المبالغة في الاستنجاء وخلافه! وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم على جهودكم الرائعة،
قرأت الكثير عن مواضيع الوسواس في موقعكم ومواقع أخرى، ولكن لا فائدة!.
أنا ولله الحمد ملتزمة، بدأ الوسواس عندي في الوضوء ثم تطور إلى الصلاة، كان الوسواس يخف ويرجع، يعني غير ثابت واستمر على هذه الحالة مدة عامين.
أنا الآن في العام الثالث من المعاناة، لكنها أشد ألماً من العامين السابقين؛ استشرت الكثير من الشيوخ بخصوص الصلاة والوضوء ولاحظت إن أرادتي قد زادت وإني قد تحسنت بنسبة 70 بالمائة، لكن هناك مشكلة جديدة وهي -أكرمك الله- أجلس في دورة المياه لأتبول وأغسل يدي بعد التبول لمدة ساعة ونصف! نعم يا دكتور أجلس ساعة ونصف لكي أتبول وأنظف يدي، ستسأل لماذا؟ لا أدري! عندما أفرغ البول من المثانة أنظر قليلاً ثم أقوم بالضغط من جديد فتتساقط قطرات من البول، فأوسوس أنه ما زال هناك بول، فأقوم بالضغط مرات ومرات ومرات ويمضي الوقت وأنا بالحمام، ثم أقوم بالاستنجاء لمدة نصف ساعة، وذلك لأضمن النظافة. وعاني كثيراً؛ خرج ذات مرة قطرة دم من مخرج البول من كثرة الضغط الكثير عليها وبعد ذلك اعتبرت من الذي حدث أياماً قليلة ثم عدت إلى نفس العادة القديمة، والله تعبت! تقريباً أقضي في يومي قرابة 7 ساعات في دورة المياه، وأستغرق وقتاً طويلاً في غسل يدي بالماء والصابون لأضمن نظافتها وآخذ الكثير من الوقت لنظافة يدي.
والله تعبت والله تعبت ما هو الحل؟.
أرجوك لا تنس الرد على رسالتي.
ملاحظة: أنا عزباء، دكتور كيف لي أن أعرف أنك قد أجبت على رسالتي؟ أرجوك أرسل لي جواب رسالتي على إيميلي.
وبارك الله فيك وجزاك ربي الجنة...
27/12/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "أم سيف"، أهلا وسهلا بك على الموقع.
إن من طبيعة الوسواس أن يخف ويرجع، ولهذا يجب أن تكوني يقظة تمامًا حتى لا يتغلب عليك عند عودته مرة أخرى.....، كذلك عليك أن تنتبهي إلى الأوجه المتعددة التي يتبدى بها فلا يكفي أن تتغلبي على وسواس الوضوء والصلاة حتى تكوني قد شفيت، بل لا بد من عدم الاستجابة لجميع الأفكار الوسواسية التي تطرق ذهنك، والانتباه لتلك الأفكار منذ أول ورودها وقبل أن تستفحل وتسيطر عليك....
ومن المهم جدًا بالنسبة لك أن تحاولي تدريب نفسك على ذلك: فمثلاً: الوسواس كان عندك في الوضوء، ثم انتقل إلى الصلاة، ثم الآن التبول والاستنجاء...، لنفرض أنك في أحد المرات شككت في طهارة ثوبك.. انتبهي جيدًا: أنت تعلمين من نفسك الوسوسة لذلك إياك أن تقولي: سأمحو الشك باليقين هذه المرة وأغسل الثوب. إياك أن تستجيبي ولو لمرة واحدة فقد يجرك هذا إلى وسواس في طهارة الثياب. بل قولي فورًا: اليقين لا يزول بالشك، وأنا كنت متيقنة من طهارة ثوبي، وشككت بالنجاسة، إذن الثوب طاهر، وأعرضي عن غسله وإن كنت لا توسوسين عادة في طهارة الثياب.
وهكذا في كل فكرة يمكن أن يدخل الوسواس منها، اقتلعيها من أصلها حسب القواعد الشرعية، وقد تم ذكر أبرزها في مقالات (منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري مشاركة9)
نأتي الآن لمشكلتك مع دورة المياه: هل ترضين يا أختي إذا سالك الله تعالى غدًا عن عمرك فيمَ أمضيته؟ أن تجيبي: في الحمام!!
اعلمي أختي الكريمة: أنه لا يجب عليك ضغط المثانة بعد التبول، فمجرى البول عند الأنثى قصير ولا يحتاج لوقت طويل ولا للقيام بأية فعل ليخرج منه البول. فبمجرد انقطاع البول يمكنك الاستنجاء والقيام، وأما ما ينزل منك بسبب الضغط والانتظار فهو بول جديد تخرجينه من المثانة، ولست مجبرة على إخراجه أصلاً! فها نحن أجبناك عن الشق النظري ويقع على عاتقك التطبيق وعدم الاستجابة بتكرار الضغط والانتظار...
وبالنسبة للاستنجاء: فالبول يزول بصب الماء على المحل لمرة واحدة، وعليك مقاومة التكرار. أما إن كنت توسوسين بشأن الودي الذي يخرج عقب البول، فأسهل شيء في إزالته: استعمال المناديل الورقية، فامسحي المحل بها، وأزيلي تلك المفرزات، ثم صبي الماء لمرة واحدة، وقفي عند هذا الحد، وإياك من مخالفة هذا النظام... قد يتغلب عليك الوسواس مرة أو مرات، ولكن لا تيأسي..
ومن المفيد جدًا بالنسبة لك أن تقومي بتحديد مدة مكوثك في الحمام بواسطة الساعة، وسجلي على ورقة خاصة، الوقت الذي أمضيته في كل مرة، وحاولي إنقاص المدة خمسة دقائق، ثم خمسة أخرى وهكذا...
أما تنظيف يديك يا عزيزتي، فأسألك: هل يغسل الناس غير الموسوسين أيديهم بهذه الطريقة؟ ستقولين: لا!
جيد..، فهل رأيت أحدًا منهم مات بسبب عدم تنظيف يده كما تفعلين؟ طبعًا لا!! فلماذا كل هذه المشقة التي تعيشينها؟! هذا عدا عن أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل مثلك، ولا الخيرة من أصحابه رضي الله عنهم! ألا تثقين بما كانوا يفعلون؟ ألا تحبين أن تكوني متبعة لهم؟ ستقولين لي: بكل تأكيد!
إذن: أبقي الساعة أمامك أيضًا فقللي المدة خمس دقائق تلو الأخرى إلى أن تصلي إلى المدة المعقولة لغسل اليدين، والتي لا تتجاوز نصف الدقيقة!
قاومي شعورك بالقلق قدر استطاعتك وتجاهليه، فمعاناتك لبعض الوقت الآن أسهل بكثير من معاناتك الطويلة مع الوسواس لو تابعت أمره، واستعيني بالله ولا تعجزي، وسيكرمك بفضله بالشفاء.
واقرئي على مجانين:
الموسوس وفتوى تحري الأيسر حكما في العبادات
فتوى مجانين: في وسواس الطهارة