قررت أخيرا الذهاب إلى طبيب أمراض نفسية بعد أن حاولت بجهد متواصل مقاومة شعوري المتزايد بالاكتئاب مع نوبات هلع صباحي تؤلمني حقا وتجعلني أحجم عن الذهاب للعمل.
كان أصدقائي كلما شكوت لهم مما أنا فيه أشبعوني لوما عن أن ذلك شيطان نتيجة ابتعادي عن الله وعدم انتظامي في الصلاة، أعلم ذلك أجلد نفسي كل يوم أقول أن مكاني جهنم لا محالة ولكن صدري ضيق لا أستطيع، أتمنى ألا يشعر أحد ما أنا فيه أجبر نفسي على الكتابة حتى لا أستسلم لهذا الوهم فلا أستريح إلا لحظات، أشعر به يزحف ببطء ولكن باستمرار يعطيك لحظات تلتقط أنفاسك فتظن أنك شفيت فيعود ليوجعك من جديد ولتتلاحق نوبات مهاجمته بعد أن كانت على فترات متباعدة في الطريق إلى عيادة الطبيب كنت خائفة قلقة لم أذهب إلى عيادة طبيب أمراض نفسية قبل ذلك، ماذا لو رآني أحد أعرفه؟
كنت خائفة من فكرة ذهابي خاصة لا أعرف كيف ستكون مقابلة الطبيب هل سيسمعني؟
ولكن ألمي كان أقوى من خوفي أشعر أني أنهار سأذهب وليذهب الجميع بآرائهم إلى الجحيم لا أحد يتألم مثلي، وصلت إلى العيادة وأنا أحاول أن أخفي وجهي ونظرت نظرة سريعة في وجوه الموجودين.... لا أحد أعرفه حمدت الله على ذلك.
جلست أنتظر دوري في الدخول كنت أرقب الجلوس بنظرات مختلسة....... الجميع يجلس في حالة هدوء لا أحد يقضم أظافره أو يقوم بحركات لا إرادية برقبته أو يضحك ويبكي في نفس الوقت (عذرا فهذا ما كنا نشاهده في المسلسلات والأفلام العربية) كنت قلقة لدرجة غير عادية، وحين جاء دوري في الدخول كنت كمن يقدم رجل ويؤخر الأخرى!
حين دخلت همهمت بشيء أعتقد أنه السلام عليكم وجلست فورا.... لا أنظر إلى الطبيب بل إلى الأرض الغرفة حفظت نقوشها جاءني صوته: -إزيك
- الحمد لله
- ها بتشتكي من إيه
- مش عارفه حاسة إني عندي اكتئاب
- إنت عايشة مع مين
- مع زوجي وأولادي
- حاسة بكده بقالك قد إيه وإيه الأعراض اللي خلتك تقولي إن عندك اكتئاب
أخذت أصف حالتي قد ما أستطيع فمع أنى أعرف حالتي جيدا إلا إني وجدتني لا أستطيع أن أعبر عن شيء، سألني عن أسماء أبنائي وأعمارهم.
صليتِ النهارده فأجبت بالنفي (قلت في نفسي الآن سيمطرني لوما وسيقول أن ما أنا فيه نتيجة ابتعادي عن الله) فرد معلش علشان تعبانه شويه بس إن شاء الله توعديني تصلي لما تروحي أو صلي في العيادة في مكان بره للصلاة خلاص وعد رددت إن شاء الله ما حنا لا زم نقرب من ربنا علشان ربنا يساعدنا، ممكن تعتبريني زي والدك.
لم أجب أو لعلي لم أعرف بماذا أجيب فكرر سؤاله، فقلت آه طبعا شكرا ربنا يخليك.
قلت: أنا أعرف أن ربنا بيعاقبني علشان مش منتظمة في الصلاة.
فرد: لا ما تقوليش كده إحنا إيه علشان ربنا يعاقبنا ده ممكن يبخرنا في الهواء، ده ابتلاء وإن شاء الله مع العلاج حتبقي كويسه خالص، تكلمنا قليلا عن حياتي وسألني تحبين القراءة لم أجب، خلاص نستنى لما تتحسني أحسن علشان تقدري تقرئي الحاجات اللي حقولك عليها.
كتب لي الدواء وطلب مني الحضور بعد شهر، أحسست براحة عجيبة بعد أن خرجت وقد تغيرت فكرتي عن الطب النفسي.
واقرأ أيضًا:
مدونات مجانين: أيها الآباء رفقا بأبنائكم / الحب أم الذكاء هو ما يحتاجه أبناؤنا؟؟