حينما تضيق نفسي، وتسود الدنيا أمام عيني، وتمتلئ مشاعري بمتناقضات شتى، وتجتمع كل المشاعر السلبية بأعماقي، لا يشفي غليلي ولا يهدئ من روعي الفضفضة ولا الحكي ولا حتى البكاء، وأسرع إلى هوايتي المفضلة، الكتابة، وأنسي نفسي بين الحروف والكلمات، وأبث كل الهموم والشكوى للورق وأبوح بكل الأسرار التي لا تقو نفسي على البوح بها للآخرين مهما اقتربوا ومهما بلغت مكانتهم عندي.
فالكتابة هي ملاذي الأخير الذي ألجأ إليه في اللحظات الصعبة، والأوقات الكئيبة، وما أحوجني إليها الآن في هذه الأيام التي أشعر فيها بهذا الاكتئاب الجاثم على نفسي، والذي يفعل بها ما لا أطيقه!
وأحمد الله كثيراً أنني أهوى الكتابة والتعبير عما تجول به نفسي وإلا كنت انفجرت!
والكتابة بحر أغوص فيه وأتبحر وأنسي فيه نفسي، وأخرج منه وقد تخففت كثيراً من الهموم والآلام الثقيلة التي كنت أحملها.
ولكنني هذه الأيام ألحظ شيئاً لم أعتده أبداً منذ أن اتخذت الكتابة ملجأً لي، وهو أن الكتابة لم تعد تحقق الراحة التي كنت أسعد بها، وأستريح بها من هموم الدنيا والنفس والآخرين، لم تعد الكتابة تريحني كما كانت تفعل من قبل، هل لأنني لا أقول كل ما تعتمل به نفسي؟ أم لأن الاكتئاب والألم هذه المرة أقوى من كل المرات السابقة؟
أم أنني فقدت قدرتي على التعبير كما ينبغي، أو أنني عاجزة أمام تحويل مشاعري لكلمات؟
أسئلة كثيرة تجول بخاطري ولا أجد لها إجابة شافية!
أسئلة تحيرني وتعجزني أكثر وأدور معها في دوامات لا متناهية من الهم والضيق، فأعود وأدعو الله سبحانه وتعالى من جديد أن يفرج همي ويزيل كربي، فالحياة قصيرة ويؤلمني ويحزنني أن يضيع منها وقت في الهم والضيق.
واقرأ أيضًا:
ميكانو.... لقطات حياتنا المتناثرة / مؤتمر الشباب وبناء المستقبل / يوميات ولاء: المدونون ما لهم وما عليهم