اليوم كان عيد ميلاد مجانين موقعكم المحبب الذي تطالعونه الآن، وتتنقلون بين صفحاته. يوم 13/8/2006 كان يوماً مختلفاً، ليس بالنسبة لمؤسس موقعكم المفضل أو مستشاريه فقط ولكن بالنسبة لي أيضاً فلأول مرة في حياتي يسألني أحد: هل أنت مجنونة؟؟!!
وكي أبدأ القصة من بداياتها فقد كان الوصول لمكان الاحتفال بالعيد الثالث لمجانين صعباً إلى حد ما واستغرق مني ما يقرب من الساعتين إلا الربع لبعد الفندق الذي اختارته الشركة الراعية للاحتفال، ولكنه وللحق فندق لطيف أنيق به بعض اللمسات الفنية التي لا تخطئها العين.
وكنت أول الحضور أو بمعنى أصح المدعوة الوحيدة التي وصلت في موعدها تماماً في الثانية بعد الظهر بالضبط (سعيدة أنا بنفسي لأني دائما أحافظ على مواعيدي) وفى النهاية أتحمل تبعات تأخر الآخرين بالانتظار وضياع بعض الوقت اللهم إلا لو اصطحبت معي كتاب أقرا فيه كي لا يُهدر الوقت سُدي، وأنا فعلت هذا اليوم.
لكن ما أصابني بصدمة ودهشة هو السؤال الذي وجهه لي أحد العاملين بالفندق حين سألته عن مكان القاعة المقام بها احتفال موقع مجانين: فقد ذهل الرجل من الاسم (اسم مجانين) وحملق في وجهي مبتسما في سخرية وقال: طيب اسمحي لي أسألك سؤال وقبل أن اسمح له كما قال باغتني قائلاً: يعني إنني مجنونة؟
تلقيت السؤال الصدمة في حالة أشبه بالذهول الذي ألجمني لحظات ثم أجبت في تأكيد: طبعاً لا! ثم بعد تفكيري في الأمر تمنيت لو كنت أجبت بالإيجاب على سبيل المضايقة له طالما أنه ضايقني بهذا السؤال الذي لا محل له من الإعراب! المهم أنى انصرفت من أمامه مسرعة قبل أن يتطور الحديث ويبدأ في التعامل معي على سبيل أنى مختلة عقلياً! وبحثت عن جدول قاعات الفندق وعرفت المكان (كل هذا لأن الدكتور وائل نسي أن يخبرني باسم القاعة ونسيت أنا أن أسأل عنها!).
المهم أنني كنت أول الحاضرين والوحيدة التي حافظت على موعدها في الاحتفال السعيد الذي بدأ في الثالثة تقريباً بعد حضور كل من الدكتور خليل فاضل والدكتور أحمد عبد الله والدكتور عمرو أبو خليل والدكتورة داليا مؤمن والأستاذة أميرة بدران، والأستاذ مسعود صبري، وكنت من البداية جلست بجوار الأستاذة نانسي نبيل رئيس تحرير الموقع.
بدأ الاحتفال بعرض الدكتور وائل تطورات الموقع من خلال برنامج التقديم الإلكتروني powerpoint وعدد مجموعة من الأمور التي أسعدتني للغاية فبداية الموقع كانت 8 مستشارين فقط ثم أصبحوا الآن 34 مستشار، وتضخم عدد المشكلات والمراسلات، وزادت الأبواب، وأنا في تصوري أن كل هذا النجاح ما هو إلا نتيجة طبيعية لرغبة أكيدة من المؤسسين على أن يفعلوا خيراً في هذا البلد وأن يصلحوا ما استطاعوا ودليل على الإخلاص لله تعالى وسؤال وجهه الكريم وحده لا رغبة في مال ولا شهرة، وأكبر دليل على النجاح هو الإقبال الكبير على الموقع والتغطية الإعلامية الجيدة التي حظي بها الموقع حتى الآن، والرقم الذي حققه الموقع على عداد أليكسا http://www.alexa.com وهو الموقع 16963 في مواقع الشبكة العنكبوتية كلها، وهذه المعلومة موجودة على هذا الرابط لمن يريد التصفح.
وهذا رقم مشرف ومتقدم، وإن كنا نتمنى أن يرتقي الموقع أكثر وأكثر، ويحقق مرتبة أعلى، لكن قياساً إلى أن هذا الرقم بين مليارات الصفحات والمواقع التي تملأ الفضاء التخيلي، فهذا جيد، وشيء يسعد العاملين على إخراج الموقع للنور.
وكنت أشعر في الاحتفال بقرب كبير من أشخاص كثيراً ما تحادثنا لثوان أو دقائق معدودة في مجالات العمل لتغطية موضوعات ل"لها أون لاين" الموقع الذي أتشرف بالكتابة به، فالخروج مع البشر خارج إطار العمل والرسميات عمل رائع وإنساني ويستحق أن اذهب إليه طريق طويل حتى لو كان ساعتين إلا الربع كما حدث معي. فبعد العرض الذي قدمه الدكتور وائل والذي أشار فيه للسؤال الذي وُجه لي: هل أنت مجنونة؟ وبعد عرض الشركة المضيفة للدواء الأخير في الاحتفال جمعتنا موائد الغداء، وهذا ما قرب الأشخاص أكثر فضمتني مائدة مع الدكتور وائل وأساتذة نانسي والدكتور أحمد والدكتور عمرو والأستاذ مسعود الذي اكتشفت فيه جانباً جديداً اليوم وهو جانب فكاهي لطيف فلم يتوقف عن إلقاء القفشات المرحة التي أشعرتنا بالألفة معاً في جو جميل (أعتقد أنه لا يتوافر إلا مع المجانين!).
ثم حضرت الأستاذة بثينة كامل الإعلامية المعروفة وصاحبة الكتابات على موقع مجانين ولكنها متأخرة، وكانت ممن أثرى الجلسة بآراء وتعليقات وملاحظات حول أحوال المجتمع والوطن والتي أخذني الوقت في حديث مشترك معها ومع الدكتور وائل والأستاذة نانسي حتى ما يقرب من الخامسة عصراً بعد انتهاء الغداء.
فمن أجمل ما كان في الاحتفال أنني اكتشفت هذه الإنسانة التي كانت بالنسبة لي مختفية وراء الكاميرا ولا يظهر منها بالنسبة لي بشكل مختلف سوى مقالاتها في صحيفة الدستور، ولكن اليوم اكتشفت مناطق جديدة في شخصيتها وكم كانت لطيفة ومتحدثة مع جميع الحضور على المائدة حريصة على التعرف عليهم جميعاً، وهكذا هو الإعلامي الناجح الذي يعقد شبكة اتصالات مع كل من يقابل في حياته ويكون معه علاقات جيدة ما استطاع لأنه حتماً سيكون له فائدة أو يكون مقدمة لفكرة جديدة أو عمل جديد أو مشروع جديد -ناهيك عن البعد الإنساني في الأمر- فلا أنسى أبدا ما كان أساتذتنا في كلية الإعلام يقولونه لنا من أن الصحفي الناجح لابد أن يكون حريصاُ علي علاقات ممتدة وجيدة مع جميع الأشخاص الذي يقابلهم في يومه حتى لو كانوا من أبسط المهن فأحياناً يكون مصدر المعلومة أو صاحب الفكرة الإعلامية مجرد ساعي بسيط أو عامل بسيط أو حتى بواب هيئة أو مؤسسة.
وهكذا اليوم أستاذة بثينة كامل كانت مثال للإعلامي الودود المنفتح على كل الآخر الذي يقابله، وكم أسعدني هذا، وأسعدني أكثر أنها رحبت بالتعاون بيننا وبينها كفريق المساندة النفسية الذي أتشرف بكوني مسئول الإعلام والعلاقات العامة به وmosanda1@hotmail.com أعربت عن اهتمامها بالمساندة النفسية للآخرين خاصة في الكوارث، فحدثتها عن دور الفريق في حادث العبارة المنكوبة السلام 98، فاتفقنا على تعاون قريب وصلات لا تنقطع، بل إنها أبدت استعدادها لحضور مناقشة الماجستير الخاصة بي خلال الأسابيع القادمة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهذا أسعدني جداً، والذي لم أتوقعه أبداً منها -ولكنه حدث- أنها اصطحبتني في طريقها لوسط البلد في سيارتها، مما أزاح عن كاهلي إرهاق وثقل البحث عن وسيلة مواصلات من الفندق البعيد، وطوال الطريق جمعنا الحديث حول الإعلام ودوره وأهميته والنفع الذي يقدمه بكل وسائله سواء ما تقدمه من خلال عملها التليفزيوني أو ما أقدمه أنا في الصحافة الإلكترونية، مع اختلاف جمهور كل وسيلة إعلامية عن الآخر.
وهكذا تحول الاحتفال لمجال تجتمع فيه العلاقات الإنسانية المتنوعة والخصبة وهذا ممتع ومبهج فعلاً، فما أجمل العلاقات الإنسانية والتعرف على الآخر وتبادل وجهات النظر معه، والأجمل أن يكون هذا في عيد ميلاد مجانين، فكل عام وأنتم بخير يا مجانين، وعام سعيد مليء بالخير الذي لا ينقطع، والتعاون المستمر، والمساندة النفسية لمن يحتاجها والدعم النفسي للباحث عنه، والعلاقات الإنسانية الدافئة.
واقرأ أيضًا:
يوميات ولاء : تساؤلات مؤلمة / على اسم مصر...يقدر الأمن يفعل ما شاء! / تعالوا نفهم الشيطان