وهل للجنون سحرا حقا وجدت نفسي أسأل هذا السؤال وأنا أتابع هذا الفيلم الرائع على إحدى الفضائيات (دون خوان كارلو) والفيلم يدور حول طبيب نفسي عجوز على وشك التقاعد من عمله في إحدى مستشفيات الأمراض النفسية ليفاجأ بقدوم إحدى الحالات وهو لشاب حاول الانتحار يرتدي قناع على عينيه وملابس غريبة ويدعي أن اسمه (دون خوان كارلو) ويجلس مدير المستشفى مع الطاقم الطبي يعرض حالة الفتى ويسأل عن من يملك الوقت الكافي لمتابعة الحالة فيفاجأ بأن الطبيب العجوز يطلب بأن يقوم هو بعلاج هذا الفتى وبالطبع يرفض مدير المستشفى ذلك لأنه لم يبقى على تقاعده سوى عشرة أيام وهي مده غير كافية لعلاج اضطراب الفتى ولكن الطبيب يصر.
نشاهد الطبيب العجوز مع الفتى (دون خوان كارلو) أو هكذا يسمي نفسه والذي يطلب من طبيبه فقط مهله عشرة أيام دون إجباره على أخذ الدواء وسوف يدخله معه عالمه السحري، وبالفعل يفي الفتى بوعده ليحكي لطبيبه عن عالم من خياله بالطبع وعن حبه وعشقه للمرأة حبه لجمالها الداخلي وروحها تفاصيل وتفاصيل يرويها الفتى يجعل الطبيب يحلق معه في عالمه الرومانسي يجعل طبيبه يشعر كم كان مقصر في حق زوجته ليسألها سؤال عجيب بعد أربعين سنة زواج أريد أن أتعرف عليك عن قرب أعرف أحلامك طموحاتك كم حلم تخليت عنه وسط انشغالي بالتفكير في نفسي وعملي.
فتبتسم زوجة الطبيب لتقول له: تخيلت أنك لن تسأل هذا السؤال أبدا.
وحين يسأل الطبيب مريضه من يظن أنه يكون.
فيرد الفتى: أنت (دون أكتافيو) صاحب هذا المكان وقد استضفتني في فيلتك لقضاء بعض الوقت هنا.
فيسأله الطبيب: إن كان يعلم حقيقة هذا المكان.
فيجيب الفتى: من المنظور الضيق نعم أعرف أنه مصح عقلي وأنك طبيب هنا ولكن من منظوري الواسع أنت (دون أكتافيو).
ثم يكمل الفتى: أستطيع أن أخبركم بكل الهراء الذي تريدون وأخرج من هنا ولكنك تحتاج عالمي أنت نفسك أيها الطبيب لا تستطيع أن تتنفس في عالمك ولكن عالمي يتيح لك ذلك فيرد عليه طبيبه: نعم عالمي ليس كامل ولكنه عالم حقيقي.
محاولات مضنية يبذلها الطبيب وراء سعيه لمعرفة حقيقة الفتى ومن يكون حقا لنصل لمشهد رائع يجمع بين الطبيب ومريضة يخبره الطبيب أنه يصدق أنه (دون خوان كارلو).
فيرد الفتى: وأنت صديقي (دون أكتافيو)، ثم يعطيه الدواء ويطلب منه أن يتناوله، فيجيب الفتى: ولكنك صدقتني.
فيرد الطبيب: ولكن الآخرين لا يصدقون ذلك لنصل لنهاية الفيلم وقد جلس القاضي الذي حضر ليقرر أما إرساله إلى مصحة عقلية أو خروجه.
ونرى الفتى وقد جلس بجانب طبيبه وقد ارتدى ملابس عادية وأخذ يتحدث بكل تعقل عن أنه حاول الانتحار لأنه رأى صورة فتاة في إحدى المجلات ولما حاول الاتصال بها قست عليه في الإجابة وأغلقت الخط وأنه لم يكن ينوي إيذاء نفسه ليحكم القاضي بخروج الفتى من المصح النفسي.
ونرى الطبيب وهو يحدث نفسه بأنه حقا قد عالج مئات المرضى ولكن (دون خوان كارلو) هو الوحيد الذي أثر على حياته وجعله يرى الدنيا من منظور جديد يرى أن عالمه المادي يحتاج إلى بعض الجنون أحيانا ولكنه جنون لطيف جنون يجعلك ترى ما وراء الأشياء وليس حقيقتها المادية فقط.
واقرأ أيضًا:
قيمة الألم في حياتنا / هل تعرف ماذا تريد؟ مذكرات تلميذة / ذكريات عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي