، وتراها اختيارا لا انحرافا، مثلما يرى الغرب الشذوذ الجنسي حاليا، وكل هذا محض تخاريف وخلل وانحراف.
فالجنس والعلاقة الجنسية فطرة وضعها الله في الإنسان لتكون مدخلا لسعادة تجمعه مع طرف آخر، ولتكون أساسا من أسس كيان الأسرة، وروابط العلاقات الإنسانية، لكن تعميم الانطباعات السلبية التي تراكمت لديك عبر سنوات حياتك، وغياب الفرصة الطبيعية للتعارف الاجتماعي المنضبط برجال، وتجربتك فيمن تقدم لك ورفضه أهلك، هذه الأوضاع المختلة كلها تقودك إلى ما أنت فيه، والخلل يقود إلى الخلل، فماذا تتوقعين مني أن أقول؟!!
وماذا عسانا أن نعمل معك عن بعد؟!
غير أننا نلفت نظرك إلى جوانب قد تكون خافية عنك، في انتظار أن تستطيعي الوصول إلى العلاج المتخصص، ولعله يكون أفضل أن يتواصل المعالج أيضا مع أهلك ليتفهموا ما لديك، وتتعاونوا في علاجه، ونحن معك ما استطعنا، وأهلا بك دائما.