الخوف من العيب يوقع في الحرام مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله أشكر القائمين على هذا الموقع, على ما يبذلونه من مجهود في سبيل إنارة بعض الدروب وتضميد بعض الجروح, سائلا الله أن يرزقهم الثواب الجزيل.
وأشكرهم خاصة على هذه الجرأة في نشر مثل هذه المواضيع التي قد يرى البعض مثل أخينا أنها مجرد خزعبلات وافتراءات ألقى بها شاذ عن الفطرة بغية اللهو رغم أنها قد تؤدي إلى فتنة البعض منا.
لكن من ناحية أخرى فإن نشر مثل هذه المشكلة (كما أنه لا يمكننا أن نرمي صاحب المشكلة بالكذب, إذ لا قرينة على ذلك فكون الموضوع خارج عن الفطرة السوية لا يعني أن الأمر مستحيل أو كذب) إنذار للجميع بأن الوضع في مجتمعنا أضحى خطيرا يستدعي النهوض بالقيم الأخلاقية والإسلامية التي ضاعت أمام اللهاث غير المضبوط أمام الماديات والتفنن في إشباع الشهوات, فما هذه المشكلة إلا نموذج عن غياب مثل هذه القيم إن لم نقل انعدامها, إذا فهي دعوة لإعادة النظر في سلوكياتنا التربوية ومدى تمسكنا بالقيم الأخلاقية والإسلامية وذلك لا يتأتي إلا بإتباعنا للمنهج التربوي الإسلامي وتقوية الوازع الديني.
وإن لم نمتثل لذلك فمصيرنا أسوء مما نقرأ من مشاكل من هذا النوع. ويحضرني حديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن ماسا مباشرة للموضوع, يقول فيه أنه ما من قوم كثرت فيهم الفاحشة وأعلنوا بها إلا سلط الله عليهم الأوجاع التي لم تكن في سابقهم من الأمم -أو كما قال صلى الله عليه مسلم- وواقعنا يصرخ بذلك.
أكرر شكري للقائمين على الموقع خاصة العزيز علينا الدكتور وائل أبو هندي
والسلام عليكم ورحمة الله
21/10/2005
رد المستشار
هذه رسالة على بساطتها فإنها تلفت أنظارنا إلى عدة أشياء هامة:
• أولها: أنه يمكن النظر إلى صفحتنا أو موقعنا هذا كله بوصفه نافذة على أحوال وأوضاع وتطورات مجتمعاتنا العربية، وهي نظرة فريدة على أحوال صعبة تستنفذ الجهود، أو هكذا ينبغي أن يحدث
• وثانيها: أن هدف وأثر نشر هذه الرسائل، وحتى الصادم منها، يتخطى مجرد السؤال وجوابه إلى إلقاء الضوء على تفاصيل حياة البعض، والأوجاع التي تنتشر نفسيا واجتماعيا، ليس من باب الدعاية لها أو الإشادة بها، ولكن من باب العلم والمعرفة اللذان هما مقدمة لكل عمل دعوي أو إصلاحي، أو جهد علاجي أو مساند يرغب في دعم الناس، وهو ما يفتقدونه بشدة!!
• وثالثها: أن استقبال الناس لنفس النص يختلف، فمن الناس من يندهش ويصدم، ومنهم من تتحرك شهوته حين يقرأ رسالة من هذا النوع!!
ومنهم من يعتبرها تكليفا بالعمل، وتنبيها إلى الخلل، ويبدو أن إدراك كل واحد لموقعه ودوره يتدخل في استقباله للنص، فمن يرى نفسه متفرجا ينتظر منه الاستحسان أو الاعتراض، التصفيق أو الصفير، ومن يرى نفسه شريكا في المسئولية، أو العلاج، أو يؤهل نفسه ليكون داعية أو مصلحا فهو يحتاج إلى المعلومة، وتثور في نفسه الشفقة والهمة، ومعاني الاستجابة للتحدي.
من يتسلى بقراءة موقعنا سيبحث عن المباح والمكروه في "الترفيه"، ومن يعتبره إعدادا وتدريبا، أو دليل عمل ميداني في المجتمع سيتناول ويتعامل مع ما ننشره بذهنية وقابلية مختلفة تماما!!
شاهدت منذ أيام فيلما من أسبانيا يروي عن جانب من مسيرة حياة المناضل الراحل "تشي جيفارا"، وكان طبيبا في الأصل، والفيلم يعرض لرحلة طويلة قام بها في شبابه، وانتقل فيها بين بلدان قارة أمريكا الجنوبية على دراجة بخارية، وأحيانا على قدميه، أو راكبا في سيارة "مواشي" وهو في تلك الرحلة يستعرض حياة الناس عن قرب، ويرى الفقر والجهل والمرض، ومعاناة البشر على نحو كان لابد منه، وهو لازم لكل من يحاول الإصلاح والعلاج، فكيف بربكم يقوم إنسان على إصلاح ما لا يعرفه؟!!
ونحن معكم نستطلع الأوجاع النفسية والاجتماعية التي تفشت في أمتنا كمقدمة تشخيص وفهم لازمة يصاحبها أو يتلوها تدخل وعلاج، هذا هو هدفنا الوحيد الحقيقي، حتى لو ظل البعض يملك ترف الفرجة، وفسحة الاستحسان أو الصدمة!!