عرفتها ونحن صغيرتين في المدرسة الابتدائية كانت على النقيض من في كل شيء، جريئة هي متعددة المواهب منطلقة ممتلئة بالثقة بالنفس، هادئة أنا خجولة أخشى المواجهة، لا أعرف كيف أصبحنا صديقتين، ربما كانت تشعر بالمسئولية تجاهي، وأنا وجدت فيها ما كنت أتمنى أن أرى نفسي عليه.
سنوات الدراسة الابتدائية قضيتها في المقعد المجاور لها، كان أكثر ما يحزنني هي أنها مشغولة دائما وأبدا في الفسحة المدرسية نتيجة اشتراكها في عدة أنشطة (موسيقى- رسم- خطابة) وبالطبع حاولت أن تجعلني أشترك معها في أحد هذه الأنشطة لكن هيهات، افترقنا بعد الدراسة الابتدائية التحقت كل منا بمدرسة أخرى.
مرت سنوات وسنوات لم نتقابل كنت أشعر بالحنين إليها أشتاق لرؤيتها، فهي تمثل جزء غال وعزيز على قلبي، ولكني تغيرت ما عدت أنا هذه الطفلة التي تنتظر من تحتمي به، تخشى المواجهة قليلا قليلا أصبحت أكثر قوة، أصبح لدي أصدقاء آخرين، كبرت بلا شك، تقابلنا بعد ست سنوات من افترقنا كنا قد التحقنا بالجامعة، ثرثرنا كثيرا وتذكرنا أيام الطفولة الجميلة.
تغيرتي: قالتها صديقتي
هتفت: حقا
أنا سعيدة من أجلك.
قلت: أشكرك أرجو أن يكون التغيير للأحسن
قالت: أكيد أحسن
ودعتها على وعد باللقاء، مضى على هذا الوعد سنوات، لا أدري لم نعد نفس الصديقتين تغيرنا، أصبح لكل منا اهتمامات أخرى وأصدقاء آخرين، ولكن تبقى الذكريات جميلة عذبة.
واقرأ أيضًا:
مدونات مجانين متى نتعلم كيف نتقبل الآخر؟ / مدونات مجانين الكيت كات