قانون بقاء العمل
أرسل samed med (مهندس، الجزائر، 40 سنة) يقول:
أوافقك مبدئيا على هذا المبدأ المفرح لكن هل يمكن البرهان عليه؟ فأعتقد أن ضرب مثال أو اثنين لا يكفي لتأكيد فرضية 100% فلا بد من برهان منطقي عليها.
26/6/2009
الأخ الفاضل أ /صامد
أهلاً بك وتسعدني مشاركتك في المدونة، بالطبع أية فرضية تتطلب أن نبرهن على صحتها، ولا يكفي مثال واحد أو اثنين كما ذكرت لكن إذا تأملنا في حياتنا سنجدها مليئة بالأمثلة التي تثبت صحة هذه الفرضية وإليك أمثلة أخرى:
فمثلاً لنا في رسولنا الكريم قدوة عليه الصلاة والسلام، هو بذل ما عليه من الجهد في الدعوة للإسلام، وكلنا نعلم مقدار العداء الذي قوبل به ولم يحقق هدفه في البداية، وجاء موسم الحج في السنة العاشرة من البعثة واجتمعت القبائل من كل مكان وأخذ يدعوهم للإسلام ولم يستجب له أحد، لكن في النهاية وجد 6رجال من يثرب كانوا من الخزرج وجلس إليهم وحدثهم عن الإسلام فأسلموا وكانوا سبباً في نشر الإسلام لقومهم... إذن فقد حصل على نتيجة عمله وآمن معه مجموعة من الناس في النهاية لأنه لم يتوان عن القيام بمهمته وهي الدعوة.
مثال آخر من الدين: عندما ندعو الله سبحانه وتعالى فإننا نقوم بعمل وننتظر النتيجة وهي الإجابة.. هذا العمل لا يضيع حتى وإن تأخرت الإجابة والدليل هو الحديث الصحيح:((ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك)) قالوا: يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: ((الله أكثر))
هذا بالنسبة لما ذكر عن ذلك في ديننا الإسلامي، وإليك أمثلة من الحياة:
عندنا في مصر الرئيس السابق السادات الذي عشق مصر وعمل من أجلها الكثير وناضل مع رفاقه ضد الإنجليز وأعوانهم وهو في صغره وتم القبض عليه ولبث بالسجن فترة وتم عزله من الجيش وعمل، عتالاُ على سيارة نقل أثناء فترة هروبه من السجن وعاد للسجن مرة أخرى بعد مقتل وزير المالية الموالي للإنجليز أمين عثمان لكن في النهاية أصبح رئيساً للجمهورية وهو الرئيس العربي الوحيد الذي حقق نصراً على الصهاينة... إذن لم يذهب عمله سدى.
مثال آخر من عندكم من الجزائر وهو المناضلة الرائعة جميلة بو حيرد التي قدمت الكثير واحتملت الكثير من أجل الجزائر بعد أن حكموا عليها بالإعدام لم يستطيعوا تنفيذ الحكم فيها بسبب الضغوط من كل أنحاء العالم وكان من ثمار جهدها وجهود كل المناضلين الشرفاء أن حصلت الجزائر على استقلالها من المستعمر الفرنسي.
وهذا المثال الأخير يقودنا إلى مواقف كثيرة ناضل فيها الشرفاء من أجل أوطانهم وبالرغم من أنهم قد تم تعذيبهم والتنكيل بهم وأحياناً قتلهم وبالتالي لم يحصلوا على نتيجة عملهم في الدنيا أو في ذات الوقت لكن كان نضالهم سبباً في أن تنال أوطانهم الحرية
دائماً هناك مقابل لأعمالنا إذا ابتغينا بها وجه الله وإذا أخذنا بالأسباب فيها وفعلنا كل ما نستطيعه فيها، ومن أجمل التعليقات التي سمعتها في هذا الموضوع: "العمل يمكث بشروط وينزل القبر بلا شروط" وبقية التعليقات ستجدهما في نقاشنا على منتدى مجانين
وأهلاً وسهلاً بك وشكراً على تعليقك على المدونة، تحياتي.
اقرأ أيضاً:
أب حي وابن يتيم / شبكة العنكبوت