قرأت في مقال للكاتب الكبير فهمي هويدى على إحدى الشبكات العربية الإخبارية خبراً صدمني! صدمني لأنه من نوعية الأخبار التي تبكي وتضحك معاً! فيقول فحوى الخبر أنه خلال زيارة قرينة الرئيس الأمريكي لورا بوش إلى مصر، وأثناء زيارتها لمجمع مدارس أم القرى بمنطقة العوايد في حي الرمل، باعتبار أن الولايات المتحدة تتفضل وتتكرم بإمداد مصر بمعونة سنوية لدعم التعليم فإن هذا معناه أن تتفقد حرم الرئيس ماذا يتم بهذه المعونة، وقد كان.
وللنظر لتعامل الإدارة التعليمية مع الزيارة، فما حدث هو أن تم "استعارة" طاقم التدريس وجميع الطالبات من إحدى المدارس التجريبية المجاورة الراقية، وإحلالهم محل هيئة التدريس والطالبات بالمدرسة الأصلية، وصدرت التعليمات مسبقاً بعدم التوجه للمدرسة في اليوم المحدد للزيارة باعتباره عطلة للجميع!
وفي يوم الزيارة توالت الحافلات لتنقل الطالبات "المعدلات وغير المحجبات" إلى المدرسة إياها! وعلم بالواقعة عضو مجلس الشعب د.حمدي حسن، فقدم طلب إحاطة بخصوص الواقعة لوزير التعليم في 26/5، ثم تسرب الخبر إلى جريدة الحياة اللندنية فكتبت عنها تحت عنوان: استعارة إدارة مدرسة وطلابها من أخرى لإظهار الآثار الكريمة للمعونة الأمريكية!
إذا كان هذا هو حال تعامل الإدارة التعليمية وأصحاب القرار في العملية التعليمية، فماذا نتوقع من أبنائنا الطلاب حين نطلب منهم عدم الغش لأن الغش حرام؟! وكيف نتوقع أن نخرج أجيالاُ تحمل في قلوبها الصدق والأمانة والشرف مثلما تحمل في رؤوسها العلم؟ بل لمصلحة من هذه المهزلة؟ ولماذا نعمد إلى الغش والكذب والخداع حتى في أبسط الأمور وحتى حين لا يستدعي الأمر هذا؟
إن ما يحدث يذكرني بالموقف الشهير المخادع للرئيس الأمريكي جورج بوش حينما خرج علينا من خلال وسائل الإعلام في إحدى زياراته المفاجئة للعراق عقب تزايد حملات المقاومة العراقية الباسلة، لتخفيف حدة الحالة النفسية لجنوده هناك، حين خرج علينا بصورة كبيرة يحمل فيها صينية بها ديك رومي ضخم، اتضح فيما بعد أنه كان بلاستيك... فيبدو أنهم ليسوا وحدهم أصحاب الديك البلاستيك!*
واقرأ أيضًا:
يوميات ولاء: لو كنت كفيفة / يوميات ولاء أسئلة كثيرة وإجابات أقل