قرأت في إحدى صحف المعارضة عن موضوع خاص بالمدونات التي تنشر على الإنترنت وكان من ضمن هذه الموضوعات اتفاق كل المدونات على الكتابة عن شخصية واحدة في نفس الوقت وهي شخصية ليلى في فيلم (الباب المفتوح) وحقا أعجبتني الفكرة فالشخصية رائعة أشعر بأنها جزءا مني في كثير من الأحيان يبدأ الفيلم بخروج الفتاة ليلى في إحدى المظاهرات للتعبير عن رأيها فما أن يعلم والدها حتى يضربها ضربا عنيفا وحقا تعرضت لذلك الموقف ولكن ليس بهذه الكيفية فأهلي وإن كانوا متفهمين فهم يخشون على أبنائهم من العمل بالسياسة بأي كيفية كانت خاصة لو كانت فتاة لم يكن والدي حفظه الله مثل والد ليلى فقد أعطاني من الحرية في حدود وقد أحسنت استغلالها فكنت دائما أراقب تصرفاتي حتى أكون عند حسن ظنهما.
ولكنني في غمار رغبتي أن أرضيهما وجدتني سلبية مستسلمة هل حبا لهما واحتراما؟ أم رغبة في عدم الدخول في مشاكل أو صدام من أي نوع كما هي عادتي فهل أنا بارة؟ أم شخصية تجنبية Avoidant Personality؟ كما تقولون في علم النفس عشت أوثر السلامة حتى في عملي كنت أخاف من الأعمال التي بها مسئولية لا أقول أكره العمل المتعب على العكس أحب العمل ولكن من خلال الآخرين أن يكون لي دائما رئيس كنت أتعجب من بعض الزملاء الذين يخططون لتهميش رؤساؤهم في حين كل من عمل معي كرئيس أقر بمثاليتي فلم تكن لي تطلعات في الرياسة أو رغبة في إظهار ما أقوم به من عمل للقيادات الأعلى فهل هذه مثالية؟ كما أزعم أم جبن وخوف من الدخول في منافسة أو التطلع لمركز.
دائما أزعم أن بي زهدا لأي مناصب فهل هذا زهد؟ أم قلة طموح حين طلب مني رئيسي الأعلى أن أتولى مسئولية القسم الذي أعمل به تملكني الرعب وأصبحت لا أنام مع أنني فعليا أقوم بتسعين بالمئة من الأعمال ولكن لي رئيس يراجع خلفي ويقع معي على الأوراق عشت دائما أخشى الوقوع في الخطأ.
أتباهى أمام زملائي إن سجلي خالي من الجزاءات مع أننا في عملنا يحدث خصوصا لمن يعملون في المواقع في بداية تعلمهم أن يقعوا في الأخطاء وهذا وارد وأن يتعرضوا لبعض الجزاءات نتيجة حدوث أخطاء غير مقصودة ومن الخطأ تعلموا حتى أن إحدى صديقاتي قالت لي ذات مرة ماذا تخشين؟ أن يوقع عليك جزاء لقد وقع علينا العديد من المرات وهكذا تعلمنا أم أنت تخافي أن تتحملي المسئولية فإلى متى؟
هل هو خطأ في تربيتنا لأبنائنا حين نجعلهم يشعرون أن أقل الأخطاء وأصغرها هو جريمة غير مقبولة أم أننا نتحمل عنهم كل المسئولية فينشئون كشخصيات اتكالية Dependent Personality تحتاج دائما إلى من يساندها لا أدري حقا، ليتنا نفتح الباب قليلا أمام أبنائنا ليتعلموا ويخطئوا حتى لا يعيشوا مهمشين أبد الدهر يطبقون مبدأ من خاف سلم وخليك في حالك وكل عيش.
واقرأ أيضًا:
عاجزة وروايات الدكتور مصطفى محمود / هيا حقق حلمك / في ذكرى رحيلك