كنت أستمع إليه وقد علت وجهي نظرة إعجاب وحب وتقدير وهو يحكي لي عن قصة كفاحه وصبره هو خالي العزيز الذي أفخر به دائما وأجد في كفاحه درسا رائعا لكل من يحلم ويتمنى أن يحقق أحلامه.
حكى لي كيف ألتحق بكلية الطب البيطري دون رغبة منه فقد كان حلم حياته أن يدخل كلية الطب البشري ولكنه المجموع اللعين قد حرمه من حلم حياته بفارق درجة واحدة حكى لي كيف ظل يدرس في الكلية دون رغبة حقيقية، ولكن كان الأمل يداعب قلبه حتى لاحت له بارقة أمل في رحلة إلى الولايات المتحدة وهو في الفرقة الثانية بالكلية وعمره عشرون عاما وكيف استطاع أن يقنع جدي وكيف دبر مبلغ السفر الذي اقترضه وحين وصل إلى المطار وقلبه قد ملأته الأحلام فوجئ بوجود خطأ في تأشيرة الدخول قال لي كانت أول مرة أبكي في حياتي كنت أخاف أن تنهار أحلامي كنت أخاف على أموال من اقترضت منهم دعوت الله في سري أن يساعدني.
بقيت أنا وأربعة زملاء في المطار لمدة ثلاثة أيام كانت جدتك قد أعطتني علبة حلاوة كبيرة وتونه والجبنة البيضاء فالأكل في المطار كان غالي الثمن ولا نقدر على تكلفته وحين انتهت مشكلة التأشيرة وتنفس الصعداء لخروجه من المطار وكيف عمل في أحد المطاعم وتعلم من الشيف هناك الأكل الإيطالي حتى أتقنه واستطاع أن يجمع مبلغ لا بأس به وعلى الفور قرر الدراسة سنوات وسنوات من الجهد والعمل والدراسة حتى أنهى الدراسة بكلية الطب وحقق حلمه قال لي لم أسافر كي أجمع مالا بل سافرت من أجل هدف محدد احتجت إلى المال كي أحققه تعبت كثيرا لكن ما أحلى الراحة بعد العناء تعلمت منه أننا قادرين على الأحلام ما دمنا نحيا.
وأن الحياة بدون أحلام هي والموت سواء
واقرأ أيضًا:
ذكريات عاجزة في زمن الجبروت الأمريكي / عاجزة وروايات الدكتور مصطفى محمود / كلنا ليلى